تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حين تتفشّى العنصرية..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 5-1-2010
علي قاسم

ينفلت التطرف الإسرائيلي وتتفشى بالتوازي معه الممارسات العنصرية إلى الحد الذي يدخل سباقاً محموماً مع الزمن، تتشظى معه وخلفه عشرات المشاهد التي تقود إلى حيث تريد أن تسجل حضورها العدواني في كل اتجاه ودون توقف.

وفي الحالين ثمة ما يثير الريبة في الموقف من كل تلك الممارسات والتطرف الذي يسجل سوابق خطيرة في مضمونه واتجاهه، من الحفريات التي تستهدف الأقصى إلى سن التشريعات العنصرية، مروراً بكل جبهات التطرف والعدوان الأخرى التي تدوِّر عجلة الاستعجال الإسرائيلي ليكون الأمر الواقع الجديد.‏

والسؤال .. هل يكفي القول إن الأقصى في خطر؟! وهاهي الانهيارات الناتجة عن الحفريات الإسرائيلية تصل إلى تخومه، والتصدعات تنال من جدرانه، وهل يكفي القول إن العنصرية الإسرائيلية في الممارسة تنتقل اليوم من الأقوال والدعوات والفتاوى المتواصلة على مدى أكثر من ستين عاماً إلى التوثق بالتشريعات الباحثة عن موطئ قدم للتنكيل بكل ما هو عربي، وحيثما وجد ؟!‏

لا شك أن الخطر الذي يتهدد الأقصى اليوم يقترب من حافة الفتيل المشتعل، والمحرمات والمحظورات باتت في دائرة الانفجار الشامل الذي تتجه إليه الممارسات الإسرائيلية، والأخطر أن حكومة نتنياهو تغوص في القاع عميقاً لاستحضار سير الماضي البائد وصور الحقد لتجييش ما تبقى، وصولا إلى توظيف حالة التطرف التي تجتاح الشارع الإسرائيلي بكل غلوائه.‏

لذلك ليست القضية في إجراء هنا أو تشريع هناك ولا في سلسلة الخطوات التي لم تتوقف، إنما في المدى الذي تذهب إليه حكومة نتنياهو، وفي الاتجاه الذي تقود إليه الأحداث لتكون الشاهد الآخر على ما يجري أمام أنظار العالم الذي يكتفي حتى اللحظة بالاندهاش مما يجري.‏

اندهاش مشوب بالتثاؤب، وعدم المبالاة ولا يخرج الموقف العربي عن دائرة التساؤلات المتخمة بالريبة من الدور الذي يمارس علناً، ودون خجل، وفي أحيان كثيرة يبدو أكثر تثاؤباً وأشد تردداً وعدم مبالاة، بل في بعضها محرضاً للتثاؤب الدولي وحائلاً دون تفعيل الكثير من المواقف الدولية التي حاولت أن تخرج عن صمتها وتثاؤبها.‏

واليوم ورغم ضيق المساحة وإلحاح الزمن الذي تتسارع فيه الممارسات الإسرائيلية والإجراءات العنصرية، يمكن لهذه المساحة المتبقية أن تتيح ولو جزءاً يسيراً من الممكن الذي يجب أن يتم .‏

a-k-67@maktoob.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية