|
على الملأ وذلك بعد أن أثبتت الوقائع أننا كنّا متخلفين بالتعاطي مع الكنوز المخبّأة للكرمة، وغير مكترثين لما يمكن أن تجلبه لنا هذه الشجرة الراقية واللذيذة. فأمام عدم انتباهنا لما يمكن أن يقدّمه محصول العنب وصلنا إلى خسارة أكثر من نصف المحصول، فبعد أن وصلنا بإنتاج العنب إلى أكثر من نصف مليون طن، تراجع هذا الإنتاج مع الأسف إلى أقل من ( 250 ) ألف طن، لأننا وببساطة لم نمتلك تلك السياسة التسويقية القادرة على استيعاب المحصول، فالتصنيع ضعيف لا يتعدى ( 35% ) من الإنتاج في حين نترك ( 65% ) من هذا المحصول في مهب الريح، وعرضة للأقدار وحدها، ولذلك أقلع الكثيرون عن هذه الزراعة بدلاً من تنميتها، واستُبدلت بزراعات أخرى..! والواقع يمكن للعنب أن يخضع للعديد من الصناعات. فهاهي شركة الميماس وعلى الرغم من كل شيء تعلن عن تصدير ( 33 ) طناً من المشروبات الروحية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى صناعة الدبس، والحامض، والعصير والكونسروة، كما يمكن تجفيف حبات العنب لإنتاج الزبيب، ولكننا مع الأسف وبمجرد أننا تراجعنا في الإنتاج إلى هذا الحد فإنَّ هذا يعني القبول بسياسة التخلّي عن الكنوز وإضاعة فرص ذهبية كان يمكن أن تدر علينا الملايين .. لا بل والمليارات .. ومئات المليارات أيضاً ..! على الملأ نقول بأننا لا نتحدث من فراغ وإلى الآن ربما بإمكاننا العودة إلى إحياء هذا المحصول من جديد واستثمار كل ما يمكن استثماره من الأراضي لزراعة الكرمة، لنحصد الكنوز المخبّأة فعلاً، فتخيلوا مثلاً أن فرنسا التي تنتج ستة ملايين طن من العنب سنوياً تتمكن من تصدير خمور إلى العالم بقيمة ( 11 ) مليار يورو في كل عام، وهذا باختصار أكثر من حجم الموازنة العامة للدولة في سورية بمرتين، وهذا من الصادرات فقط وليس من الاستهلاك والتسويق المحلي..! نحن نقول : إن العنب الذي تنتجه سورية منذ خمسة آلاف عام كان من الطبيعي أن يصل إنتاجها اليوم إلى ما لايقل عن عشرة ملايين طن، ولكننا لن نقف عند هذا الكلام، أفلا نستطيع مثلاً العمل على إنتاج ثلاثة ملايين طن لنضمن واردات من القطع الأجنبي إلى الخزينة العامة للدولة من الصادرات العنبية توازي حجم واردات الموازنة العامة للدولة ..؟!.. إننا لا نحلم .. نحن بإمكاننا ذلك .. وعلينا أن لانغطي إهمالنا بمجرد هذه الأيام الحقلية ..! فدعونا نبدأ . |
|