تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


القوات الفرنسية...آن الأوان للخروج من أفغانستان

لوفيغارو
ترجمة
الأثنين 3-9-2012
ترجمة سهيلة حمامة

القوات الفرنسية سوف تغادر الأراضي الأفغانية في غضون شهور قليلة ، وحينها لا بد للقوات هذه من وقفة تأمل وتمحيص نجاحاتها وماحققته من مكاسب في محاولة لإقناعنا بعدم جدوى إقصائها عن البلاد ..

ويجدر ب«الكتاب الأبيض » الصادر مؤخراً إعطاء الأولوية المطلقة لقدراتنا التدميرية عن بعد ... ولا شك بأن مقولة إبعاد قواتنا عن أفغانستان بدافع الخشية والتخوف من تكريس معظم قدراتنا الميزانية الهشة تنطوي على بصيرة آثمة ومخادعة ...‏

ولعل الأمر يتطلب ، بداية ، تناسي الفكرة التي تفيد بأن طرد القوات الفرنسية دون غيرها من القوات الأجنبية من الساحة الأفغانية المشتعلة لن يفضي بأي حال إلى تحقيق مكاسب استراتيجية وإنما بعض النتائج المحددة والدقيقة ، والمراقبة السياسية البالغة الصعوبة للنتائج الحاصلة ، بل وتعقيدها على نحو مخيف ، كمايدلل على ذلك دونما غموض أو التباس تلك الأوضاع الفوضوية في ليبيا والنتائج الثانوية الكارثية التي بدأت تزعزع المنطقة السهلية برمتها في أفغانستان....‏

ولذلك تقضي الواقعية من القوات المرابطة في الأراضي الأفغانية الراغبة في تحقيق أهدافها خارج نطاق قتالها في ظل أوضاع عملياتية استراتيجية وسياسية تبرز فاعليتها وتأثيرها... مثل هذه الحالة لا يمكن ، مع ذلك الوقوف عليها في أفغانستان ...ففي حال توفرت لقواتنا إمكانية إثبات درايتها التامة في مجال التعبئة في أرض المعركة ، والإمكانية المثلى في المعرفة التكتيكية في أوساط الشعب مع قدرتها على إثبات أهميتها العملياتية بشكل كبير فهده القوات لا يمكنها ، مع ذلك ، التخفيف من حدة الظروف الشاذة غير المؤاتية والتي تعاكس التزاماتها ....‏

داخل إطار الحرب الأميركية في أفغانستان تم تحديد الشروط العامة للاستراتيجية الفرنسية وحصرها ضمن عامل رئيس يرتبط بنهج أهدافها وأساليبها العملياتية من غير اللجوء لإنكار التأثير الضئيل الذي يقدمه المشاركون الآخرون على أرض الميدان .‏

وإنه لمن الضرورة بمكان الإقرار باستحالة فرض وجهات نظر أي شريك عندما يكون دهاؤه ضعيفاً وثانوياً....‏

حيال هذه النقطة لا بد وأن نعبر عن أسفنا لكون أوروبا القادرة على القيام بدور مهم لـ15 دولة في الاتحاد الأوروبي ملتزمة بالنضال في الساحة الأفغانية بالاستعانة بـ30000 مقاتل في أطول حرب لم يسبق لها أن قادتها !!) لم تكن بصدد ممارسة نفوذها الاستراتيجي على الإطلاق ....ما بين عامي 2002 و2006 قامت القوات الأميركية في أفغانستان بأعمال تدميرية حصيلتها على أرض الواقع نتائج هزيلة آنية وأخرى كارثية ولكن بعد أمد طويل ويفيد القول بأن فاعلية النموذج العملياتي للقوات إياها كان محدوداًبفعل انعدام الحس الثقافي والآثار المفسدة والمضللة للتفوق التكنولوجي ... ولا شك بأن القصف الجوي الأميركي فوق الأراضي الأفغانية والأضرار الجانبية الهائلة قد أثارا معاً الخوف والضغينة في نفوس شعب مسالم لم يتمكن معه الأميركيون ، بعد اليوم من «أسر قلبه وروحه » مرة ثانية...‏

عندما وطدنا العزم على القيام بالمهمة الأخيرة هذه في عام 2006 كان الأوان قد فات بسبب قلة ومحدودية إمكانياتنا ووسائلنا ويخيل إلي بأن إعادة إعمار أفغانستان والتي شاركنا جميعاً في تقويضها وتدميرها لأهداف غير نبيلة على الاطلاق وتمتينها وتعزيزها من شأن هذه جميعها عند الاقتفاء تلبية الأهداف الطموحة تلك التي حددها المجتمع الدولي ...الاستراتيجية التي تبنتها القوات الأميركية و«المواجهة للشعب الأفغاني تفترض أصلاً توفر قوات استثنائية تناسب بالطبع الأهداف المعلنة ومميزات مسرح العمليات..أجل آن الأوان لخروج كافة القوات الأجنبية المنتشرة في جميع أنحاء أفغانستان لأننا ، صراحة ، لم ولن نحصد سوى مزيد من الهزيمة وقليل من المكاسب المادية حيث الطموحات كبيرة والإمكانيات هزيلة ...‏

 الجنرال فانسان ديز بورتر‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية