تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


رهاب عند السعوديين والسبب «المطاوعة».. 2100 شاب بينهم جامعيون يعلنون رفضهم وصاية السلطة

سانا - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 3-4-2012
من المتعارف عليه وجود هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية وفقط بالسعودية.. وهي المكلفة حض الناس على أداء فروضهم الدينية

والابتعاد عما يخل بالشرع وترك المعاصي والاقلاع عن البدع والخرافات ومنع الناس من السباب والشتائم.‏

ولكن مؤخراً تجاوزت هذه الهيئات صلاحياتها وأصبحت مدعاة إزعاج وزرعت الخوف والتوتر والقلق لدى السعوديين‏

حتى أن كثيراً منهم يتحاشى بقدر الإمكان الاحتكاك مع رجال الهيئة لما يقومون به من مداهمات واعتقالات وتوجيه التهم لمن يقبضون عليهم من الجنسين حتى أن من يعمل بهذه الهيئات والذين يعرفون محلياً باسم المطاوعة أو المحتسبين أصبحوا ينشرون الرعب في البلاد.‏

فبعد أن كشف أطباء سعوديون حالة الذعر واليأس التي يعيشها الشارع السعودي بمختلف شرائحه نتيجة لممارسات السلطة وبعض الهيئات التابعة لها اعلنت مجموعة من الشباب المسلم في السعودية رفضها للوصاية التي تمارسها السلطة ورجال الدين على المجتمع منددة بحالة الاستقواء بالسلطة والنفوذ لاقصاء الاخر.‏

وقالت المجموعة التي تضم أسماء أكثر من2100 شخص غالبيتهم من الجامعيين وضمنهم نسبة كبيرة جدا من الشابات في بيان نشر على أحد المواقع الالكترونية ونقلته وكالة الصحافة الفرنسية... اننا نرفض الوصاية الابوية التي تمارسها السلطة وفئات دينية على المجتمع ونرفض أيضا ان يتحدث اي تيار باسمنا بشكل يدعي فيه احتكاره لحق تعليمنا وارشادنا ونصحنا والوصاية علينا بحجة حمايتنا وتحصيننا من الافكار التي تختلف مع منظومته الفكرية.‏

وأوضحت المجموعة أن الشباب السعوديين يرفضون هذه الوصاية الابوية التي تحجر عليهم ممارسة حقهم في التفكير والبحث مشددة على أنهم لا يقبلون ان يشكك احد في اسلامهم او وطنيتهم.‏

وطالب الشباب الموقعون على البيان بنبذ كل اشكال التحريض والاستقواء بالسلطة والنفوذ لاقصاء الاخر والسعي إلى بناء مؤسسات مجتمع مدني تستوعب الجميع مؤكدين ان الساحة ليست ملكا لجماعة او تيار ولا يمكن لاحد ان يدعي احتكار الحق والحقيقة باسم الشريعة.‏

كما دعا الشباب السعوديون في بيانهم الى ترسيخ قواعد الحوار دون شخصنة المواقف وتحويلهاالى صراعات شرسة تهدف لاسقاط المخالف وتخوينه معتبرين ان عودة ثقافة التحريض ضد المختلفين معه فكريا والسعي لالغائه والتحريض عليه سياسيا وامنيا والتشكيك في ديانته ووطنيته امر مؤلم سيدخل الحراك الديني والثقافي والتنموي والتربوي في اطار الصراعات السلبية مرة اخرى.‏

وعبر الشباب السعوديون الموقعون على البيان عن ادانتهم واستنكارهم ورفضهم الشديد لعودة ثقافة الصراع الاقصائي التحريضي التي لا تؤمن بالتعددية والحرية المسؤولة والمجتمع المدني والوطن الذي يتسع الجميع بكل الوانه.‏

ويأتي هذا البيان في وقت تتصاعد فيه حالات الاحتجاج والرفض للكثير من الاساليب والممارسات الاقصائية والقمعية التي تعتمدها السلطات السعودية وبعض الهيئات التابعة لها والتي كان اخرها ما كشفه أطباء سعوديون عن تفشي حالة من الذعر واليأس بين المواطنين السعوديين بسبب سطوة هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات الصلاحيات الواسعة في البلاد مشيرين الى أن عدد زوار ومراجعي العيادات النفسية الذين يعانون من رهاب هذه الهيئة وأعمارهم من 15الى40 عاما بين النساء والرجال قد زاد بشكل ملحوظ وذلك في ظل الصلاحيات الكبيرة المعطاة لمنتسبي هذه الهيئة لناحية المداهمات والاعتقالات وتوجيه التهم لمن يقبض عليه من قبلهم.‏

وكان أطباء سعوديون كشفوا أن الشارع السعودي مصاب بالذعر واليأس حسب نشطاء بسبب سطوة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذات الصلاحيات الواسعة في البلاد والذي أعطى انطباعاً سيئاً عنها.‏

وقال الاختصاصي النفسي الدكتور وليد الزهراني في تصريحات لموقع سي ان ان الالكتروني انه في السنوات العشر الاخيرة زادت الفجوة بين المجتمع السعودي والهيئة بسبب تصرفات أعضاء ميدانيين لا يتعاملون بشكل حضاري ويتعمدون الهمجية واستخدام القوة والسلطة.‏

وأشار إلى ان عدد زوار ومراجعي العيادات النفسية الذين يعانون من رهاب الهيئة وأعمارهم من 15 إلى 40 عاما للنساء ومن 15 إلى 30 عاما للرجال في السعودية قد زاد بشكل ملحوظ.‏

وأضاف ان بعض رجال الهيئة أصبحوا يتدخلون في اللباس والشكل والعبارات وغيرها من الاشياء السطحية التي لا علاقة لهم بها مثل التصرف الاخير في مهرجان الجنادرية ومعرض الكتاب واعتدائهم على بعض العائلات والنساء مؤخرا دون وجه حق.‏

من جانبه أكد الدكتور عبد العزيز الناصر اختصاصي علم الاجتماع أن تصرفات بعض رجال الهيئة الاخيرة تدل على انتشار الكراهية والتذمر لهم بشكل كبير من الجنسين ويحتاج كثير من العاملين في هذا القطاع إلى اعادة توجيه وتدريب والنظر في أمرهم وتطبيق القوانين بشكل صحيح دون أي تجاوز.‏

وذكر المواطن السعودي راكان الشمري ان الرياض أصبحت مدينة اسمنتية لا حراك فيها وأصبح كثير من الشباب أشبه برجال آليين لا يستطيعون التنفيس أو التعبير عن هواياتهم أو لبس لباس معين أو غيره.‏

كما أثار رجال الهيئة مؤخرا جدلا في البلاد بعد امتداد سطوتهم إلى فنادق الخمسة نجوم والتي أصبحوا يدخلونها ويجولون في ساحاتها بين الرجال والنساء .‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية