تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نار تحت الرماد

البقعة الساخنة
الأربعاء 4-4-2012
خالد الأشهب

إذا كان حكام السعودية وقطر منفردين دون العالمين اليوم يدعون علانية وعلى رؤوس الأشهاد, ويعملون على تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية السلفية والوهابية والقاعدية العاملة على الأرض السورية تخريبا وقتلا وإجراما ,

يعرفون جيدا أن التمويل والتسليح هو فقط ما يبقي ملف الأزمة في سورية مفتوحا وساخنا , وأن لا حراك شعبيا أو سياسيا في سورية يستدعي الصدام والعسكرة بين التيارات السياسية السورية المختلفة .. بالسيناريو الذي يتبنونه ويعملون من أجله, فإنهم يعرفون بالتالي , أن أي مهمة سياسية دولية أو عربية أو إقليمية , وبينها مهمة الموفد الدولي عنان الراهنة , لن يكتب لها النجاح طالما هم يواصلون تمويل الإرهاب وتسليحه في سورية .‏

ليست النيات الخبيثة ولا الولاء والعمالة لأميركا وإسرائيل, وبالتالي , العداء المستحكم لنظام الحكم والشعب في سورية, هي وحدها التي تقف وراء السعار السعودي القطري على لعب ما يلعبونه من أدوار تخريبية إجرامية في سورية , بل إن ما تشهده بلدانهم من حراك شعبي وسياسي متنام يوميا ضد أنظمة حكمهم وفي مواجهتها , هو السبب الحقيقي وراء محاولاتهم الإبقاء على الانشغال بالملف السوري , عبر محاولة تصدير أزماتهم إلى الخارج , وإلهاء شعوبهم وشغلها بما يدور خارجا , ومن ثم محاولات تقديم تلك الأنظمة العفنة المتخلفة القادمة من ما وراء التاريخ والعصور , والمتلطية خلف أستار الدين على أنها نماذج للحكم الرشيد العادل .‏

ولأن حكام السعودية وقطر , وتحت وطأة الأدوار العميلة التي يلعبونها إرضاء لأميركا وإسرائيل ومشاريعهما في المنطقة العربية , عاجزون عن التفلت من هذه الأدوار , التي تحفظ لهم مصالحهم وبقاءهم حيث هم في عروش النهب والاستئثار بالثروة , فإنهم عاجزون أيضا عن الاستقلال بإراداتهم وقراراتهم , وعاجزون عن الإقدام على أي إصلاح داخل كياناتهم لأن ذلك يعني بالمطلق زوالهم واحتراق عروشهم .‏

وبطبيعة حال التركيبة السياسية لدول الخليج فإن انهيار نظام الحكم في السعودية من خلال الحراك الشعبي والسياسي في الجزيرة العربية ... يعني بالتأكيد انهيار أنظمة الحكم في بقية دول التركيبة , وإذا كان ذلك صعبا ومستحيلا في كل الأوقات السابقة , فإنه اليوم ماثل ومتجسد في حراكي الشباب والنساء اللذين يعتملان تحت الرماد .. ولن يلبثا حتى يظهرا فوقه !!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية