تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


كتب من الذاكرة... قنصل غراهام غرين الفخري

كتب
الأربعاء 6-1-2010
في بداية هذه الرواية الجميلة نقرأ تحت عنوان:«تنبيه» لا تمت أي شخصية من شخصيات هذا الكتاب إلى أي شخصية حية، بدءا بالسفير البريطاني وانتهاء بالعجوز خوسيه.

المقاطعة والمدينة في الأرجتين اللتان تقع الأحداث الرئيسية بهما تحملان طبعا أوجه تشابه مع المدينة والمقاطعة الحقيقيتين، وقد تركتهما دون تسمية لاني رغبت في ان أتيح لنفسي مزيدا من الحرية ولكي لا أكون مقيداً بدقة بمخطط مدينة بعينها أو بخريطة مقاطعة بعينها.‏

جريدة التايمز قالت عن رواية القنصل الفخري غراهام غرين إنها رواية محبوكة وحزينة النغمات وكأنها سيمفونية لموزارت.‏

في قرية أرجنتينية خطف الثوار بالخطأ القنصل الفخري شارل فوتنام الذي يبلغ الحادية والستين من عمره وهو مدمن على الويسكي ويعاني من وضعيته كقنصل فخري متزوج من كارلا، العاهرة السابقة الشابة القادمة من ماخور سينيورا سانشيز، لقد أبدع غراهام غرين بسلاسة روايته للأحداث وبالولوج للأوضاع التي نشأت من خلال حادث الاختطاف وتأثيره على الدكتور إدوار بلار الذي تغلبه عواطفه المتناقضة.‏

لان بلار كان عشيق كلارا، لكنه يحسد حب فوتنام وحاجته لها، وبكل تردد ينجر وراء الكوميديا التراجيدية. يستمر التشويق على امتداد الرواية ما يدفع القارئ لمتابعة القراءة صفحة بعد صفحة ليصل الى نهاية الأحداث.‏

ما يميز هذه الرواية ان الشخصيات الثانوية كانت ممثلة بروعة فائقة وسخرية مبدعة، وقد تكون هذه الرواية من أكثر الروايات المتماسكة التي كتبها غراهام بهذه المهنية..‏

يقول أحد أبطال الرواية: (أوه، هناك نوع من الراحة في قراءة قصة حين يعرف المرء كيف ستكون النهائية، قصة من عالم الأحلام، حيث دائماً تقام العدالة، لم تكن هناك قصص بوليسية في عصر الإيمان- نقطة مثيرة للاهتمام حين نفكر فيها..) رواية مشوقة تحكي عن اناس التزموا بالقانون وآخرين اخترقوه وآخرين كانوا بين بين..‏

اناس فاشلون، نادمون ومتمسكون بالأمل..‏

حب تعيس ولديه كثير من الأحلام يقول دكتور بلار:( كل علاقة عاطفية تشتمل على بضع أكاذيب.) ثمة أكثر من عاشق يظن نفسه مغدورا وتبدو الانثى كلعوب وضحية وعاشقة ووفية وخائنة. البطلة ترى في زواجها: ( أظن انه أشبه بارتداء ثوب فتاة أخرى لا يليق على)..‏

الرواية ترجمها أسامة غزلجي صادرة عن دار الجندي 2002.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية