|
مجتمع وكأنها في أول مهرجان رحباني في بعلبك 1957م عندما عمد المخرج صبري الشريف الى وضع فيروز على قاعدة عمود وسلط عليها الأضواء من أسفل العمود من زوايا مختلفة فظهرت وكأنها تسبح في الفضاء وغنت (لبنان ياأخضر حلو ) فكان هذا المشهد صاعقاً للجمهور الذي اشتعل تصفيقاً في موجة من التأثر والغبطة و البكاء . ليست هناك احصائية تعطي رقماً دقيقاً عمن يسمع فيروز خاصة في الصباح وأخصص الصباح لأنه عنوان لليوم بأكمله إلا أني سجلت بعض الآراء للناس عن معنى تفضيلهم لصوت فيروز صباحاً حيث قالت آلاء وهي أم لولدين : في البيت تختلف أذواقنا لكن لاأحد يمانع سماع فيروز صباحاً لأنهم اعتادوا سماعها منذ الصغر . أما سيلين الطفلة التي لم تبلغ بعدالسنتين فإن أمها تسألها وهي تتسلى بالخليوي أي الطفلة - ماذا أسمعك ؟ هل تسمعين فيروز أم شيئاً آخر وقد كانت سيلين منذ شهورها الأولى تهدأ عندما تسمع موسيقى لأغنية فيروز -سألوني الناس . أما فئة السائقين فهم الأكثر علماً بذوق المسافرين فهم لايترددون عن وضع كاسيت فيروزي في مسجلاتهم منذ السابعة صباحاً وحتى التاسعة على أقل تقدير - وفي البولمانات صارت أفلام بنت الحارس - بياع الخواتم - والمسرحيات الغنائية هي الشيء الطبيعي الذي يسمع ويشاهد صباحاً. وجملة ( صوت فيروز - شيء مختلف ) جملة يرددها الشباب عند ابداء رأيهم بالصوت الساحر. منذ أكثر من أربعين عاماً والمجتمع السوري يسمع فيروز خاصة أن أعمال منصور وعاصي الرحباني دخلت الاذاعة السورية منذ 1944م ومازالت فيروز الايقونة - تزداد بريقاً ومازال صوتها يمنح الدفء شتاءً والربيع انتعاشاً وخريفها دهب أيلول وصيفها نسيم يهب من الجبال الخضراء وصوت قادم من السماء أبداً . والشيء الجميل أن محبي الموسيقا الذين يتبعون دورات لتنمية مواهبهم الموسيقية يتعلمون هذا الفن بأعمار صغيرة على ألحان الأغاني الفيروزية مايدعو للتفاؤل وتحدي موجة الغناء الهابط . |
|