تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الحكومة اليونانية تطهر البلاد من العمالة الأجنبية

الفايننشال تايمز
ترجمة
الأثنين 3-9-2012
ترجمة غادة سلامة

الحملة الواسعة التي قامت بها قوات الأمن اليونانية لملاحقة المهاجرين غير الشرعيين إلى البلاد :

الحكومة اليونانية تضع يدها على الجرح وتكتشف بان المهاجرين غير الشرعيين ساهموا بزيادة وتفاقم المشاكل في اليونان وخاصة الاقتصادية فقد ازدادت اليد العاملة الأجنبية في اليونان على حساب اليد العاملة المحلية وان الأجور التي يتقاضاها هؤلاء العمال والأماكن التي يعملون فيها هي أولى أن تكون لشباب وسكان اليونان الأصليين.‏

وبنظر الحكومة اليونانية إن مشكلة المهاجرين والعمالة الأجنبية العاملة في اليونان تشكل حجر الزاوية في الأزمة اليونانية بل هي اشد خطورة على اليونان من الأزمة المالية نفسها . حيث اليونان تعاني وبشكل كبير من ازدياد الهجرة الغير نظامية وغير القانونية إليها وتدفق هؤلاء المهاجرين بكثرة عبر الحدود بطريقة غير قانونية إلى أثينا .الحملة الأمنية الكبيرة التي قامت بها وزارة الداخلية اليونانية وقوات الأمن وقامت باعتقال المئات من المهاجرين غير الشرعيين لليونان وإعادتهم إلى بلادهم بطريقة وصفها هؤلاء المهاجرين بأنها غير إنسانية وقاسية .‏

قوات الأمن عزت الأمر إلى الطريقة البشعة واللا أخلاقية لتدفق اللاجئين إلى الأرض اليونانية وعدم قدرة اليونان على ضبط حدودها الأمر الذي استدعى اعتقال هؤلاء حيث أعادت اليونان أكثر من ست آلاف مهاجر الأسبوع الماضي وهنالك أكثر من ألف وأربعمائة مهاجر ليس لديهم حتى وثائق تثبت شرعية هجرتهم وهناك ثماني وثمانين باكستاني قاموا من تلقاء أنفسهم بالهروب سواء عبر البحر أو الجو إلى بلادهم وعادوا من حيث أتوا وبالطريقة نفسها .‏

اليونان التي تعاني من الشح الذي أصاب البلاد وأزمة الديون التي تكبل البلاد التي باتت على وشك أن تعلن إفلاسها وتنسحب من منطقة اليورو وتعود إلى عملتها الأساسية الأمر الذي ينعكس سلبا على الاتحاد الأوروبي ووحدة الدول الأوروبية وعلى الاقتصاد الأوروبي وأكثر الدول الأوروبية تأثرا بالأزمة اليونانية هي ألمانيا التي قامت بتقديم القروض والمساعدات لليونان أكثر من مرة وهي تعلن أنها ستقدم المزيد إذا التزمت اليونان بالشروط التي وضعتها ألمانيا مقابل حزم إنقاذ جديدة حيث صرح المسؤولون الألمانيون بان ألمانيا لن تتردد في الاعتراض على تقديم المزيد من المساعدات إلى اليونان في حال وجدت دلالات على أنها لم تف بشروط خطة إنقاذ لها وان سياسة منح الفرصة الأخيرة لن تجد نفعا بعد الآن ويجب إنهاء العمل بها وان صبر ألمانيا إزاء اليونان بلغ حده الأقصى .وكثير من خبراء الاقتصاد الألمان توقعوا خروج اليونان من منطقة اليورو وان هذه الخروج هو أمر لا مفر منه وان اليونان بإمكانها البقاء عضوا في الاتحاد الأوروبي بعد خروجها من العملة الموحدة وتعتزم الترويكا التي تتألف من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي البت في صرف الشريحة التالية من أموال الإنقاذ إلى اليونان المقدرة قيمتها بنحو 13 مليار يورو في أيلول المقبل وان العالم في منتصف عقد ضائع فبعد مرور خمس سنوات من أزمة الرهن العقاري التي أدت إلى تجميد أسواق المال وأزمة الائتمان العالمية والتي ستعود ببريطانيا وأوروبا إلى الركود الاقتصادي مرة أخرى وعلى ما يبدو وبان حال الولايات المتحدة ليست أحسن حالاً فالنمو الاقتصادي في أمريكا يبدو في أسوأ أحواله فالمستثمرون الأوروبيون والأمريكيون أصبحوا في غاية التشاؤم فالعائد على سندات الخزانة الأميركية ذات العشر سنوات انخفض 312 نقطة أساس إلى 5بالمئة خلال الخمس سنوات الأخيرة وبان الأزمة المالية العالمية أثرت كثيرا على دول الاتحاد الأوروبي وباتت تهدد منطقة اليورو والعملة الأوروبية الموحدة .‏

 بقلم كارين هوب‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية