تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


أكدت أن بيانات لقاء أعداء سورية«2» عبّرت عن مأزق وتخبط المتآمرين.. أوساط عربية ودولية: سورية وأصدقاؤها فرضوا معادلة إقليمية عالمية جديدة

سانا- الثورة:
صفحة أولى
الثلاثاء 3-4-2012
بات واضحاً ان منظومة العدوان والتآمر على سورية أصبحت الآن في حالة ضياع كامل بعد فشل كل رهاناتها على اسقاط سورية، وكل ما يصدر عن تلك المنظومة من بيانات انما تعكس حالة العجز

التي وصلت اليها، واصبح شغلها الشاغل اليوم ينصب على تعطيل كل الجهود والمبادرات الرامية لحل الازمة المفتعلة في سورية.‏

وفي هذا الصدد اكدت اوساط سياسية واعلامية وقوى واحزاب عربية ودولية امس ان النتائج التي خرج بها لقاء اعداء سورية 2 في اسطنبول تعبر عن مدى التخبط الكبير الذي عكسته مواقف المجتمعين، وعكست المأزق الذي وقع فيه اقطاب المؤامرة، مشيرة الى ان الجامعة العربية وامينها العام الذي لا يحمل من صفات العروبة سوى اسمه هي طرف اساسي في الازمة واصبحت تعمل مع باقي الاعداء على وضع العصي في طريق مهمة كوفي انان الذي يمثل الآن عنوان الحل الدولي، مشددة على ان سورية واصدقاءها فرضت معادلة اقليمية وعالمية جديدة جعلت اقطاب تسليح العصابات الارهابية وفي مقدمتهم السعودية وقطر في وضع لا يحسدون عليه، مؤكدة في الوقت نفسه ان سورية تعيش الآن ربيع الامن والاستقرار والاصلاحات وعلى الآخرين ان يتمثلوا بها.‏

محللون سياسيون روس: يهدف لتأجيج الأوضاع‏

فقد اعرب عدد من المحللين السياسيين والمواطنين الروس عن ادانتهم وشجبهم لاجتماع اسطنبول لمن يسمون انفسهم أصدقاء سورية مؤكدين ان المتآمرين الذين اجتمعوا في اسطنبول او غيرها لن يحصدوا الا الفشل والخزي والعار امام تصميم الشعب السوري على حماية وطنه والتفافه حول قيادته.‏

وقال مدير مركز الدراسات الاجتماعية والسياسية التابع لرئاسة اكاديمية العلوم الروسية البروفيسور فلاديمير يفسييف في مقابلة مع مراسل سانا في موسكو ان اجتماع اسطنبول لمن يسمون انفسهم أصدقاء سورية يترك انطباعات ثقيلة بان هدف المجتمعين في اسطنبول لا يكمن في تسوية الوضع في سورية بل في العمل لاغتصاب السلطة.‏

وانتقد يفسييف اجتماع اسطنبول الذي غيب ممثلي المعارضة السورية الموجودة في الداخل والتي تعرف الوضع بصورة افضل من تلك الموجودة في اسطنبول متسائلا باستهجان كيف يمكن لمهاجرين يعيشون في الخارج ان يتكلموا عن الوضع في سورية ويتخذوا قرارات حول ذلك وكيف يمكن لهم ان يصبحوا ممثلين شرعيين اذا لم تكن لهم أي علاقة بسورية.‏

واكد يفسييف ان المعسكرات التي تقام على الاراضي التركية والمروجة على انها لما يسميه الاتراك باللاجئين هي في الواقع معسكرات لميليشيا ما يسمى الجيش الحر مشددا على ان تلك المعسكرات هي معسكرات تدريب اقيمت في الاراضي التركية لتكون عاملا مقوضا للاستقرار في سورية الى حد كبير.‏

وحذر المحلل السياسي الروسي تركيا من مخاطر اقدامها الى ايواء اناس يقومون بنشاط ارهابي عليها مشيرا الى ان تركيا لجأت في السابق الى الاسلوب ذاته في مساعدة ارهابيين على تنفيذ عمليات ارهابية في روسيا نفسها.‏

من جانبه حذر نيكولا تيخوميروف عميد الاكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية من اتخاذ خطوات من شأنها افشال جهود انان مؤكدا ان المجتمعين في اسطنبول يريدون تكرار السيناريو الليبي في سورية مشددا على خطورة وعدم صوابية اللجوء الى تسليح المعارضة السورية لان ذلك لن يقود سوى الى تصعيد العنف في البلاد وجرها الى حرب دامية وهذا ما يجب على الجميع التصدي له بما في ذلك الامم المتحدة والعمل لحل الازمة سلميا.‏

واعرب الخبير الروسي عن تأييده لموقف بلاده الرسمي حيال سورية والرافض للتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية ووصفه بانه موقف صائب بينما ستسفر القرارات التي اتخذت في اجتماع اسطنبول الى تقويض الجهود الدولية الرامية الى احلال سلام فعلي في سورية.‏

بدورهم اكد عدد من المواطنين الروس تضامنهم ووقوفهم ضد ما تتعرض له سورية من عدوان سافر و محاولات اولئك الذين اجتمعوا في اسطنبول لتقويض الوضع فيها معتبرين ان اجتماع اسطنبول ليس سوى لعبة سياسية جديدة من قبل اعداء سورية الساعين لاستهدافها بعمل عسكري ضدها.‏

بدوره اعتبر قسطنطين سيفكوف النائب الاول لاكاديمية القضايا الجيوسياسية الروسية أن مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية في اسطنبول وغيره من المؤتمرات لا تعتبر شرعية من قبل وثائق الامم المتحدة كما لا تحظى بدعم المجتمع الدولي لذا لا أهمية لقراراتها الا بالنسبة للمشاركين فيها.‏

وأكد سيفكوف في حديث لقناة روسيا اليوم أن مؤتمر اسطنبول يهدف الى تأجيج الاوضاع في سورية وتصعيد التوتر وتغيير السلطة بصورة غير ديمقراطية.‏

وحول الوعود الاميركية والاوروبية بتقديم الدعم المالي واللوجستي للمعارضة قال سيفكوف ان مثل هذه الوعود والاعمال جريمة عسكرية ومخالفة كبيرة للقانون الدولي وللسيادة السورية.‏

الحسيني: المشروع الاستعماري تكسّر على أبواب دمشق‏

من جانبه اكد الكاتب والمحلل السياسي محمد صادق الحسيني ان الشعب السوري العظيم وجيشه الشجاع تمكنا من احباط المؤامرة التي تحاك ضد سورية ومن اعادة بعض وجه العروبة المسروق رغم قساوة المخطط الدولي والرسمي العربي ضدهما الساعي لتفتيت البلاد واشعال حرب اهلية فيها.‏

وقال الكاتب في مقال نشرته وكالة انباء فارس الايرانية أمس بعنوان الواقع كما هو ان تكون مواطناً سورياً وطنياً بامتياز ما عليك اليوم الا ان تستعد للاحتفال بالنصر المظفر على الجوقة الدولية التي سخرت كل اساليب وادوات سفك الدم السوري على امتداد عام كامل وها هي اليوم تعلن اخفاقها في مخطط الامساك بالقرار الوطني السوري وتكاد تؤكد انه لا حل في الافق للمسألة السورية الا في الحل السياسي وبالحوار مع سورية وهذا هو خلاصة ما يرمز اليه سقف الحل الدولي المتمثل بمبادرة مبعوث الامم المتحدة كوفي انان.‏

ودعا الكاتب كل انسان حر الى الفخر بثقافة المقاومة وخيارها الذي يتحدى الصهاينة المحتلين ومن ورائهم اسيادهم الامبرياليون الامريكيون منذ عقود وقال ان هذا الخيار يستعد اليوم للاحتفال بهزيمة المشروع العالمي الهيمني الاحادي وهو يتكسر على اسوار دمشق وغزة وبيروت وطهران.‏

ولفت الكاتب الى ان امبراطوريات التضليل المعادية على كل المستويات والحرب النفسية سقطت بامتياز و على رأسها الجزيرة والعربية وال سي ان ان.‏

لبنانيون: المتآمرون اختاروا رهاناً فاشلاً‏

من جهته أكد النائب اللبناني السابق اميل اميل لحود سقوط المؤامرة على سورية وان المتامرين لاسيما العرب منهم باتوا في حالة ضياع بين من يريد العودة عن مواقفه السابقة ومن يستمر في تأدية دوره لحفظ ماء الوجه.‏

وقال لحود في تصريح أمس ان المشاركين في المؤامرة على سورية في الداخل اللبناني وفي العالم العربي خدعوا مرة أخرى من قبل الادارة الاميركية بعد ان اختاروا رهانا فاشلا وأطلقوا كذبة الربيع العربي وصدقوها مضيفا ان سورية تعيش ربيع الامن والاستقرار والاصلاحات وعلى الآخرين ان يتمثلوا بها.‏

واشار لحود إلى أن من استنتاجات المرحلة الماضية أن الامل بات مفقودا بدور للجامعة العربية وأن أمين عام الجامعة العربية لا يحمل من العروبة سوى اسمه ويتفرغ لتسديد الفواتير لمن عينه في موقعه.‏

من جهته قال النائب السابق عدنان عرقجي ان مسيرة الاصلاح التي اطلقها السيد الرئيس بشار الأسد مستمرة جنبا إلى جنب مع معركة القضاء على ما تبقى من اوكار الارهاب معتبرا انه ان الاوان للمسؤولين الاتراك للتخلي عن عنادهم ومكابرتهم وخاصة ان مخططهم التآمري على سورية سقط إلى غير رجعة.‏

بدوره أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب اللبناني نوار الساحلي فشل المراهنين على سقوط سورية داعيا هؤلاء إلى ان يعيدوا النظر في مواقفهم.‏

وقال الساحلي في كلمة في بلدة البزالية البقاع الشمالي انه كما خسر المراهنون على سقوط المقاومة في عدوان تموز عام 2006 هاهم يخسرون مجددا حيال سورية حيث بات هؤلاء يتحدثون عن الحلول مشددا على ان الحوار هو الحل الوحيد للازمة في سورية.‏

من جانبه اكد امين عام حركة الامة في لبنان الشيخ عبد الناصر جبري ان التطورات في سورية اثبتت ان المؤامرة على سورية ودورها القومي المقاوم سقطت وبات المتامرون في حالة ضياع وارباك وتشتت وهم ليسوا سوى ادوات في المشروع الاسرائيلي الامريكي في المنطقة العربية منتقدا تجديد اعداء سورية العربية المقاومة في مؤتمر اسطنبول صراخهم واستجدائهم التدخل العسكري الخارجي في سورية.‏

كذلك قال الشيخ مصطفى ملص رئيس اللقاء التضامني الوطني في شمال لبنان ان مؤتمر اسطنبول هو استكمال لحلقات المؤامرة التي تحاك ضد سورية من قبل أنظمة جندت كل طاقاتها وقدراتها المالية لتفتيت هذا البلد والنيل من وحدته وتضامن أبنائه محذرا دول الخليج من مصير صعب سيدفعون خلاله ثمن تامرهم على أبناء جلدتهم وتخليهم عن قضايا أمتهم.‏

وقال ان تبرع بعض حكام الخليج بتمويل العمليات الارهابية في سورية يندرج في اطار المشروع المعد للمنطقة والهادف إلى زجها في صراعات على غرار ليبيا.‏

بدوره حذر الشيخ أحمد القطان رئيس جمعية قولنا والعمل في لبنان من أن هناك علماء يقفون على المنابر ليعلنوا العداء لسورية وشعبها لانها تتخذ مواقف مقاومة وممانعة ومشرفة للامة لم يتخذها أحد من ملوك العرب مؤكدا أن واجب علماء ورجال الدين أن يقفوا إلى جانب سورية وشعبها لوقف العنف الذي أرادته الادارة الاميركية وأوروبا ودول الخليج.‏

كما أدانت الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية مؤتمر اعداء سورية في اسطنبول وما صدر عنه من قرارات عدوانية تدعم قوى الارهاب لمواصلة عملياتها التخريبية في سورية لمنع تثبيت الامن والاستقرار.‏

ونددت الاحزاب اللبنانية في بيان اصدرته بعد اجتماعها باعتراف المؤتمر بمجلس اسطنبول مؤكدا انه تدخل سافر في شؤون سورية الداخلية واعتداء فاضح على ارادة الشعب السوري الذي يرفض ان ينطق باسمه بعض الموظفين في مؤسسات واجهزة استخبارات عربية. وأكد ان اي مؤتمر تحضره ام الارهاب في العالم اميركا انما هو مؤتمر الاعداء وليس الاصدقاء.‏

بدوره اعتبر التجمع الوطني الديمقراطي في لبنان مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية أنه ليس سوى مؤتمر لضرب الامن والاستقرار في سورية.‏

ونوه التجمع في بيان اصدره أمس باحباط قوى الجيش اللبناني لمحاولات تهريب السلاح من البقاع ومن مخيم عين الحلوة الى المجموعات الارهابية المسلحة في سورية.‏

كليب: العرب وقفوا كالمعتاد على قارعة الطريق‏

من جانبه أكد الكاتب والصحفي سامي كليب أن سورية وأصدقاءها فرضت معادلة اقليمية وعالمية جديدة جعلت أنصار تسليح المعارضة السورية وفي مقدمتهم السعودية وقطر في وضع لا يحسدون عليه.‏

وأشار كليب في مقال مطول نشرته صحيفة السفير اللبنانية أمس تحت عنوان عن سورية وأزمتها والمخاطر، الأسد فرض لاءاته والعرب يجاملونه سرا وينتقدونه علنا إلى أن مناخ الازمة السورية بعد عام على اندلاعها تغير بعد أن حققت سورية انجازات عسكرية واختراقات دبلوماسية في الوقت الذي اجتمعت فيه 71 دولة في اسطنبول وبدت عاجزة عن تحقيق مآربها. ونقل الكاتب عن مصادر عربية قولها ان أطرافا عربية أرسلت مؤخرا رسائل ايجابية إلى دمشق من أجل حل الازمة في البلاد.‏

ورأى ان السعودية وقطر تشعر ان يخذلان كبير من المواقف الدولية حيال سورية.‏

ونقل كليب عن دبلوماسي روسي له علاقة قديمة بدمشق والدول العربية قوله ان القمة الاخيرة بين الرئيسين الامريكي والروسي مهدت للكثير من الامور ذلك أن باراك أوباما كما تسرب من لقائه مع ديميتري ميدفيديف طلب من موسكو تهدئة الاجواء حتى الانتخابات الامريكية ووعد بأنه سيسارع إلى اعادة تفعيل مبادئه السياسية التي أعلنها في ولايته الأولى والتي تصب في خانة التسويات لا الصراعات الدولية.‏

وأضاف نقلا عن الدبلوماسي الروسي اننا أمام مرحلة التسوية السياسية للازمة في سورية لكن الاهم الان هو اقناع المعارضة بقبول التسوية.‏

وقال انه وفقا للمنطق الروسي على السوريين أنفسهم أن يحددوا نظام الحكم ومن يريدونه رئيسا وهذا تماما ما سمعه أردوغان في ايران التي قالت له: ان تركيا تخطئ في خياراتها لان جزءا مهما من الشعب السوري لا يزال إلى جانب الرئيس الأسد فلتكن اذا صناديق الاقتراع هي الفيصل.‏

وأضاف ان اختيار الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي أنان لتسوية الازمة في سورية لم يأت بالصدفة حيث أريد له أن يجسد تلاقي المصالح الدولية.‏

وأوضح كليب ان أنان حين زار الرئيس الأسد أدرك أن خطة الجامعة العربية تكسرت على صخرة دمشق حيث قال الرئيس الأسد بوضوح انه يستقبل انان كمبعوث دولي لا كمبعوث مشترك دولي عربي ووافق انان على ذلك.‏

كما أن الرئيس الأسد قال صراحة لانان إنه منفتح على الحوار مع المعارضة لكن الحوار يجب أن يجري في سورية وباشراف سوري.‏

واعتبر كليب ان كلام أردوغان في مؤتمر اسطنبول أمس وتلعثم نبيل العربي أثناء القائه كلمته واستياء برهان غليون وغياب أي كلام عن اسقاط الرئيس الأسد أوتسليح المعارضة في كلام وزير خارجية قطر أمور تؤكد أن لعبة الامم انتصرت مرة جديدة وأن العرب وقفوا كالمعتاد على قارعة الطريق.‏

شلهوب: سورية تجاوزت الأزمة‏

بدوره أكد الكاتب اللبناني ايلي شلهوب أن سورية تجاوزت الجزء الاكبر من الازمة ودخلت مرحلة جديدة مع وضع حد للمعارك الكبرى ميدانيا والتمكن من ضبط ايقاع القمة العربية في بغداد بالتنسيق الكامل مع الحكومة العراقية في ظل حركة انفتاح عربية على دمشق.‏

وقال شلهوب في مقال له أمس نشرته صحيفة الاخبار اللبنانية ان بوادر هذه المرحلة ظهرت على أكثر من صعيد فقد بدأت الحكومة السورية ميدانيا تتصرف وكأن الفصول الاساسية من المعركة قد انتهت وما عاد هناك سوى بسط السيادة السورية على ما بقي من مناطق أخرجتها المجموعات المسلحة من كنف الدولة وكذلك الامر بالنسبة للمستوى السياسي حيث تفيد مصادر عواصم اقليمية بأن الادارة الاميركية أبلغت المعنيين في المنطقة وبينها دمشق أن لا حرب مقبلة مع ايران ولاضربة عسكرية لسورية في ظل الانشغال الاميركي بانتخابات الرئاسة مع تلميح إلى أنه اذا فاز الرئيس باراك أوباما بالرئاسة مجددا فان المقاربة الاميركية للملفين السوري والايراني ستكون أكثر ميلا لحل تفاوضي ومن الان وحتى انتهاء تلك الانتخابات فان الادارة الامريكية أبلغت المعنيين أن اهتمامها منصب الان على الوضع الانساني فقط في سورية.‏

وأما من ناحية أوروبا فتفيد المصادر أن الفرنسيين باتوا يرسلون اشارات إلى أنه سيكون لهم كلام اخر في الفترة المقبلة أكثر تصالحية مع سورية.‏

واشار شلهوب إلى ما تنقله المصادر بالنسبة إلى الوضع العربي حيث كانت سورية مرتاحة جدا للقمة العربية التي عقدت أخيرا في بغداد على قاعدة أنها ان لم تجلب منفعة فهي بالتأكيد دفعت ضررا وعلى الاقل وضعت حدودا لمغالاة بعض الانظمة الخليجية وخاصة السعودية وقطر في تآمرها على سورية.‏

ولفت شلهوب إلى ما رافق زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولقائه المرشد الأعلى للثورة الايرانية السيد علي الخامنئي في ايران حيث تشير الانباء الواردة من طهران إلى ضرورة الانتباه إلى تفاصيل كثيرة رافقت الزيارة ربما تكون دلالاتها أكبر من مضمون الزيارة نفسها وخصوصاً في ظل تصريح وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي علنا عن وجود خلافات ايرانية مع تركيا بشأن الملف السوري.‏

كاتب لبناني: أعداء سورية فشلوا مجدداً‏

من جهته أكد الكاتب اللبناني المختص بالشؤون التركية محمد نور الدين أن كلمات افتتاح مؤتمر اسطنبول أمس الأول عكست المأزق الذي تقع فيه القوى المعارضة للحكومة السورية والمتشكلة أساسا من تركيا ومن بعض الدول الخليجية.‏

وقال نور الدين في مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية أمس تحت عنوان مؤتمر اسطنبول فشل الرعية ان المواقف تعددت وتناقضت أحيانا وبدا لافتا تراجع الدعوة العلنية لتسليح المعارضة التي لم يطالب بها حتى برهان غليون وبات تسليح المعارضة أمنية لا أفق لها على أرض الواقع. واضاف ان مؤتمر اسطنبول كما بدا واضحا انتهى إلى ما انتهى اليه مؤتمر تونس رغم مكابرة الجميع.‏

وانتقد الكاتب بشدة الحضور الذي وصفه بالنافر لامين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي معتبرا ان ما ميز مؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية في اسطنبول هو الحضور النافر للاخير والغياب العاقل للامين العام السابق للامم المتحدة انان الذي لم يغب حبا بالغياب بل لانه كان يعرف جيدا أنه مكلف بمهمة حساسة تحتاج إلى سلوك حذر وعاقل ومتوازن بين أطراف الازمة. وأكد الكاتب أن حضور العربي كان هزيلا بمواقفه الحادة ومخجلا بدعواته المتوترة التي لا تليق بأمين عام جامعة العرب.‏

مؤكدا أن موقف العربي عالي السقف يدخل في اطار خطة منظمة لافشال مهمة انان التي بدا واضحا أن من أهم أهداف مؤتمر اسطنبول هو تعطيلها.‏

ولفت الكاتب إلى أن المتضررين من مهمة انان هم الاكثر اندفاعا لتصعيد الموقف حيث عبرت كلمة رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان عن انسداد الافق أمام خطوات خلاقة للخروج من النفق الذي وضعت أنقرة نفسها فيه منذ بداية الازمة.‏

وأكد الكاتب أن استعجال انهاء مهمة أنان شكلت النتيجة الرئيسية التي أريد لمؤتمر اسطنبول ورعيته أن ينتهي اليها لكن الرعية في لحظة تدخل الراعي الاميركي كانوا أضعف وأقل دهاء وحنكة من أن يترجموا هذا الهدف والاهداف الأخرى كتسليح المعارضة واقامة ممرات انسانية إلى واقع مشددا على أنه بعد فشل مؤتمر اسطنبول سيكون من السخرية الحديث عن انعقاد مؤتمر ثالث في باريس متسائلا في ختام مقاله هل هناك من يتعظ.‏

كاتب أردني: الجامعة العربية وأعداء سورية هدفهم التصعيد‏

من ناحيته اعتبر الكاتب الاردني نقولا ناصر أن الجامعة العربية وما يسمى أصدقاء سورية باتا طرفا في الازمة في سورية وليسا جزءا من حلها وبالتالي فانهما لم يعودا صاحبي قرار في حل الازمة ما يفسر فشل المجموعتين وعجزهما مؤكدا ان كلتا المجموعتين تبدو الان معزولة عن شبه الاجماع الدولي الذي يعتبر المجموعتين ومنطلقاتهما لحل الازمة عقبة أمام حلها.‏

وقال ناصر في مقال نشرته أمس صحيفة العرب اليوم الاردنية ان المجموعتين تتحملان المسؤولية عن استمرار صب الزيت على نار الازمة بينما يزداد وضوح الموقف السوري المرحب بمهمة موفد الامم المتحدة كوفي أنان والذي يظهر مقدار حرصه على شعبه وعلى حقن دمائه النازفة وعلي حل الازمة في أسرع وقت ممكن.‏

وأوضح ناصر أن استنكار بعض الانظمة العربية لما سمته تراجع قمة بغداد واعادتها للازمة السورية إلى المربع الاول لا تفسير له سوى الاصرار على استمرار الازمة.‏

وأكد الكاتب الاردني انه من غير المقبول أن تكون روسيا والصين والهند وجنوب افريقيا في مجموعة بريكس أحرص على حل سياسي سلمي سوري داخلي يحقن دماء السوريين من العرب برفض المجموعة للتدخل الاجنبي عسكريا أو غير عسكري لافتاً إلى أن طالب التدويل بين دول الجامعة يحاول كما يبدو وضع العصي في طريق كوفي أنان الذي يمثل الان عنوان الحل الدولي ويحاولون حرف مهمته عن مسارها.‏

«الوطن العمانية»: نتائج لقاء أعداء سورية «2» يائسة‏

من جانبها أكدت صحيفة الوطن العمانية ان النتائج التي خرج بها ما يسمى مؤتمر أصدقاء سورية في اسطنبول والتأكيدات التي جاءت في ثنايا كلمات رؤساء الدول المشاركة فيه تعبر عن مدى التخبط الكبير الذي حملته مواقف المجتمعين وأوضحت بصورة لا لبس فيها حالة الاختلاف في الاراء والرغبات.‏

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها أمس تحت عنوان مؤتمر اسطنبول وتخبط المواقف ان حالة الانقسام كانت واضحة بين من يؤيد الحل السياسي السلمي للازمة في سورية والذي قوامه خطة مبعوث الامم المتحدة كوفي انان واصرار السواد الاعظم من الوفود المشاركة على هذا الخيار وبين من يؤيد حب المغامرة والعسكرة ويشجع بالتالي على العنف والقتل ويدفع باتجاه الحرب الاهلية والدمار والخراب لسورية وشعبها وهذا الخيار تتبناه قلة قليلة لا تتعدى تقريبا أصابع اليد الواحدة.‏

وتساءلت الصحيفة هل كان من الضروري أن يعقد هذا المؤتمر في ظل خطة انان المكونة من ست نقاط أم أن هناك هدفا يريد أن ينجزه المؤتمرون بما يؤدي إلى عرقلة مهمة المبعوث الدولي وقطع الطريق عليه في بدايتها.‏

وتساءلت الصحيفة مجددا كيف يتوافق طلب نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية من مجلس الامن التدخل في سورية تحت البند السابع أي التدخل العسكري الامر الذي يتعارض مع طبيعة مهمة انان التي توافق عليها المجتمع الدولي في اطار مجلس الامن ذاته. وأكدت الصحيفة أن كل تلك التخبطات تنم عن يأس واضح أصاب الذين يقفون على مسافة بعيدة من الحكومة السورية والذين لا يملكون حلولا سوى الحلول العسكرية فقط ففقدوا بالتالي بوصلة عقولهم والان يعلنون عن تلك المواقف المتخبطة لعلهم يؤثرون في الحكومة السورية ويشوشون عليها بما يجعلها ترفض تنفيذ خطة انان أو تماطل في تطبيقها بما يسمح لهم الوصول إلى مبتغاهم.‏

ائتلاف القوى اليسارية والقومية في تونس:‏

الحكومة التونسية أداة لتنفيذ أجندات مشبوهة‏

من جانبه انتقد ائتلاف القوى اليسارية والقومية بشدة سياسة الحكومة التونسية الخارجية وخاصة تجاه سورية.‏

وأكد بيان باسم الجبهة الشعبية 14كانون الثاني التي تضم عددا من الاحزاب اليسارية والقومية نشر امس.. ان الحكومة التونسية المؤقتة أصبحت أداة لتنفيذ أجندات أجنبية مشبوهة وذلك من خلال احتضانها لمؤتمر ما يسمى أصدقاء سورية والانخراط في مشاريع الانظمة المطبعة على حساب الشعب الفلسطيني بزعامة قطر ورموز الصهيونية الامريكية.‏

وقال البيان ان السياسة الخارجية لتونس اتسمت بالتخبط والدخول في سياسة المحاور المنحازة لقوى الاستعمار واصطفت مع القوى الرجعية.‏

من جهة ثانية قال الكاتب التونسي أمين بن مسعود ان سورية لم تكن حاضرة بالغياب كما زعم أحد الدبلوماسيين العرب بل كانت حاضرة بما فرضه الداخل السوري على قمة بغداد وغيرها.‏

واضاف الكاتب التونسي في مقال نشرته صحيفة الشروق التونسية أمس ان سورية كانت حاضرة في بغداد عبر اجبار الحاضرين على معارضة التسلح القائم ومناوئة التدخل الخارجي ومجابهة التحريض الاعلامي المتواصل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية