تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القبة الحديدية... درع إسرائيلية بتمويل أميركي

شؤون سياسية
الأربعاء 4-4-2012
منهل إبراهيم

درع صاروخية أخرى لكنها هذه المرة ببصمة إسرائيلية وتمويل أميركي قل نظيره في السخاء لحماية ما يسمى أمن إسرائيل ..هذا الأمن الذي يؤرق واشنطن ويشغل بالها طوال الوقت من أجل حماية كيان يمتلك ترسانة نووية هائلة

تهدد أمن المنطقة برمتها ..وعلى المقلب الآخر لا ضير من تهديد أمن الآخرين فهم ليسوا سوى مخربين في نظر الولايات المتحدة ومن ينظر بعيونها التي تصطفي ما يناسبها ويحمل في رأسه عقلها المتحيز للجلاد على حساب الضحية .‏

منظومة القبة الحديدية التي نشرت للمرة الأولى وسط إسرائيل في منطقة غوش دان، كجزء من التجربة العملياتية لمنظومة الحرب الجوية في الكيان الإسرائيلي ،تلقى التأييد والدعم المادي والمعنوي من الولايات المتحدة والغرب حيث نصبت المنظومة وسط الكيان في إطار مخطط كان من المقرر أن يتم قبل عدة أسابيع، لكنه أجل بسبب تكتيكات إسرائيلية تذرعت بالأوضاع الأمنية لكن الحقيقة ربما تكون على خلاف ذلك تماماً.‏

لاشك أن الكيان الإسرائيلي يرمي من وراء هذه القبة الحديدية إلى تصعيد إرهابه في الأراضي المحتلة وتنفيذ المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين وكوادر المقاومة وهذا ما أكده الاحتلال بنفسه بعد الجولة التصعيدية وعملياته الدموية في أعقاب اغتيال أمين عام لجنة المقاومة الشعبية زهير القيسي، والقبة الحديدية كانت فاعلة جدًا في مستوطنات الجنوب، حسب زعم المصادر الإسرائيلية حيث أشارت قيادات في الجيش الإسرائيلي إلى أن نصب البطارية هو جزء من اختبار عملياتي للمنظومة، والذي يجري في أماكن مختلفة في أنحاء الكيان في إطار سلسلة تدريبات سنوية حددت مسبقًا.‏

وفي الأشهر الأخيرة نصبت آلة الحرب الجوية التابعة لجيش الاحتلال بطاريات القبة الحديدية في أماكن مختلفة في أنحاء الكيان الصهيوني ، ومن ضمنها شمال الأراضي المحتلة، مثل حيفا، وفي الجنوب، لكنها المرة الأولى التي تنصب فيها البطاريات وسط الكيان،وهذا يعكس حالة الخوف الإسرائيلية من مدى وتأثير صواريخ المقاومة في حال الرد على اعتداءات إسرائيل المتكررة وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني وهو أمر لم يخفه قادة جيش الاحتلال الذين توقعوا أن بحوزة المقاومة صواريخ قادرة على الوصول إلى غوش دان وسط كيان العدو .‏

إسرائيل التي تغفو على كتف الولايات المتحدة وتحلم بمستقبلها القائم على الإرهاب والقتل تجد دوماً من يحقق لها أحلامها العدوانية والتوسعية،وليس بمستغرب أن يلبي الرئيس الأميركي باراك أوباما طلب رئيس كيان الاحتلال شمعون بيريز بمنح جيشه 250 مليون دولار لتصنيع منظومتين أخريين من القبة الحديدية،علماً أن بناء المنظومتين سيستغرق 20 شهراً، لحماية مستوطنات إسرائيلية محيطة بقطاع غزة من صواريخ المقاومة الفلسطينية.‏

صحيفة هآرتس قالت إن اللجنة الوزارية لما يسمى الشؤون الأمنية برئاسة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو ستجتمع للتصديق على طلب وزير الحرب أيهود باراك تزويد الجيش الصهيوني بـ 4 بطاريات أخرى من منظومة (القبة الحديدية) المعترضة للقذائف الصاروخية حيث إن كلفة التزود بـ 4 بطاريات أخرى من هذه المنظومة تقدر بـ 220 مليون دولار، علما بأن الولايات المتحدة قد وعدت بتحمل تكاليفها.‏

باراك امتدح منظومة القبة الحديدية واعتبرها نجاحاً غير عادي للصناعات العسكرية الإسرائيلية وما أسماه نظام الدفاع الجوى،وقال: متأكد أن إنجازات القبة الحديدية ستضع حداً للجدل حول الحاجة لنظام اعتراضي متعدد الطبقات حسب وصفه, وهذا دليل على مدى فاعلية وخطورة القبة الحديدية ، فهي بلا شك ستزيد غطرسة وعنجهية إسرائيل وتدفعها للغرور وارتكاب المزيد من العمليات العسكرية والإرهابية بحق أبناء فلسطين المحتلة .‏

وفي خطوة أخرى تضاف إلى خطوة أوباما ودعمه لإنجاح العربدة الإسرائيلية عبر منظومة القبة الحديدية طالبت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون ) بتمويل إضافي للقبة من خلال إعلان الوزارة نيتها الطلب من الكونغرس تمويلا إضافيا لإنتاج مزيد من منظومات القبة الحديدية لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي، والخطة يبدو أنها جاهزة وموضوعة مسبقاً فالبنتاغون وإسرائيل ناقشا الدعم الأميركي المخصص لتزويد إسرائيل ببطاريات إضافية من القبة الحديدية.ولمن لا يعلم فإن الكيان الإسرائيلي تلقى عام 2011 حوالي 250 مليون دولار كمساعدة أميركية في شراء بطاريات القبة الحديدية لكن الميزانية الحالية تخلو من بند شراء بطاريات إضافية، ومن هنا جاء التمويل الأميركي الذي لم تحدد قيمته.والمؤكد أن القبة الحديدية الإسرائيلية لها حساباتها البعيدة الغايات والأهداف فهي بكل تأكيد ليست فقط لاعتراض صواريخ المقاومة فحسب بل على أقل تقدير خطوة من خطوات الكيان الإسرائيلي في سياق استعداده للعدوان على الدول المجاورة بعد تأمين أجوائه قدر الإمكان، وما تخفيه أروقة وكواليس الحرب والسياسة الأميركية الإسرائيلية المشتركة أكثر خطورة مما يظهر للعيان ويتم تداوله في العلن .‏

manhalebrahim@yahoo.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية