تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


نشاطات... حوار الأنامل والخشب

طرطوس
صفحة شباب
شباب
الأثنين 3-9-2012
لاتحتاج مواهب الشباب الا للدعم للتحول الى فن وربما حرفة فيها من الابداع والتجديد مايحقق للشاب حضورا يشعره بتحقيق الذات، وهذا مايقدمه الفنان الشاب رامي محمد من منطقة الشيخ بدر بمحافظة طرطوس فكان النحت على الخشب موهبة تحولت الى أعمال فنية غنية،

وقد أخبرنا سانا عن سبب تعلقه بهذا الفن: أن النحت بشكل عام سجل تدون عليه الإنسانية مذكراتها وتخلدها كونه سجلا لا يفنى وغير قابل للعبث مشيرا إلى أن تجربته في مجال النحت التي بدأت منذ طفولته صقلت موهبته وأرهفت أحاسيسه ومشاعره وخلقت لديه ذائقة النحت دون أي دراسة أكاديمية.‏

وقد بدأ من سن الثانية عشرة بالحفر على الجص لكنه منذ ذلك الوقت حاول أن يبتكر من مادتي الخشب والنحاس لوحات فنية جميلة فتطور عمله في هذا المجال واستطاع تحقيق حلمه حيث سعى إلى اقامة ورشة في مدينة الشيخ بدر محاولا الاستفادة من جمالية هذه المدينة وبساطتها الريفية في اقتباس العديد من الافكار وتحويلها إلى قطع فنية جميلة باع معظمها في أسواق محافظة طرطوس.‏

وعن نوعية الخشب المستخدمة في منحوتاته أشار محمد إلى أنه يعتمد على نوعية محددة كخشب التوت والزيتون والسنديان والصنوبر حيث يعمل خلال شهري تشرين الاول وتشرين الثاني على جمع اكبر عدد ممكن من الخشب كونها تعد مرحلة تقليم الاشجار وهي مرحلة تتميز بخلوها من الماء ما يمنع الخشب من التسوس وبالتالي تحافظ المنحوتة على شكلها وجودتها لفترة طويلة جدا.‏

وأوضح محمد أن التعامل مع الخشب بحاجة لكثير من الصبر والعناية من حيث تهويته وتنظيفه الذي قد يستغرق حوالي خمسة أشهر ثم نشره وتقطيعه حسب الحجم الذي يراد نحته وصولا إلى نقعه بمادة المازوت وتسطيره على الارض بغية تهويته وتنشيفه ليصبح نظيفا تماما وخاليا من اليرقات والديدان.‏

وعن مشاركته في المهرجانات الفنية لفت محمد إلى انه شارك في العديد من المهرجانات وخاصة سوق المهن اليدوية والتراثية في مدينة طرطوس القديمة إلى جانب مشاركته الدائمة في نشاطات مركز المهن اليدوية.‏

وعن صعوبات هذه المهنة أكد محمد «أن جلها يتمثل بانتشار البضائع الصينية والتايلاندية والهندية والماليزية ما يؤثر سلبا على تسويق أعمال الفنانين الذين يستخدمون الخشب العربي مطالبا الجهات المعنية بطرطوس بانشاء سوق دائم للمهن اليدوية يستطيع من خلالها الفنانون عرض وبيع منتجاتهم مباشرة اضافة إلى تشجيع السياحة وتعريف الناس بهذه الأعمال لتعود من جديد عادة اقتناء الأعمال اليدوية».‏

وأشار إلى» أهمية الترويج والتسويق من خلال الدعاية والاعلان للمعارض والاسواق الحرفية واليدوية قبل موعدها من قبل المشاركين والمساهمين فيها والمراكز الثقافية التي تقام فيها هذه المعارض مؤكدا أن المعارض والاسواق تساهم في زيادة نشاط الفنان وتفتح المجال أمامه للمشاركة بأسواق متعددة إضافة إلى كونها وسيلة إعلان متميزة للصناعات السورية اليدوية «.‏

وأشار محمد إلى تأثير البيئة والناس من حوله والظروف المحيطة به فهو يعتبر ان الفن مرآة المجتمع مؤكدا أن المقومة الأساسية لفن النحت هي الموهبة بالدرجة الأولى يليها الممارسة العملية التي تمنح الفنان خبرة واستمرارية وقدرة على تجديد الذات بشكل مستمر وعدم الخضوع لأي ظروف كانت سواء مادية أو إغراءات مبتذلة.‏

وأضاف محمد: «ان النحت حاجة ورسالة إنسانية وجدانية يجب أن تخدم المرحلة التي نعيشها كي لا تكون رسالة ناقصة ومشوهة وأن الفن المنبثق عن المجتمع يجب أن يخدم مشاكله ويتلمس همومه الآنية كي لا يعتبر من عالم آخر وبالنهاية لا يوجد فن هابط لكن يجب ان نلاحظ إلى أي مدى يلامس هذا الفن وجدان الواقع».‏

ويختم محمد حديثه بالقول إن كل لوحة تأخذ جزءا من روحه ونفسه وجهده وبالرغم من الجهد المبذول في العمل فإن هناك فرحة تطغى على التعب وذلك حينما أرى نظرات الإعجاب وأشعر أن الناس تستمتع بأعمالي وهذه هي الثمرة التي أجنيها بعد بذل ذلك الجهد المضني.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية