تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الأطفال يسألون

مجتمع
الأحد 18-1-2009م
لينا ديوب

ضمت اتفاقية حقوق الطفل في المادة «3»إنشاء لجنة حقوق الطفل وذلك لدراسة التقدم الذي تحرزه الدول الأطراف في الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية،

وتتكون لجنة حقوق الطفل حسب الاتفاقية من عشرة خبراء من ذوي المكانة الخلقية الرفيعة والكفاءة المعترف بها في الميدان الذي تغطيه الاتفاقية. وتنتخب الدول الأعضاء اللجنة من بين رعاياها ،ويعمل هؤلاء الأعضاء بصفتهم الشخصية، ويجب أن يولي الاعتبار في اختيارهم للتوزيع الجغرافي العادل وكذلك للنظم القانونية الرئيسية، ويتم انتخاب أعضاء اللجنة بالاقتراع السري من جميع الدول الأعضاء. ونظراً لأن اتفاقية الطفل واسعة النطاق. إذ تغطي مجالات مثل السياسات الاجتماعية والقانون، فإن اللجنة تضم عادة أشخاصاً من خلفيات مهنيةمتنوعة.‏

وتلزم الاتفاقية الدول الأطراف بتقديم تقارير سنوية عن وضع الاطفال ولا تتردد بتقديم ملاحظاتها، على جميع الدول كأن تقول تبدي اللجنة قلقها ازاء عدم تضمين المناهج الخاصة بالأطفال و التربية على التسامح وحقوق الانسان. واليوم ووسط ما تقوم به اسرائيل في غزة والاطفال الذين قتلتهم أو تسببت في إعاقتهم وحرمتهم من آبائهم ومدارسهم، وهي بذلك لاتخالف فقط اتفاقية حقوق الطفل والبروتوكلين الاختياريين الملحقين بها، بل اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين أثناء الحرب، هل قامت اللجنة بدورها؟‏

صحيح أن اللجنة أكدت أن الاتفاقيات الخاصة بحماية الاطفال تتعرض لانتهاكات صارخة بسبب الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة محذرة من الآثار المدمرة لهذه الحرب على الاطفال في القطاع.‏

وخصت اللجنة بالذكر -القصف الاسرائيلي لمدرسة تابعة للأمم المتحدة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في جباليا والذي أسفر عن استشهاد ما يزيد على أربعين فلسطينياً معظمهم من الاطفال والنساء.‏

وأضافت أن مئات الاطفال في حالة خطيرة وان الكثير منهم فقدوا أحباءهم مشيرة إلى الآثار النفسية المدمرة على الاطفال لنتائج هذه الحرب.‏

إلا أنها مطالبة اليوم بما هو أكثر من ذلك لأن أطفالنا الذين باتوا يعرفون عن الاتفاقية من خلال نشرنا لها بالمناهج المدرسية وبالأنشطة خارج المدارس، يسألوننا عندما يرون أقرانهم في فلسطين: أين اليونيسيف، لماذا حقوق الطفل الفلسطيني مهدورة، ونحن بدورنا نسألها بقصد التأكيد على دور لجنة حقوق الطفل، والنشطاء ، وكنت توجهت بالسؤال إلى السيدة سوسن رسلان المدربة على حقوق الطفل والتي نالت قبل سنة ماجستير بحقوق الطفل والاعلام بالتعاون مع اليونسيف، فأجابت ان ما يجري لأطفال غزة يدفع إلى مخاطبة اللجنة فقط حول أوضاع أطفال فلسطين، وأنا شخصياً أرسلت ايميلات لأساتذتي وهما الدكتور كمال فلالي نائب رئيس لجنة حقوق الطفل، والدكتور حاتم قطران عضو اللجنة وأستاذ القانون الدولي مرفقا بصور أطفال غزة، ومما قلته: أستاذي ان حق الحياة حق أصيل في المادة السادسة لاتفاقية حقوق الطفل وأنتم معنيون بشؤون حماية الطفل من كل أشكال الاعتداء وخاصة القتل فاليوم بلغ عدد الاطفال الشهداء 280 ورسالتي كانت رابع يوم للحرب الهمجية.‏

وتضيف أخبرته انني أربي الاطفال هنا على أن الأمم المتحدة هي حاضن حقوق الانسان على الرغم من كل اختلافاتهم وخلافاتهم لكن مع وجود كل هذا العنف والتجاوزات بحق أقرانهم الفلسطينيين صار التناقض واضحاً بين ما نقول وما يرون فقد تم تجاوز جميع حقوقه فهو بلا مأوى وان وجد المأوى غاب الأمان والدواء وهدمت المدارس ودور العبادة في غياب تام ومريب للمؤسسات الدولية والمساعدات الطبية والصحية.‏

وترى السيدة سوسن أنها كمواطنة سورية وكأي سوري لم يوفر مبادرة مهما كانت فعاليتها، وستستمر في مخاطبة اللجنة، علماً أن الدكتور فلالي رد عليها بالإيجاب، أن اللجنة لن تكتفي بالفرحة.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية