تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


تآلفنا معه..!

رؤيـة
الأثنين 12-10-2015
سعاد زاهر

اعتدناها وتآلفنا معها.. تعيننا على التراخي والكسل.. والاسباب كثيرة.. أفكار تلبستنا منذ زمن، ولا تريد الإفلات، استوطنت فينا واستعذبناها..

تجدد تفكيرنا سيحيلنا الى مشاق تزداد صعوبتها مع مجتمع سيطرت عليه الافكار الجامدة، وأخرى ضبابية تجعلنا نهرب من الواقع..‏

وبتنا لانمتلك جلداً وقوة لنزع تلك الافكار الجاهزة، والانطلاق نحو طاقات فكرية حيوية، عرفنا حدود ومعاني الفكر القديم، وفهمنا أبجدياته، فما حاجتنا لفكر جديد، نشق معه طرقاً نحو اجتهادات لاتنتهي وجد مرهق..‏

انه حال فكرنا الان.. !‏

ألسنا مجتمعات تفرض على افرادها السير نحو فكرة بحد ذاتها، محرمة النقاش، أو النقد.. فتنهار أفكارنا لدى أول مواجهة فكرية منفتحة-مقنعة..‏

في أي نقاش عميق.. نفقد قدرتنا على النقد والتحليل وفهم الحقائق، الجزئيات تغرقنا وتغضبنا التفاصيل.. مع اننا غالبا نتناقش في قضايا هامشية، جمود فكرنا يخفي تزمت وتطرف آرائنا، وتشبثنا بها، نقاتل بعناد رهيب حتى لانبتعد عنها، وكأنها درع يحمينا..‏

ردود أفعالنا خاضعة لفعل الآخر، ننتظره.. ثم نتصرف، نبرر سلوكياتنا الخاطئة، ونتمسك بتفكير عاطفي اعتدناه، يحيا ضمن دائرة مغلقة، وإن اخترنا الانفتاح فانه يكون عشوائيا، يضر اكثر مما ينفع لانه يغرق في شكلانية وقشور ما تعيشه بلدان متقدمة.‏

هل فكرنا يوما بأننا نحتاج حقا الى فكر جديد، متين، عميق، يحرك عقول أفراده ويمشي بهم نحو أفق لانهائي.. لايحده اي حد.. ومهما كانت الصعوبات علينا اقتلاعها..؟‏

ولكن هل بإمكان أفراد اعتادوا وتآلفوا مع تفكير مغلق، أن يخترقوا قناعتهم.. ؟‏

تآلفهم.. ألا يقتل فرص الانتقال الى فكر جديد، والاهم أننا نحتاج اولا الى اعترافهم بأنهم يفكرون بأسلوب خاطئ، والا كيف أصبح واقعنا مريراً.. نحتاج الى كشف اسلوبية التفكير التي أودت بنا..، قبل ان تقتلنا اكثر فأكثر يقينياتنا المهلكة.. !‏

soadzz@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية