تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


يا.. وَطَن

ملحق ثقافي
3/4/2012
نضال كرم:«بياض»... يَقتلونَ فينا ما لا يَموت

يُحيونَ في قلوبِنا ما لا يَعيش‏‏‏

يُرهبونَنا بما لا نخشاه‏‏‏

يُسكتونَنا فيَضجُّ الكونُ بأصواتِنا‏‏‏

يمحونَنا بما لا يُزيلنا‏‏‏

يُعرقلونَنا بما لا يُوقِفنا‏‏‏

يُمسِكونَ عنّا الحياة

‏‏‏

فنُغرقهم بموتٍ اختاروهُ جَحيماً‏‏‏

ونعلو بموتٍ حقٍ أرادهُ لنا الرَّبُ نَعيماً‏‏‏

وبتربةِ أرضٍ.. بضحكاتِ قلوبنا تخضرُّ‏‏‏

بسماءٍ بلونِ عيونِنا تَصفو‏‏‏

بكونٍ يَغرق في قلوبِنا‏‏‏

وفي اتساعٍ لا يحدَّه سوادهم‏‏‏

بمطرٍ ينهمرُ أناشيدَ أعيادِنا المُقبلة‏‏‏

بقُبْلَةٍ مِنْ أمٍ زَفَّتْ ابنها بزغرودةِ الشَّهادة‏‏‏

بجمالٍ يَزهقُ روحَ قُبحِهم ومِدادهم الكافر‏‏‏

بلحاهم الشيطانية المقيتة‏‏‏

......‏‏‏

أيها الفاجرونَ العابثونَ بأمنِنا‏‏‏

غَضَبُ أمّنا سيَمحقُ وجودَكُم‏‏‏

ها أنتم تلوّنون وجهَها بألوانِ قُبْحِكُم‏‏‏

وغداً.. سيكونُ البياضُ لوناً كونيَّاً طاغياً‏‏‏

حينَ يكونُ الصوتُ حِكْراً لوطني بحياةٍ جميلةٍ.. بنشيدْ‏‏‏

حينَ يكونُ الموتُ سَطراً يقعُ على أعناقِكُم كحرّ الحَديدْ‏‏‏

حينَ تكونُ الدَّمعةُ لفرحِ القلوبِ الناظِرة لألوانِ العيدْ‏‏‏

فالوطنُ لنا..‏‏‏

وأنتم مُقيَّدونَ بقُبحِ نهايتِكُم وبألفِ قَيدٍ وقَيد‏‏‏

«أخضر»‏‏‏

حبيبتي..‏‏‏

إنه موسمٌ جديدٌ وغنيّ لِجَني الأرواحِ المنكّهةِ بالوطن‏‏‏

فلا تَستغربي إنْ أطلقتْ روحي شراعَها‏‏‏

وحَملتْ دَمعتكِ ومِنْ قَلبكِ تَزوَّدتُ بالشجن‏‏‏

سَتَرينَ روحي مَطراً يَنهمرُ بفرح‏‏‏

رذاذُ دمعَكِ يُخَضّرُ الأرضَ‏‏‏

وروحي تَستقبلُها الملائكة في جَنَّاتِ عَدن‏‏‏

لا تقلقي.. لا تحزني.. إنه الوطن‏‏‏

يُولدُ مِنْ جَديد ليكونَ سَيّدَ الزَّمن‏‏‏

«أحمر»‏‏‏

أُمسِكُ التُّرابَ بيَديّ‏‏‏

حفنةٌ مِنْ دَمِ شَهيد‏‏‏

يَصْنَعُ بقداستِهِ عَلمَ الوطن‏‏‏

بألوانٍ مِنْ شَمسٍ وياسمين‏‏‏

رايةٌ خفَّاقَةٌ قَلبُ الشَّهيد‏‏‏

تَتلو بخشوعٍ رُوحاً بنشيد‏‏‏

فيصّاعَدُ المِسْكُ غَيماً ومَطَر‏‏‏

يَنثرُ ما تَسامَقَ مَعَ زيتونٍ وعِنَب‏‏‏

هيَ الرُّوحُ يا وَطني‏‏‏

تَكتبُ سِفْرَ النَّصرْ‏‏‏

بمعراجِها والعَصرْ‏‏‏

يَمامةُ القَلبِ حَدّثَتِ الدَّمعَ فَبَكى‏‏‏

وطارتْ إذْ رَمى‏‏‏

طَوقُ نجاةٍ للوطن‏‏‏

آنَ اتَّفقَ التُّرابُ مَعَ دَمِ الشَّهيد‏‏‏

.....‏‏‏

أطِلْ النَّظَرَ يا صَديق‏‏‏

فيما يَقي الوطن مِنْ حَماقةِ العَطاشى‏‏‏

إلى لونِ الدَّمِ فابتكروا المِحَن‏‏‏

بلونِ الدَّمِ على شِغافِ الياسمين‏‏‏

ترسمُ الكبرياءَ علامةً فارقة‏‏‏

لوطنٍ يُولَدُ مِنْ جَديد‏‏‏

«قاموس جراح»‏‏‏

في موتي..‏‏‏

وَجَعي أمي وليسَ دَمي‏‏‏

في موتي..‏‏‏

صَرخةُ كَونٍ تُختَصَرُ..‏‏‏

تُعْتَقَلُ.. تُذابُ ويُجهِضُها‏‏‏

تُرابٌ في فَمي‏‏‏

لماذا قَسوْتَ أيُّها التُّراب؟!‏‏‏

جَسَدي مُسجىً على نَعْشِكْ‏‏‏

ورَمادُ القَهْرِ يُحيي الضَّباب‏‏‏

على عُنُقي باسمِ الدّينِ صَرَخوا:‏‏‏

اللهُ أكبر .. اللهُ أكبر‏‏‏

أنَعجةٌ أنا؟! أُضحيةُ العيدِ أنا؟!‏‏‏

أمْ قُربان اللاتِ والعِزّة‏‏‏

عندَ الصَّارخينَ والهاتفين:‏‏‏

أريقوا دَمَهْ‏‏‏

دَمي مُستَبَاحٌ..‏‏‏

وأوصالي تُقْطَعُ بالمدِية‏‏‏

وأنا قَاموسُ جِراح..‏‏‏

تُرمى أشلائي إلى صبية‏‏‏

أشفقُ على أمي..‏‏‏

ففي موتي..‏‏‏

وجعي أمي وليس دمي‏‏‏

أُولَدُ مِنْ رَحمِ الموت..‏‏‏

أموتُ وليسَ ثَمَّةَ وَجهُ حياة‏‏‏

تَنشقُّ الأرض وترَتعدُ..‏‏‏

وأنا بلا رأسٍ.. بلا وطنٍ.. بلا أحلام‏‏‏

وطني..!! آهٍ يا وطني‏‏‏

من أهدرَ دمكَ.. من أهدرني؟!‏‏‏

من عتَّقَ خارطةَ الكُفرِ ببصماتِ دمي‏‏‏

مَنْ بَعثرني.. من أسكتني..‏‏‏

أسألُ سكّين القاتِل‏‏‏

فتَردُّ بلا استحياءْ‏‏‏

إنكَ بحياتِكَ جاهل..‏‏‏

وكِفرتَ بجلجلة الأسماءْ‏‏‏

في لحظِ الموتِ أرى أمي‏‏‏

مَطَراً وبكاءً وعَويل‏‏‏

يُهرَقُ مِنْ فَورةِ أحزاني‏‏‏

يَنتحبُ مَجبولاً بصهيل‏‏‏

والشَّهْدُ يُراقُ كأغنيةً‏‏‏

تَنْشَقُّ على مَوتٍ أحمقْ‏‏‏

تَتشهّدُ.. تنكسبُ.. تغرقْ‏‏‏

في تُربةِ وَطني المجروح‏‏‏

فتُؤلّفني زنبقةً تَحلم‏‏‏

أنْ تُزْهِرَ في صَدرِ أمي‏‏‏

يَقيْناً مَمزوجاً بثبور‏‏‏

أتمادى بشعري وجهادي‏‏‏

والأملُ.. طريقُ عبور‏‏‏

والآتي.. يغنّي لبلادي‏‏‏

أنا عصفورٌ.. أنا عصفور‏‏‏

جئتُ لأنادي أحفادي:‏‏‏

الوطنُ نور..‏‏‏

والأمُ نور..‏‏‏

والنصرُ قريب‏‏‏

«نصفان»‏‏‏

استفقْ قبلَ أنْ يَدلَهِمَّ دَمُكَ في العروق‏‏‏

وعُدْ إنساناً قبلَ أنْ يُحيلَكَ الحيوانُ داخلك‏‏‏

إلى شطرين مِنْ جَسَد‏‏‏

نصفُهُ أعمى‏‏‏

والنصفُ الآخر.. مجنون‏‏‏

«قمر»‏‏‏

خاطبتُ العقلَ فيك‏‏‏

فثارتِ الريحُ وقالتْ: هَباءْ‏‏‏

حَاورتُ القلبَ لديك‏‏‏

فهاجَتِ العاصِفةُ وقالتْ: سَواءْ‏‏‏

نَاديتُ الأنا فيك‏‏‏

فبكى القَمرُ وأودَعَ دَمْعَهُ في قلبي.. خَفاءْ‏‏‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية