|
مجتمع هذه الأحاسيس التي تنتابني واْنا ازور بيت صديقي في حارة من حارات السوق العتيق وهو بيت عربي واسع تتوسطه بحرة وحولها أشجار الليمون والنارنج ويضم هذا البيت شرائح مختلفة من المجتمع السوري يسكنون جميعهم في هذا البيت وتربط بينهم خيوط من التآلف والمحبة والعيش وهو نموذج ينطبق على جميع الأحياء في دمشق القديمة ويعتبر أقدمها وأهمها ساروجة القديمة والتي تعتبر من أقدم الأسواق الشامية .. حيث تشهد أزقتها على تجوالنا بين محلاتها ودكاكينها.. وتشعر بالحميمية والألفة حالما تكون بين بيوتها التي تكاد نوافذها تتعانق لشدة قربها من بعضها البعض.. التاريخ يشهد..
انه سوق ذو تاريخ عريق فهو يجمع التراث والحياة العصرية معا حيث تحولت اغلب بيوته القديمة إلى مقاه ومطاعم يرتادها كل عاشق للشام ولتاريخها، ولاسيما من الفئات الشابة والسبب في ذلك كما أكد لنا صاحب أقدم مقهى في هذا الحي العريق حيث قال : كانت باب توما ودمشق القديمة مشهورة بمثل هذه المطاعم والآن أصبحت سوق ساروجة هي محط أنظار الناس وذلك لما تتمتع به هذه المنطقة من مركز استراتيجي فهي تقع في وسط دمشق العاصمة ولذلك فكل الطرق تؤدي إليها عدا إنها تحوي أقدم الفنادق وعدد من المعاهد . كانت فكرة. وتابع حديثه قائلا : ومن هذه الأسباب جاءت فكرة تحويل البيت العربي القديم إلى كافيتريا ومطعم يتميز ببساطته كانت البداية.. بتوافد الأجانب والغرباء إليه حيث هذا السوق يجذب السياح بالدرجة الأولى الذين يعشقون الأمكنة القديمة وما تحويه من تراث سواء في المحلات القديمة التي تعنى بالجلديات إلى التحف والشرقيات ولا ننسى مطاعم الأكلات الشعبية التي تشتهر بها حواري الشام والتي تتميز بنكهتها التي لا تنسى . وإليه يرتاحون.. وما لبث أن اتخذ له شهرة بين الطلاب من الشباب والفتيات وهم مزيج من مختلف المحافظات السورية كافة حيث يجتمعون ويتبادلون الآراء في هذا المقهى وهم يرونه كبيت من بيوتهم فيشعرون بالمحبة والألفة بين جوانبه وتزداد هذه الألفة كونه يقدم لهم حتى الطبخ المنزلي فيأتون إليه لقربه من جامعاتهم ولأنه يقع في منطقة هادئة ويشهد بين الحين والآخر مناسبات و أمسيات شعرية فيه ولا تستثني العائلات من هؤلاء الرواد حيث الأسعار هنا تناسب الجميع ونقوم بتوفير وجبات الطعام المنزلية لرواده . ومن ثم سرت عدوى تحويل هذه البيوت إلى مطاعم ومقاه انتشرت على طول السوق وأصبح لها شعبية بين الناس لبساطتها وجمالها ورخصها حيث زادته زخما ونشاطا اجتماعيا متميزا .فإذا شعرت بالحنين إلى الشام وياسمينها فليس عليك إلا أن تتوجه إلى سوق ساروجة الدمشقي العريق. |
|