تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


حفلة تنكرية جديدة

البقعة الساخنة
الأربعاء 6-1-2010
خالد الأشهب

من احتلال أفغانستان والعراق إلى خنق غزة إلى هزهزة اليمن .. ثمة حراك سياسي وإعلامي متصاعد يحاول تصغير القبة إلى حبة في مكان , فيما يجري العكس في مكان آخر ,

فما جرى في أفغانستان والعراق وغزة لا يهدد أمن العالم واستقراره , ولا يحتاج من إدارة الرئيس أوباما سوى تبديل بسيط في الاستراتيجيات , يجري خلاله الإبقاء على المقيم بوسائل وأدوات أخرى , فيما المشكلة الداخلية العابرة في اليمن يجري توريمها لتغدو جبلاً تهدد أمن العالم واستقراره على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون , ولتنطلق حملة سياسية وإعلامية متواترة متصاعدة تمهد لشيء ما في هذا البلد العربي, يجري القسم الأعظم من الإعداد له تحت الموائد، وفي الكواليس !!‏

لماذا على الاستراتيجيات السياسية الأميركية أن تختلف وتتبدل بشكل ظاهر وحيوي بين إدارة وأخرى.. إذا كانت هذه الاستراتيجيات معدة سلفاً , وممن لا يقيمون في البيت الأبيض ولا يظهرون في مؤتمراته الصحفية ؟ ولماذا على الرئيس أوباما وطاقمه أن يجترحوا المعجزات إذا كان تعجيزهم أمام إسرائيل وحكومتها بات واضحاً وعلنياً في قضية بسيطة كوقف الاستيطان أو تجميده على الأقل ؟؟‏

صحيح أن الأمر ليس جديدا حتى بالنسبة إلى رجل الشارع العادي , وأن الكثير من الإدارات الأميركية المتعاقبة , حتى إدارة الرئيس بوش الابن , وعدت بالسلام ولم تنجزه سواء في الشرق الأوسط أو في غيره , لكن الجديد المتكرر , الممل والسمج في هذه الحكاية , والذي لا ينم إلا عن عجز كامل مغلف بالتجاهل أو التعامي , إنما هو الانجرار العربي الرسمي , المتكرر والممل والسمج أيضاً , وراء الوعود المنطلقة مع كل مرحلة جديدة , ووراء تلك الحفلات التنكرية التي تنطلق مع كل تمهيد لحدث جديد كما يجري حيال اليمن اليوم !‏

الشيطان يكمن في التفاصيل كما يردد دائماً , والتفاصيل اليوم تقول إننا ذاهبون بالتدريج إلى موقع أزمة عربية جديدة , وستصدمنا الطريقة التي جرُّونا بها إلى هذا الموقع حين يكون الأمر في نهاياته , فلا فرصة للتقدم ولا فرصة للتراجع , بل المراوحة في المكان .. حيث نحن الآن , وحيث العجز العربي المطبق مقيم ؟!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية