|
سانا- الثورة
ومع التداعيات المتسارعة للاحداث فإن تحذيرات تنطلق من كتاب ومحللين من مغبة أي تدخل امريكي بريطاني في اليمن. وفي التفاصيل اعلنت الخارجية الفرنسية امس اغلاق سفارتها في اليمن حتى اشعار اخر في اعقاب اطلاق جماعات نسبت نفسها الى شبكة القاعدة تهديدات بشن هجمات. ونقلت (أف ب) عن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو قوله أمس لقد قرر السفير الفرنسي في صنعاء الامتناع عن استقبال الناس في مقار السفارة. من جهتها اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان قرار اعادة فتح السفارة سيتخذ حسبما تسمح الظروف كذلك أعلنت اليابان أمس إغلاق سفارتها حتى إشعار آخر. كما قررت السفارتان الامريكية والبريطانية في صنعاء تمديد فترة اغلاق سفارتيهما أمس بدعوى الخوف من احتمال وقوع هجمات ضدهما على خلفية محاولة فاشلة لتفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة في ليلة عيد الميلاد. ونقلت رويترز عن دبلوماسيين في السفارتين قولهم أمس ان البعثتين الامريكية والبريطانية ما زالتا تدرسان الوضع الامني موضحين ان السفارتين ستقيمان قرار الاغلاق مجددا غدا. من جانبه قال مساعد للرئيس الامريكي باراك أوباما في واشنطن اول امس ان الولايات المتحدة لديها مؤشرات على أن تنظيم القاعدة يخطط لشن هجوم ضد هدف بالعاصمة اليمنية صنعاء. وكان مسؤولون باليمن قد أعلنوا عن تعزيزات إضافية لاجراءات الامن حول سفارتي الولايات المتحدة وبريطانيا في صنعاء كما أعلنت مصادر الحكومة اليمنية عن قتل اثنين من عناصر القاعدة وجرح آخر اثناء عملية جديدة ضد التنظيم وأضافت المصادر ان هذين المسلحين كانا وراء التهديدات الاخيرة ضد السفارة الاميركية. خرق أمني في مطار نيوجرسي أما في الولايات المتحدة فقد قال مسؤولون اتحاديون أمس ان رجلا تجنب نقطة تفتيش أمنية في مطار نيويورك الدولي في نيوجيرسي ما أدى الى اغلاق صالة عدة ساعات في واحد من اكثر مطارات الولايات المتحدة ازدحاما. ونقلت رويترز عن ان ديفيز المتحدثة باسم ادارة أمن النقل قولها في بيان ان الادارة اوقفت التفتيش على الفور في نقاط التفتيش بالصالة سي في المطار بعد الخرق الامني الذي وقع امس الاول وأوقفت حركة الرحلات وعملت مع مسؤولي تطبيق القانون على مشاهدة جميع أشرطة مراقبة المطار لتحديد هوية الشخص المطلوب. وذكرت ادارة أمن النقل أنه سمح للركاب ببدء الصعود الى الطائرات مجددا بعد ذلك بست ساعات ولم يعثر المسؤولون على الرجل الذي أثار التحذير الامني. وتطبق المطارات الامريكية الكبرى اجراءات أمنية مشددة منذ قام نيجيري بمحاولة فاشلة لتفجير طائرة تابعة لشركة طيران نورث وست في يوم عيد الميلاد كانت متجهة الى ديترويت عبر متفجرات مثبتة في ملابسه الداخلية. وكان مسؤولون امريكيون أعلنوا أن مواطني 14 دولة محددة القادمين الى الولايات المتحدة جوا سيخضعون لعمليات تفتيش مكثفة بالمطارات على مستوى العالم. النيجيري كان في غانا وفي اكرا قال مسؤول من غانا أمس ان النيجيري الذي اتهم بمحاولة تفجير الطائرة الامريكية قضى أسابيع في غانا قبل رحلته مباشرة. وقال جيمس اجينيم بوتنغ نائب وزير الاعلام في غانا لـ رويترز ان بلاده لم يكن لديها أي علم بوجود تحذير أمني بشأن المتهم عمر الفاروق عبد المطلب 23 عاما حين وصل الى البلاد الواقعة بغرب افريقيا. عواقب التدخل وفي لندن حذر الكاتب والمحلل السياسي البريطاني باتريك كوكبرن من عواقب التدخل الامريكي البريطاني في اليمن بعد اعلان الولايات المتحدة وبريطانيا عزمهما انشاء وتمويل وتدريب وحدة مكافحة ارهاب يمنية وقال ان الولايات المتحدة وبريطانيا ستندمان على ذلك في المستقبل. ووصف كوكبرن في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية في عددها الصادر أمس السفارة الامريكية التي اغلقت ابوابها في صنعاء بانها عبارة عن بناء قبيح مصمم كقلعة محصنة لمقاومة هجوم عسكري معتبرا أن هذا التصميم هو ثمرة لمراجعات امنية تعتبر السفارات مخابئ امنة ومحصنة تستطيع مقاومة الهجمات في ارض معادية وليس كاعتبارها مراكز لتعزيز المشاعر الطيبة تجاه الولايات المتحدة. واشنطن تتلاعب وتخوف الأمريكيين كذلك انتقد الكاتب والصحفي البريطاني غاري يونغ بشدة اساليب الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب متهما السلطات الامريكية بالتلاعب بالجمهور كما اتهم ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش بتصعيد المخاوف من الارهاب بهدف بسط السيطرة الاجتماعية وتعزيز التعبئة العسكرية وخدمة المصالح الانتخابية. وقال يونغ في مقال في صحيفة الغارديان البريطانية اليوم ان السهولة التي تمكن بها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب من محاولة العمل على تفجير الطائرة الامريكية المتوجهة من امستردام الى ديترويت مؤخرا تكشف عن مدى الغباء والتهور الكامن في قلب الرد الامريكي على هجمات الحادي عشر من ايلول عام 2001. ولفت يونغ الى أن قيام والد عبدالمطلب نفسه بتحذير الاستخبارات المركزية الامريكية السي اي اي من ميول ابنه المتطرفة. واضاف يونغ ان ادارة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش قامت بتصعيد الخوف من الارهاب بشكل منتظم بهدف السيطرة الاجتماعية والتعبئة العسكرية اضافة الى حماية مصالحها الانتخابية في نفس الوقت الذي ظلت فيه العمليات الادارية تفتقر على نحو مأساوي لما يمكن أن يمنع أي هجوم مقبل مؤكدا ان استراتيجية بوش لمكافحة الارهاب لم تكن لحماية الناس وانما لتخويفهم. واوضح يونغ انه لكي تتمكن الادارة الامريكية من دفع الامة لتأييد حرب في الخارج وتخديرها للقبول بقمع في الداخل قامت بخلق تهديد ارهابي وشيك في طبيعته وكلي الوجود في انتشاره وهائل الحجم في مقياسه مؤكدا عبثية كل الاجراءات المقترحة لتعزيز الامن حاليا. |
|