|
شهداء
فإذا كانت الشهادة شيئاً جميلاً وقيمة نبيلة كما سمعوا ويسمعون فهل تعني الشهادة رحيلاً دائماً لأبيهما؟ أسئلة تدور في خلدهما , ينسونها وقت اللعب مع أولاد الجيران لكن هذه الأسئلة وأسئلة كثيرة غيرها تلح عليهما عندما يرون الحزن في عيني أمهما ودموع جديهما. محمود وغزل في الصف الرابع الابتدائي وزين ذو الخمس سنوات هم أولاد الشهيد منصور منصور . السيدة زاهية ناصروالدة الشهيد قالت : كان منصور يتحلى بالأخلاق الرفيعة والشهامة والرجولة وبحبه لرفاقه ولبلده. لقد أحب الحياة وكان حبه يتجلى بمرحه وصدقه وعفويته بالتعامل مع الآخرين , لم يكن يحمل الحقد لأحد لقد كان متضايقاً من الأحداث التي تشهدها سورية وحزيناً في الوقت نفسه بسبب ما يحصل , ومن شدة حبه لبلده كان مندفعاً جداً لم يكن يتوانى عندما يطلب منه تنفيذ أي مهمة . لذلك ضحى بروحه وبدمه , الرحمة له ولجميع شهداء سورية الذين يستحقون التحية والإجلال مع مطلع كل شمس , لقد كانوا كرماء مع بلدهم إلى درجة كبيرة جداً . السيدة مرام زوجة الشهيد قالت : لقد أحزنني فراق منصور جداً لدرجة أني لا أصدق ما حدث. لقد آثر التضحية في سبيل بلده وتمنى الشهادة فكانت له , الرحمة له ولكل شهداء سورية فهم حقاً أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر . وأضافت :سأعمل على تربية أولادي الثلاثة خير تربية وأعلمهم مبادئ حب الوطن والآخرين وكل القيم التي تحلى بها والدهم . فكل شهيد يترك لنا مجموعة من القيم نتعلم منها ونعلمها لأولادنا وكما جاء في كتاب الله العزيز (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) والشهيد منصور منصور من مواليد 1972 قرية الشنية مساعد أول في قوى الأمن , استشهد بتاريخ (16-7-2012) في مدينة حماة وهو من أسرة تضم خمس أخوات وأخين. الشنية من قرى ريف حمص تكسوها أشجار الزيتون والأصناف الزراعية |
|