تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بين الداء والدواء

البقعة الساخنة
الثلاثاء 26-5-2015
منذر عيد

أصابت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في تشخيص الداء «الداعشي»، ولكنها لم تكن كذلك في اختيار الدواء.

موغيرني رمت لب الحقيقية بقولها إن القضاء على «داعش» ليس عسكريا فقط، بل بمعالجة الأسباب الرئيسية وراء وجوده.. ولن نبحث كثيرا بمن أوجده فالوثائق الغربية والأميركية تؤكد انه صنيعة أميركية برعاية عربية رجعية.. ولكن سنسأل بأسباب استمراره وتعاظم قوته الإجرامية.‏

اذا كان جزء من أسلحة «داعش» في بداية ظهوره من سيطرته على أسلحة عراقية وسورية، من الذي عمل على زيادتها لتصل حد الترسانة الإجرامية.. من أين حصل «داعش» على «التاو»ومن أين حصل على مواد متفجرة وأجهزة اتصال متطور.‏

تقول الوثائق: وثائق المتهمين ذاتهم»التركية والغربية والرجعية العربية».. ان فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية قدموا السلاح لـ»داعش» بشكل مباشر أو غير مباشر.. وتقول الوثائق والشهود بأن تركيا تدرب وتسهل مرور الأسلحة إلى «التنظيم».. وبأن الأعراب من بني جهل أمتي يمدونهم بالمال.‏

ما سبق ليس إلا غيضاً من فيض أسباب استمرار الإرهاب في سورية بشكل عام، واستمرار»داعش» بشكل خاص.. ولا شك أن السيدة موغيريني مطلعة بشكل كامل على كل الدعم الذي يقدم للإرهابيين.. وبأن سورية ومنذ بداية الهجمة الإرهابية عليها أنجزت العديد من الاستحقاقات الدستورية الديمقراطية.. ومع ذلك تواصل الإرهاب.. لأن المشكلة ليست في تطبيق الديمقراطية من عدمها، بل مؤامرة مخطط لها ويجب أن تنفذ على ظهر الديمقراطية.‏

القضاء على «داعش» ليس بالأمر المستحيل.. ولا بالهين.. بل أمر بحاجة الى نيات طيبة وصادقة من قبل من يدعي محاربته، كما يحتاج الى صرامة في تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة بمحاربة الارهاب.. الضربات من الجو ليست وحدها القادرة على هزيمة «داعش» أو غيره.. كما أن الكلام وحده ليس كذلك فالديمقراطية لا تغير عقولاً سوداء ولا قلوباً حاقدة.. وحدها الإرادة الجادة التي ينتهجها الجيش العربي السوري، إضافة الى تجفيف منابع تمويل الإرهاب وقطع دابر المساعدات عنه.. ومحاسبة الداعمين هي الكفيلة بالقضاء على الإرهاب و»داعش».. فلتبدأ موغيريني بأهل بيتها تمهيداً للقضاء على الإرهاب.‏

moon.eid70@gmail.com

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية