العصر و العمر
شباب الأثنين 3-9-2012 لينا ديوب يعيش الشاب صراعاً بين المفاهيم التربوية التي يتلقاها من الأهل والتي تحاول توجيه شخصيته إلى منحى يساير المجتمع وقيمه وتتمثل غالبا بالاستقامة، والتمسك بالموروث،
والانتماء الديني وغيرها. وبين مايتعرض له من وسائل الاعلام والاتصال الحديثة، فبينما تشده الأولى الى دائرة ضيقة تأخذه الثانية الى عالم مفتوح؟ ومايراه الأهل مضيعة للوقت تقدمه وسائل الاتصال الحديثة كاستجابة لضرورات عمر الشاب فهو في مرحلة قلقة تتقبل الجديد أكثر من التقليدي ويسعى ليعيشه ولو بالخفاء. والقيم أو المسطرة المعيارية التي تشكلها تربية الأهل للشاب ليحكم فيها على مواقف حياته وعلاقاته تتناقض في مرات كثيرة مع القيم التي يأخذها من التلفزيون والانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. فيعيش الأبناء ونعيش معهم صراعا، علينا نحن الأهل أن نحوله الى تحد فضرورات عمر الشاب ونموه تحتاج الانطلاق والاطلاع على الجديد وهذا ما تقدمه التقنيات الحديثة للشباب وبسرعة وسهولة، وماعلينا نحن الأهل إلا تفهم احتياجات أبنائنا ومساعدتهم على حل التناقض بين حياتهم الواقعية البطيئة والتقليدية وقيمها، وقيم الحياة العصرية، لا أن نحاسبهم على التعلق بالحياة العصرية كالتعلق بالموضة والألعاب الالكترونية، بل نبقى قريبين منهم ماديا ومعنويا، ونجعل كل مايتعلقون به مادة للحوار والنقاش معهم حتى لوكانت لعبة في مقهى النت أو علاقة حب أيضا عبر النت، وان كان بعض الأهالي يتقبلون هذا التحدي فان هناك أسراً ترفضه ولاتملك الوعي لأهميته، لذلك لابد من تدخل الحكومة بتخصيص مساحة كبيرة للشباب في الاعلام، وفي الأنشطة الرياضية والتطوعية لشد الشباب للحياة الواقعية وحل هذا التناقض بين قيم العصر وقيم المجتمع.
|