تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


للعامة فقط!

رؤيـــــــة
الأربعاء 6-1-2010م
سوزان ابراهيم

يتنطح بعض العرب لكل ما يهدد وجودهم بترويج وتسويق ثقافة الغيب والتغييب, والإثراء بأبسط الطرق, أو بإنقاص الوزن – الذي تجاوز كتلة الجسم وضرب خيامه في منطقة أعلى وأعمق من حياتهم –

فكان ردهم هذا «ساحقا» على الإيطالية أوريانا فالاشي صاحبة ( الغضب والكبرياء ) و (قوة العقل ) التي ترى في الإسلام تهديداً لحضارة أوربا – وأنا لست هنا بصدد الدفاع عنه -‏

«نحن أمة لا تقرأ» تكاد تصبح مسلّمة, نواجهها بالنواح, وكثير ممن يقرأ لا يأتي القراءة كفعل مواجهة ومعرفة, كما دعت إليه الإيرانية «أذر نفيسي» في كتابها المترجم حديثاً إلى العربية ( قراءة لوليتا في طهران ) ولهذا- ربما - صادرت « سارية السواس» وأخواتها ساحة الفعل الثقافي الأوسع انتشاراً!‏

منذ القديم وفي بلاط الملوك والأمراء, وفي مجالس المفكرين والعلماء, نشأت طبقتان لتلقي المعرفة: الخاصة والعامة, ورغم البون الشاسع بين الغزالي وابن رشد, فقد اتفقا على أهمية عدم المساس بعقائد العامة ولهذا ربما تبقى العامة تدور في فلك اليومي وجزئياته, ثم نستغرب: كيف لا ننتج ثقافة تنويرية, ولا ننجز أفعالاً تحط رحالها في المستقبل؟!‏

يعرّف بعض المثقفين التنوير بأنه تحرير العقل من كل السلطات, ليس بمواجهتها بالضرورة, بل بتحجيم تأثيرها – وفقاً لنصر حامد أبو زيد - ويقولون: إن المال العربي ليس نتاج العمل, بل نتاج النفط والسمسرة! فهل يستغرب أحدنا إذاً كل ما يحاك حولنا وضدنا ليس من الخارج فقط, بل ومن الداخل أيضاً؟‏

هل يعتقد بعضكم أن العرب هم اللاعب الفاعل في التطرف الإسلامي؟ لم يكن بعضهم «المتطرفون» سوى بيادق تحركها أيادٍ في الخارج والداخل! suzani@aloola.sy

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية