تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


قصص تفضح بربرية الإسرائيليين

ايمانيتيه
ترجمة
الأثنين 3-9-2012
ترجمة : سراب الأسمر

ضمن كتاب أسود جمعت المنظمة غير الحكومية « كسر الصمت « شهادات أدلى بها عسكريون تتحدث عن أعمال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الأطفال الفلسطينيون .

« كان يخرج الأطفال الفلسطينيون من مدارسهم في نهاية النهار ، ويعودون مباشرة إلى منازلهم ويحدثون الكثير من الضجيج بمفرقعاتهم . إنه لأمر سخيف، لا أدري من أين جاء قائد كتيبتنا الغبي بهذه الفكرة : بدأنا نطارد الأطفال في إطار دوريات (...) احد الأولاد كان صغيراً جداً ، ربما يتراوح عمره بين الأربع والخمس سنوات ، غلام صغير فعلاً برفقة أخيه ربما كان في الروضة .. وهجمنا عليه فتشناهم هو وأخيه الذي بالكاد يكبره سناً (...)إنه أمر لا يصدق . شعرت أني عديم الأخلاق وأني لست بشراً» .‏

هذا المشهد الذي لا يصدق يحدث في الخليل ويرويه لنا ضابط صف في الجيش الإسرائيلي . هذا وقد حصلت المنظمة غير الحكومية « كسر الصمت » على شهادته فيما كانت تعمل منذ سنوات على جمع قصص الجنود الذين خدموا في الأراضي الفلسطينية المحتلة . تشهد آلاف ساعات المحادثات المصورة والمكتوبة قبح بربرية الاحتلال وجرائم الحرب التي تصل بها المواصيل إلى حد الإهانة التي أصبحت أمراً عادياً تمارسه على الفلسطينيين عند عبورهم نقاط التفتيش وفي كتاب أسود جديد جمعت المنظمة غير الحكومية شهادات تدين أعمال العنف والانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي يمارسها هؤلاء الجنود بحق الأطفال الفلسطينيين بدءاً من شبهة دائمة .. اعتقالات تعسفية ، اعتداءات جسدية واطلاق رصاص حقيقي على القاصرين ، كل هذا وفق شهادات الجنود الإسرائيليين .‏

ويكتب معدّو هذا التقرير : « تسلط هذه الشهادات الضوء على واقع الحياة اليومية التي يحياها الأطفال الفلسطينيون وشبابهم تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي, ويصور لنا الشهود الحياة الرتيبة التي يحياها هؤلاء القصر الفلسطينيون والذين غالباً لا تتجاوز أعمارهم العشر سنوات، يعاملون معاملة يتجاهلون فيها صغر سنهم . فعملياً ، ينظر إليهم الجنود والمؤسسات العسكرية كما لو أنهم بالغون وبهذا يعاملونهم معاملة البالغين : عنف جسدي يترافق مع التحرش والإهانة ، وغالباً تمارس هذه الأعمال بحق هؤلاء الأطفال دون تمييز».‏

ومن خلال الشهادات التي تجمعها سنوياً منظمة «كسر الصمت » يتعرض الأطفال حيثما كانوا وبالدرجة الأولى للصدمة نتيجة التفتيش وتدمير الجيش الإسرائيلي لبيوتهم . يصف لنا نقيب خوف ولد صغير إثر تفتيش دقيق لمنزلهم : «دخلت إلى منزل ، كان هناك امرأة .. سألتها: « أين هو رجل البيت ؟ » لم يفهمني أحد، ولا شخص . ثم رأيت فراشاً مغطى ببطانية ، حَرّكَتْها اهتزازات ظَنَنْتُ ربما يكون سيد المنزل مختبئاً تحتها ، فطلبت من الجندي :« اذهب بسرعة وانظر ماذا يوجد تحت البطانية »، حاول شدّ الغطاء و ، لا ... أَحْصَيْتهم إنهم ثمانية اطفال التفوا حول بعضهم البعض ، وهم يرتجفون ذعرا وقد اختبأ الواحد خلف الآخر وهم يحدقون بي ، كما ولو أنّي سأعمل بهم شيئاً .. خرجت من هناك مصدوماً » .‏

هل من المنطقي إخافة الأطفال بذريعة تحقيق الأمن؟إننا نبرّر كل شيء .‏

 بقلم : روزا موساوي‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية