|
مجتمع فلا يحاول خوض تجارب جديدة أو اقتحام مغامرة أخرى على عكس الطفل المقدام الذي يثق بشخصيته ويتصرف بشكل طبيعي. وانطلاقاً من استمرارية الحياة وبما أن الطفل سيكبر يوما ما وسيعتمد على ذاته شاء أم أبى فيجب أن يعتاد من صغره بالاعتماد على ذاته والاحساس بالمسؤولية والثقة بالنفس لكي لا يأتي عليه يوم لا يستطيع اتخاذ قرار منفرد أو ربما يتخذ قرارات خاطئة تعود عليه بالمشكلات والهموم. وهنا نتساءل ما هي الطريقة الأنسب لإكساب الثقة الكافية هل تركه يعمل ما يحلو له أم الاغراق في المديح الفارغ أم قراءة تصرفات العمل والتدخل بناء على المقتضى. المديح الزائد يضر بالطفل تؤكد رغدة عيسى أن المديح والثناء أمران مهمان في حياة الطفل ومطلوبان أحياناً إلا أنها تعتبر أن المجاملة والمديح للطفل بكل شيء يفعله تصبح بلا معنى لا داعي لها حيث يعتبر المديح للرسوم التي يرسمها طفل الثلاث سنوات نوعاً من أنواع التشجيع فيشرق وجهه ويضحك إلا أن طفل السبع سنوات يعلم تماماً أن الاطراء على رسومه ليس إلا محاولة لعدم احباطه وسينتابه الشك حول ذلك وسيترك الأمر ويتجه لغيره. وأكدت أنه يجب التركيز على نقاط القوة عند شخصية الطفل فمثلاً حتى ولو لم يكن رسمه جيداً على الاطلاق يفضل الثناء على اختياره لنوع من الألوان أو الرسم. الانتقاد الشديد عامل عكسي تؤكد بثينة صارم أن الانتقاد الشديد للطفل وتصرفاته يؤثر سلباً على احترامه لذاته وتقديره لها ويكون له فعل عكسي خاصة عندما يزداد انتقاد الطفل ومن كلا الأبوين. وأضافت أن كثيراً من الآباء والأمهات يقومون بذلك وهم لا يدركون خاصة عندما يحاول الأب الثناء على ابنه الصغير كأن يقول له «قمت بعمل عظيم عندما نظفت غرفتك لكن لماذا استغرقت وقتاً طويلاً» وكان يمكن أن يقول «برافو نظفت غرفتك بسرعة لكن غداً نريدك أسرع أيضاً». التوقعات غير مفيدة بينما تشير أم أحمد إلى أن التوقعات وانتظار أشياء من الطفل قد يكون غير مفيد لا بل يؤثر سلبا على احترامه لذاته وثقته بها خاصة عند اختلاف طبائع الأطفال عن آبائهم كأن يكون الطفل انطوائيا خجولاً بينما أبوه اجتماعي حيث يجب على الأبوين أن يكونا واقعيين وألا يقارنا بين طفلهم والأطفال الآخرين أو بينهم وبين تصرفات ابنهم. التصرف بعقلانية يشير علماء النفس إلى أن التصرف بعقلانية مع الطفل ومراقبة هواياته وتشجيعها قد يكون ذا نتائج ايجابية أكثر بكثير من انتقادهم المتواصل لبعض التصرفات الخاصة أو الثناء الطويل عليه على أي تصرف كان ويؤكد المختصون أنه يجب عدم التركيز على سلبيات الطفل بشدة بل يجب توجيهه بشكل دائم نحو النشاط بعد اعطائه الثقة بنفسه ولا ضير في مراقبة نتائجه لتفادي وقوعه في الهفوات التي ربما قد تصقل حياته وتفكيره. |
|