|
مجتمع و أسبوع اليتيم العربي الذي نعيشه في الأول من نيسان ، ما هو إلا وقفة لاستنهاض المشاعر الإنسانية ، والالتفات لشريحة ذات احتياجات خاصة في مجتمعنا ، لأولئك الأطفال الصغار الذين شاءت أقدارهم أن ترميهم في أحضان اليتم والحرمان من حنان أحد الوالدين أو كليهما ، و لكن بالمقابل فتحت لهم آلاف القلوب الكريمة و الكبيرة ، و اتسعت لهم الكثير من الدور التي احتضنتهم ووفرت لهم الرعاية و الأمان و الحنان ، و صانت طفولتهم من الضياع على الأرصفة و الغرق في مستنقعات الانحراف . و هذا ليس بغريب عن مجتمعنا الذي خص اليتيم بمعاملة خاصة و قدم له من الدعم المعنوي و المشاركة أكثر من مشاعر الشفقة و العطف، و حول انكساره و حزنه إلى اعتزاز بالنفس لأنه جزء من المجتمع وليس بقايا مهملة في أرشيف العطاءات و الصدقات المغلّفة بالتجمل والمنّة و الاستعلاء ، فكانت دور الأيتام مقصداً للكثيرين لمشاركة الأطفال مناسباتهم الاجتماعية ، و إدخال الفرح إلى قلوبهم ورسم الابتسامة على شفاههم . صور ناصعة تبدت ملامحها بالكثير من المبادرات و اللفتات الإنسانية التي شارك بها أفراد المجتمع ، و كلها ترسم لوحة مشرفة من المشاركة الوجدانية و العطاءات اللامحدودة ، لجعل اليتيم يعيش في كنف الأسرة السورية الكبيرة ، و يحيا حياة طبيعية متوازنة ، ليكون مستقبلاً عنصراً فاعلاً بالمجتمع ، يعي حقوقه و واجباته ، لا عبئاً ثقيلاً أو قنبلة موقوتة تنتقم بقدر الحرمان و الاهمال . لن نقول للأيتام كل عام و أنتم بخير .. و لكن سنقول لهم : كل عام و نحن أسرة واحدة .. و لسنا بحاجة لأسبوع اليتيم لنتذكركم .. فكل أسابيع العام مخصصة لكم ، و إن فقدتم أحد الوالدين ، فنحن آباؤكم وأمهاتكم و دفء العائلة المفقود .. |
|