|
نافذة على حدث على مرأى ومسمع المجتمع الدولي المتخاذل وتحت أنظار التحالف الدولي المزعوم لقتال داعش، في مشهد يستعيد سيرة العثمانيين والصهاينة وما ارتكبوه من مجازر بحق شعوب المنطقة وخاصة الشعبين الأرمني والفلسطيني اللذين تلقيا النصيب الأكبر من جرائم الإبادة الجماعية في القرن العشرين. ردود الأفعال الغربية على جريمة داعش في تدمر جاءت باردة وغير عابئة بدماء نحو400 ضحية من النساء والأطفال قضوا ذبحاً بسكاكين هذا التنظيم الإرهابي المتوحش، ما يعطي انطباعاً بأن الغرب وعملاءه في المنطقة يريدون منح المزيد من الوقت لهذا التنظيم كي ينجز ما عجز عنه الصهاينة خلال سبعين عاماً وهو تقسيم المنطقة إلى كيانات متناحرة، وضرب إسفين إرهابي طائفي بين سورية والعراق واستنزاف دول وشعوب المنطقة وجيوشها على درب التخلص من شروره. فخلال ما يقرب من تسعة أشهر على إعلان الحرب ضد داعش ضمن تحالف دولي تقوده واشنطن، وشن آلاف الغارات الجوية ضد مواقعه ومعسكراته، ازداد التنظيم قوة وعددا وعتاداً وتمويلاً وتسليحاً، واتسعت رقعة تمدده وإرهابه جغرافياً بحيث شملت مناطق أخرى خارج سورية والعراق، فكيف يمكن تفسير ذلك دون الشك بنوايا واشنطن التي يتواطأ حلفاؤها الأتراك مع داعش علناً ويبتاعون منهوباته النفطية..؟! لقد أثبتت الوقائع والأحداث أنه كلما تدخلت واشنطن في مكان كان الإرهاب ثانيها، وكلما خرجت من مكان تركت فيه أدوات لخدمة مصالحها وأطماعها، ولعل العراق اليوم بوضعه الراهن وليبيا هما أوضح دليل على ما نقول، فتنظيم القاعدة لم يكن له أي نشاط في العراق أو ليبيا قبل العدوان الأميركي على هذين البلدين، ولم يكن له أي وجود ملموس في سورية قبل افتعال الأزمة فيها من قبل واشنطن وعملائها عام 2011. إن التعويل على أميركا في محاربة داعش هو كالتعويل على إسرائيل كي تتخلى عن سياستها العدوانية والاستيطانية، كما أن الثقة بواشنطن ومساعيها لحل الأزمة في سورية سلمياً هو كالثقة بالسعودية التي تدّعي حرصها على اليمن واستعادة الشرعية فيه، في الوقت الذي تدمره وتقتل أبناءه..؟! |
|