|
وكالات - الثورة فكيف والجنود العرب مشغولون في بلدانهم بمكافحة البلاء الإرهابي ؟ وهل هم الآن قادرون على الالتحاق بـ(التجنيد العربي المشترك) !! السؤال يجب أن يكون ما هي أهداف القوة العربية المشتركة وتأثيراتها الإقليمية في ظل ما يجري في الوطن العربي؟ ولماذا تسعى المملكة الوهابية ومصر لتمرير هذا المشروع؟
بينما تختفي مشاريع التعاون التي اقترحت منذ عقود، ولم يسجل معظمها أي تقدم، إلى أن طواها النسيان وجُمدت في أدراج (الجامعة العربية المصادرة). اللافت للانتباه أن مشروع «القوة العربية المشتركة» أنجز بسرعة غير مسبوقة في تاريخ المنطقة العربية، ففي شباط الماضي، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تأسيس تلك القوة المشتركة، و بعد شهر على تلك الدعوة، وتحديداً في مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ، كان الزعماء العرب يقبلون دعوة السيسي، ويقررون عقد اجتماع لرؤساء أركان القوات العربية، بهدف اتخاذ الخطوات اللازمة لتأسيس هذه القوة المشتركة وبالأمس انتهى الاجتماع الثاني لقادة الجيوش ورؤساء أركان الدول «الأعضاء» في الجامعة العربية، بغياب سورية وضعف تمثيل الجزائر وهما الدولتان الخبيرتان بالقضايا الإرهابية إذا كانت النية بحق هي مكافحة الإرهاب . الاجتماع الذي عقد على مدار يومين برئاسة رئيس الأركان المصري محمود حجازي انتهى بدراسة مشروع البروتوكول الاختياري لإنشاء القوة العسكرية المشتركة، والذي يحدد مهماتها وميزانيتها وتشكيلها وهيكلها التنظيمي والإداري. وتم الاتفاق على عرض المشروع على الدول العربية لإبداء رؤيتها بشأنه وإرساله إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية خلال أسبوعين تمهيدا لعقد اجتماع آخر لرؤساء الأركان للنظر في وضع مشروع البروتوكول في صياغته النهائية، ومن ثم عرضه على رئيسة القمة (مصر) لإجراء المشاورات اللازمة . وفي البيان أشاد أمين الجامعة نبيل العربي بما تم التوصل إليه من إنشاء وتشكيل (القوة العربية المشتركة) لصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب ومن هنا تبدأ الشكوك حيث إن العربي يدري ويعلم أن الدول التي تواجه الإرهاب غير حاضرة فكيف سيتم العمل من اجل صيانة الأمن القومي؟ تجاهل العربي الواقع المتردي في المنطقة وراح يجتر لغته الخشبية ،ويغطي على النية التي اقيمت من أجلها ما تسمى القوة العربية بالحديث عن روح الإخاء والتضامن التي سادت مناقشات رؤساء الأركان، وما تميزت به من إيجابية وتوجيهات بناءة أجمعت على ضرورة تشكيل هذه القوة لمواجهة المخاطر الجسيمة والتحديات الخطيرة التي تهدد الأمن القومي العربي. وبينما يقترب مشروع الجامعة «الخليجية» من حيز التنفيذ ، فإن الأسئلة حول طبيعة القوة وأهدافها الملغومة وطبيعة إنشائها حيث يقول مصدر عربي : يمكن فهم السرعة التي جرت بها خطوات بناء هذه الشراكة المفاجئة بأنها اختيارية. وبالتالي فإن الخطوات لا تنتظر إجماعاً أو مرجعية عربية الأمر الذي يزيد من خطورتها. ويضيف المصدر : في الواقع، هناك تحالف عسكري قائم بالفعل بين مصر والسعودية والإمارات والأردن وللأسف فإنه ضد اليمن مضيفاً أن دولاً مثل الجزائر وعُمان ستبقى بعيدة عن هذا النوع من التحالف. ويقول المصدر : إن الإصرار المصري السعودي دفع الأمر إلى الأمام، لكن المفارقة تكمن في أن هذا المشروع حدد أهدافه بحماية الأنظمة في الدول العربية، وحماية الحدود واستقرارها ، ما يشير إلى سعي عائلة آل سعود إلى تثبيت الأنظمة التي جاء بها الربيع العربي المزعوم وتثبيت نفسها وبقية الدول النفطية على العروش رغم كل الغليانات الداخلية. الطريف بتصريح المصدر العربي أنه قال : لا الإيرانيون ولا الأميركيون ولا الروس ينزعجون من هذه القوة، لأن طبيعتها ومهامها وحجمها لن تكون مؤثرة ) ويبدو أن الأهداف التي تظهر أمام القوة العربية المشتركة، مثل حماية الأنظمة والاستقرار والحدود تتفادى بوضوح وضع خصم محدد أمامها. وعن قيمة ووزن هذه القوة المزعومة تحدث مصدر مصري استخباراتي قائلاً (لا يمكن الحديث أن القوة العربية المشتركة ستحدث تغييراً في توازنات القوى في الشرق الأوسط، لأن ذلك سيكون أكبر من قدراتها). ويتابع «حتى في ما يتعلق بإسرائيل، فإن تشكيل القوة العربية المشتركة لا يناقض مصالح الكيان الصهيوني بل يتلاقى معها.) لم يستفز احتلال فلسطين دول الخليج والردى حتى تهم لإنشاء قوة عربية مشتركة ولكن الخوف على سقوط الرقبة بغضب شعبي يبدو أنه السبب الأوضح لتثبت المملكة الوهابية كروش الملوك على عروشها الدموية. |
|