|
البقعة الساخنة فما جرى في أفغانستان والعراق وغزة لا يهدد أمن العالم واستقراره , ولا يحتاج من إدارة الرئيس أوباما سوى تبديل بسيط في الاستراتيجيات , يجري خلاله الإبقاء على المقيم بوسائل وأدوات أخرى , فيما المشكلة الداخلية العابرة في اليمن يجري توريمها لتغدو جبلاً تهدد أمن العالم واستقراره على لسان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون , ولتنطلق حملة سياسية وإعلامية متواترة متصاعدة تمهد لشيء ما في هذا البلد العربي, يجري القسم الأعظم من الإعداد له تحت الموائد، وفي الكواليس !! لماذا على الاستراتيجيات السياسية الأميركية أن تختلف وتتبدل بشكل ظاهر وحيوي بين إدارة وأخرى.. إذا كانت هذه الاستراتيجيات معدة سلفاً , وممن لا يقيمون في البيت الأبيض ولا يظهرون في مؤتمراته الصحفية ؟ ولماذا على الرئيس أوباما وطاقمه أن يجترحوا المعجزات إذا كان تعجيزهم أمام إسرائيل وحكومتها بات واضحاً وعلنياً في قضية بسيطة كوقف الاستيطان أو تجميده على الأقل ؟؟ صحيح أن الأمر ليس جديدا حتى بالنسبة إلى رجل الشارع العادي , وأن الكثير من الإدارات الأميركية المتعاقبة , حتى إدارة الرئيس بوش الابن , وعدت بالسلام ولم تنجزه سواء في الشرق الأوسط أو في غيره , لكن الجديد المتكرر , الممل والسمج في هذه الحكاية , والذي لا ينم إلا عن عجز كامل مغلف بالتجاهل أو التعامي , إنما هو الانجرار العربي الرسمي , المتكرر والممل والسمج أيضاً , وراء الوعود المنطلقة مع كل مرحلة جديدة , ووراء تلك الحفلات التنكرية التي تنطلق مع كل تمهيد لحدث جديد كما يجري حيال اليمن اليوم ! الشيطان يكمن في التفاصيل كما يردد دائماً , والتفاصيل اليوم تقول إننا ذاهبون بالتدريج إلى موقع أزمة عربية جديدة , وستصدمنا الطريقة التي جرُّونا بها إلى هذا الموقع حين يكون الأمر في نهاياته , فلا فرصة للتقدم ولا فرصة للتراجع , بل المراوحة في المكان .. حيث نحن الآن , وحيث العجز العربي المطبق مقيم ؟! |
|