تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


البيئة .. وعي ثقافي ومسؤولية جماعية

مجتمع
الأثنين 3-9-2012
غصون سليمان

التربية البيئية مسؤولية أسرية أولاً ومؤسسية ومجتمعية ثانياً ولعل الأهم هنا هو المنزل الذي من خلاله أي المناخ الأسري والعائلي تتبلور مفاهيم البيئة

حيث تنمو الثقافات الإنسانية والإحساس الاجتماعي فالطفل، اليافع، الشاب حين يعيش وينمو في منزل تسود فيه علاقات المحبة والتفاهم والتعاون والاحترام والتضحية هو طفل ويافع وشاب يعيش في بيئة نقية سليمة يحمل هذه المبادىء الأساسية التي ليس لها وطن وتعيش في كل زمان ومكان حيث يتم التعامل مع المجتمع الأكبر في المدرسة والشارع والعمل في إطارها.‏

هم القدوة‏

فالطفل الذي يتعلم منذ نعومة أظفاره على أيدي أبويه وأخوته كيف يسقي النبتة ويحافظ على الوردة ويعتني بالدجاجة على سبيل المثال وحديقة المنزل وينظف حاجياته الخاصة ويحافظ عليها فلايتلف ملابسه وبالمقابل يستطيع أن يحافظ على مقعد المدرسة ولايرمي النفايات في الطريق العام لأنه يدرك من خلال الممارسة المنزلية والقدوة الحسنة أن بيته جزء من الحي فلايؤذي الآخرين بالضجيج ويقدم العون للصغير ويحترم الكبير يدرك حينها علمياً أن حريته كفرد تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين يقف عند إشارة المرور يحترم القانون يقدر الرأي الآخر وقس على ذلك الكثير من الضوابط والمعايير.‏

فالبيئة إذاً هي نتيجة تفاعل الموارد المادية والاجتماعية المتاحة لإشباع حاجات الإنسان وتطلعاته وبالتالي هي الخليط المنسجم بين المؤسسات الاجتماعية والعادات والقيم.‏

هي الكل المتكامل تشمل الأرض وماعليها من الكائنات الحية لكل دوره ووظيفته وأي خلل في أداء أحدها ينعكس حتماً على الآخرين وعلى الأطراف الأخرى إلا أن الإنسان يبقى العنصر الفعال والمحرك الأول في استثماره المدروس والعقلاني للطاقة والماء والغذاء والثروات الباطنية بما يضمن حياته وحياة أحفاده مع الملاحظة والاعتبار أن في جوره وجشعه حرماناً وافتقاراً تماما كمثل الشخص الذي يتناول مع الطعام والشراب ويستعمل من الحاجيات واللباس والأثاث مايفوق حاجته الطبيعية وبما لايتناسب مع إمكانياته وعمره وطبيعة عمله فهو أولاً يأخذ حق الآخرين ويتلف جسده وجيبه في نفقات لاضرورة لها مايجعله يتحمل النتائج والآثار الصحية الناجمة عن السمنة والزيادات في كمية الدهون وأمراض القلب والدم منعكساتها ومضاعفاتها يضاف لذلك مجموع العادات الغذائية الخاطئة وجملة المناسبات الاجتماعية وما نفرزه من هدر وتلك العادات الأخرى التي تعتمد على النظافة الصناعية واستعمال البخاخ والرذاذ بدلاً من أشعة الشمس والهواء المتجدد واللجوء إلى الدواء والفيتامين الصناعي بدلاً من الطبيعي ومن مصادره الأساسية عبر المواسم المتنوعة ومانفرزه من إنتاج وفير متكامل متنوع وفتي.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية