تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


همسات موسيقية

ملحق ثقافي
5/1/2010م
المؤلف:كوثر رستم الكيالي: مقيدة بعجلة تدور بي وأدور معها

الدنيا بالنسبة لي أمنية أن أشاهد الناس حولي بدون تشويه .. كنت أشعر بسعادة حين أسمع ضحكات الأطفال ..‏‏

كنت مشغولة بالتأمل ..‏‏

الدنيا لاتتحرك .. أنا مع الزمن وهو معي . كلانا معآ .‏‏

وكنت أرحل مع أهلي الى الريف ايام الصيف .. كانت الفرصة مهيأة لمراقبة الطبيعة والفضاء الفسيح أسمع همسات موسيقية عند الشروق وأسمعها أحاديث عند الغروب . أتساءل لماذا يكسر الفساد في المدن ؟‏‏

هل يتأثر الأنسان بالطبيعة ؟ يتناول منها في الريف الشعر و الخيال .. يرقد عندها هادئآ بعيدآ عن الضوضاء .‏‏

أقول لنفسي الأفضل أن يكون الأنسان عاجزآ عن المشي ولا يمضي في طريق يدمر حياته!!‏‏

كم كنت أخاف غدر الزمان أكثر من العجز.‏‏

تطورت ميولي في البحث عن الحقيقة ..‏‏

افسر المتناقضات فالأنسان أساسه كائن متناقض. لاأحد يستطيع أن يفهم سر الشخصية ..‏‏

كنت احلم بعالم مختلف عن العالم الذي نعيش فيه‏‏

بدأت بفلسفة الأمور ...‏‏

وجدت المشكلة ان الأنسان بحاجة إلى رحمة الحياة الجماعية وليس إلى المتاعب الأنسانية ... فما أروع أن يكون لكل أنسان حقوقه المستقلة في حياته..‏‏

فالمجتمع هو الذي يصنع الفرد ..‏‏

ترى لوكنت بين هؤلاء الناس كيف أصبح. لكن لا لا لن أتغير لأنني افكر عن طريق الوجدان .‏‏

كنت أظن ان عقلي لا يستطيع أن يشغلني ..‏‏

تساءلت كيف يضعف الانسان . هنالك قوة أشد عنفآ من الارادة , فالشيء الذي كنت اظنه مستحيلآ جعله أحمد صديق أخي يتحرك في أعماقي يقتحم حياتي بشكل أتصال روحي .‏‏

الأتصال الروحي فوق مستوى البشر كأنه القدر .‏‏

أستطاع قلبي بدون أستئذان ان يقفز من مكانه ليحلق بعيدآ .. جعلني بكل بساطة طائعة له !!‏‏

لإنني كنت أظن قلبي مشلولآ ...‏‏

أخذ يحلق مثل الفراشة ... أترك عجلتي وأهرب بعيدآ .... علمني الحب اشتاق الحياة وانه لاسلطان على القلب .‏‏

اشتد الصراع في اعماقي ...‏‏

بدأت اشعر باضطرابات خاصة عندما تحكم عقلي في قلبي وتحكم خيالي في مشاعري ..‏‏

رغم كل شئ كان يصعب علي قبول أيه رغبة تحط من كرامة الأنسان .‏‏

جاءت اللحظة الحاسمة في حياتي أحمد صديق أخي قادما من فرنسا بدراسة لمعالجة الأمراض العظمية وجراحاتها . أجتمعت الآراء .. بنقلي الى المستشفى الذي بدأ أحمد يشرف على ادارته.‏‏

لست أدري كيف سلمت أمري .‏‏

ولم تمض ايام حتى قالوا ان العملية اصبحت ضرورية .. كنت بين الحلم و الحقيقة وإذ بالقدر يدفع لي الحب ليجدد حياتي وأن يكون أحمد هو العلاج..‏‏

ترى هل أنا التي جعلته علاجي ؟‏‏

أم هو الذي كان الطبيب الشافي .. أصبحت حائرة هل هذا صحيح أم أن خيالي يداعب نفسى العاشقة ؟!‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية