|
ملحق ثقافي \وكلما انتظرنا أن تهدأ بعد مقالة حاسمة لصحفي يحاول لملمة أطراف الصراع ليحولها إلى هدنة ريثما تعلن الجائزة، تأتي مقالة من طرف أحد أعضاء لجنة التحكيم لتقوض الهدوء، يتلوها رد من أحد مرشحي الجائزة، وهكذا استمرت المقالات بين هادئة رزينة إلى منفعلة صاخبة وأحياناً بين بين. ومن خلال قراءه سريعة لكل ما كتب لم أجد إلا قلة ممن كتبوا حول الجائزة يهتم برأي القارئ. بل أصبح محور الكلام حول معايير الجائزة المفقودة، وتوزيعها أقليمياً، والطعن بنزاهة لجنة التحكيم وارتباطها بلجان جوائز أخرى كما نال لجنة التحكيم طعناً في أهليتهم للتحكيم أيضاً وبدأ التصنيف على أساس مراتب ثقافية وكأن هناك معيار للأديب بإن يكون درجة أولى أو درجة عاشرة ولا نعرف من يضع هذا المعيار ؟! بالطبع لا أريد هنا الحديث حول أهمية الجائزة وما تعنيه للكاتب وتعتبر من بين الجوائز التي يسعى إليها الروائي كما تسعى لها دار النشر. حيث فوز الرواية يعني أهمية الدار التي نشرت العمل الفائز، إنما اريد الوصول إلى ما انتهى إليه الحوار حول وصول ست روايات إلى القائمة القصيرة، عن طريق التصويت الذي قامت به لجنة التحكيم، وهذا ما أدى إلى اعتراض وتحفظ وانسحاب الناقده شيرين أبو النجا، وهنا توقفت لتذكر ما كان يحدث خلال السنوات الماضية من لغط كبير حول برامج فنية لاختيار سوبر العرب في اختيار الأصوات الجميلة، مما يجعل الفائز ينطلق بعدها محلقا في سماء الشهرة قافزاً لخطوات واسعة، وكانت آلية الفوز تعتمد على تصويت الجمهور، مما يؤدي إلى تفاعل غير مسبوق معه، يجعله يردد أسماء المرشحين ليلاً نهاراً، وفي تلك البرامج كان يحدث لغط حول مصداقية التصويت، وتدخل أعضاء اللجنة في الفوز، أي عكس ما يحدث الآن لجائزة البوكر. هنا سألت وماذا يريد الروائي العربي؟ الا يبحث كل كاتب عن القارئ، أليس هو المستهدف اولا وأخيراً؟ إذا لماذا لا نستخدم تلك الآلية المستخدمة في سوبر ستار الغناء، ونطرح برنامجا تلفزيونيا نقدم فيه الروايات، وهو لن يختلف عن برنامج يقدم الشعراء، ولا يخشى أحدكم ويخاف من اضطراره لسماع رواية كاملة يقرأها المرشح! بل يمكن أن نرى لجنة التحكيم على المنصة، تقدم الروائيين الذين تم اختيارهم للمراحل الأولى، وبعدها يقدم كل روائي ملخصا شيقا عن روايته، مما سيجعل الجمهور يذهب إلى المكتبات ويتزاحم للحصول على تلك الأعمال، وفي الحلقات المقبلة يتم استضافة عدد من الذين تناولوا تلك الروايات يقدمون فيها رؤيتهم الانطباعية حولها ويساهم القراء من مختلف الأنحاء بالتصويت. تخيلت حدوث الأمر، وتخيلت أن العصبية والقبلية ستنتقل إلى صفوف الجمهور المتابع، وتصبح الجلسات العائلية والمقاهي والنوادي ومكاتب الموظفين، مهمومة بمناقشة الأعمال، ومن لم يقرأ سوف يسعى للقراءة. تخيلوا معي ذلك !! ومهما كانت النتائج قريبة أو بعيدة عما يتوقع النقاد والكتاب، سنكون جميعاً رابحين حتى لو لم نشارك بعمل إبداعي لأن الربح الحقيقي تمثل في جذب شريحة واسعة من الجمهور ليقرأ. هذا الجمهور الغائب الآن عن ساحة المعارك التي تجري على الصفحات الثقافية وداخل أروقة لجان التحكيم، وبعيدة عن ذهن الكاتب ألا يستحق الدخول في مغامرة من أجله يطلق عليها سوبر ستار الروائيين العرب؟ |
|