تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


لاتتعبوا أنفسكم أكثر..إعلامنا واع لغدركم!!

فضائيات
الأربعاء 4-4-2012
حسين صقر

مع ازدياد الحوادث المؤلمة التي تصيب السوريين، نتيجة ما تقوم به العصابات الإرهابية المسلحة، باتت تلك الحوادث مواد «دسمة» لقنوات سفك الدم السوري،

إلى جانب المواد التي أعدها أولئك مسبقاً، علّها تستطيع الحفاظ على بعض من ماء وجهها القبيح الذي أخفته تحت ستار المطالبة بحرية وديمقراطية الشعوب، وتحت غطاء ما أسمته الربيع العربي الذي لم يزهر سوى الحقد والكره، ولن يجني أصحابه إلا الأشواك.‏

الإعلام السوري مكتوباً ومقروءاً ومرئياً أو مسموعاً كان لتلك القنوات بالمرصاد، رغم اتهامه بعدم المصداقية، حيث أخذ المرئي منه على عاتقه الحمل الأكبر نظراً لانتشاره وآنيته واتساع رقعته الجغرافية، وارتفاع نسبة متابعيه، والعوامل التي يمتلكها وتدفع وتحفز على المشاهدة. فقنوات سفك الدم السوري تحاول استغلال أي حادثة مهما كان نوعها، وأينما وقعت، ولا يهم إن كانت في أميركا غرباً أو استراليا وآسيا شرقاً، المهم كيفية تجييرها وما هو الهدف من ذلك، كما أنه لا يهم إذا كانت الجرائم المرتكبة التي تعرضها تلك القنوات اقترفها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين أم اللبنانيين والعراقيين، المهم أن تخدم تلك الصورة أو المادة ما تروج له، وما تستطيع عبره استفزاز واستنفار مشاعر السوريين، وإعطاء العالم صورة مغايرة لحقيقة الأحداث التي افتعلها شيوخ النفط وأصحاب الفتاوى الذين يقيمون مع إسرائيل وأميركا أفضل العلاقات، لتنفيذهم أوامر هؤلاء دون تذمر أو اعتراض، ليس محبة بهم أو من أجل سواد واحمرار وألوان وأشكال عيونهم المختلفة.‏

فكل يوم تطل قنوات سفك الدم السوري، وقنوات التحريض على الفتن والفوضى بجديد على شاشاتها ظناً منها أن أكاذيبهم سوف تنطلي على السوريين، لجهلهم بأن من هو في المهد من السوريين يفقه بالسياسة أكثر من أصحاب اللحى المختصرة، وأن الأمي في سورية يرى من كفه وقلبه أكثر من المتنورين وأصحاب البصر في بلدانهم التي لا يهمهم من أجسادهم سوى أطراف أو أجزاء معينة، كما أنه لا يعلم أولئك أن الإعلام السوري سيكون العقبة الأكبر والمانع الأوحد لوصول ما يلفقونه عن حقيقة الأحداث في سورية، وحقيقة معاناتها مع الإرهابيين الذين يضربون بناها وأبنيتها ومؤسساتها وكوادرها بهدف إضعافها وجعلها في الصفوف المتأخرة.‏

الإعلام السوري وعلى رأسه المرئي، لم ولن يتوانى لحظة وسيبقى العين الساهرة لمنع تمرير أي صورة أو مشهد أو تقرير أو حتى كلمة من شأنها أن تشوّه الحقيقة التي يسعى لمعرفتها الوطنيون من أبناء سورية الصامدة في وجه الحرب الإعلامية الكونية التي تتعرض لها على أيدي من خذلوا آباءهم وأجدادهم قبل أن يعضوا اليد التي امتدت لهم وأرادت معاهدتهم طول الحياة لمواجهة التحديات والصعوبات.‏

قبل أيام كانت إحدى أدوات المؤامرة على سورية، ضيفة على إحدى القنوات، وكانت تلك الأداة التي تدعي الثقافة والأدب والكتابة في الحقل الفني تستطرد عن تظاهرات مزعومة في المحافظة التي تنتمي إليها اسماً فقط وليس روحاً أو أخلاقاً، وكانت تتحدث عن طفولتها ويفاعتها، وتدعو الشباب للالتحاق بالركب الذي طمعت به، وتجنت وكذبت وألفت ظناً منها أنها تكتب سيناريو لمسلسل، لكن مع الأسف كان كلامها كذباً وافتراءً ليس إلا، لأن هناك من عاصر الفترة التي تتحدث عنها واستغرب ما تتفوه به.‏

المضحك في الأمر أن تلك القناة المفلسة كضيفتها، أرادت عرض صور لتلك التظاهرات المزعومة، وإذ بها تقدم لقطات من تشييع أحد الشهداء الذين قضوا برصاص الغدر والإرهاب الذي رعته تلك القناة ومن معها في حقل الألغام الإعلامي المكروه. نصيحتنا لكم.. وعملاً بالمثل القائل: إذا أردت أن تكذب فأبعد شاهدك، لكن الأفضل ألا تكذب.. فحبل الكذب أقصر من رؤاكم.. فلا تكذبوا.. فلا تكذبوا..!!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية