|
رؤية كنا سابقا.. نرى أن شيئا ما ينقص ثقافتنا، لكننا لم نتوقع أن يظهرسريعا بهذه الحدة، لم تعد ثقافتنا تواجه كل تلك الأفكار المتسربة إلينا بتقليديتها المنهكة، بل تبدو منهكة بتخمة سطحية تسد عليها منافذ الحياة قبل الإبداع..! عبثا يحاول مبدعوها، وعبثا يتأملون.. إلى أن ينهكهم التعب.. أو انتظار مضن.. فينصرفون.. والأدهى أن جيلاً بأكمله لايعثر على ما يقتات به إلا عبر موجات تكنولوجية تحركه كأنه دمية عرائس بيديها..! هل ثقافتنا بحالتها الراهنة، بمياهها الراكدة.. بمراوحتها في المكان.. وفي غياب الدعم والتمويل.. قادرة على اختراق أو مقاربة ثقافات تزجنا إليها رغما عنا.. بتجددها الدائم..! إن انفتحت على أفكار أخرى وهي بهذه النمطية هل بإمكانها أن تكون لاعبا أساسيا في بحر الثقافات اللانهائي..؟ في مواجهة تقلبات وتغيرات عميقة ضربت مؤخرا في قلب البنية الفكرية العربية، وزعزعتها مع مفكريها.. اكتشفنا كم كان بإمكان الثقافة أن تلعب دورها المؤثر لو وضع لها استراتيجيات حقيقية، آمنت بعمق دورها.. وبأهمية تأثيرها. على العكس من كل العمق المفترض بثقافاتنا العربية أن تعيشه، تصر على تغييب التنوير الحقيقي.. معتمدة على فكر غيبي.. على تغييب التجديد.. على نسيان الفلسفة.. بكل ما يمكن أن تضيفه للعقل من حنكة ومقارنات.. تؤسس لوعي خاص نحتاجه بمرحلة النكبات العربية المذهلة. غياب الوعي وسيطرة التسطيح في غياب فكر نقدي يجنح نحو القيم الحقيقي، والمراوغات التي تحيط بنا.. وتصر على تهميش الجوهري.. تقلقنا.. وتجعلنا نشعر أن ثقافتنا ليست بخير..! لايكفي أن نرضى..! ولايكفي أن نحتفل..! علينا أن نفكر كيف بإمكاننا أن نصبح فاعلين في مشهد ثقافي مغاير.. نختبر فيه عبر التجريب اليومي، اتجاهات ودروباً أخرى..! لنخلع أرديتنا القديمة عبر مختبر ثقافي تجريبي، لايعني ان كان المشاركون فيه يتوافقون معي أو يشبهونني.. فنحن نبحث عن التجدد.. عن الإنهاك الثقافي في أقصاه عله يستفزنا إبداعيا..! نحتاج لخلخلة كل يقيناتنا.. ونسفها بعد أن انهارت بفضل أزماتنا الأخيرة..! |
|