تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


فضائيــــات المقاومـــــة

فضائيات
الأحد 18-1-2009م
الصورة والصوت

تلتقط الصورة اضواء القنابل، ويخترق صوت الآذان أصوات دويها، فما نجا من المآذن من القصف، الحصار منع عنه الكهرباء،فلا أضواء لها، الا أن الآذان يعلو، ليعلن استمرار الحياة، انه اليوم السابع عشر للحرب على غزة، والصورة تختلف عن سابقاتها في الأيام السابقة، فالتوغل الصهيوني يفترس الأحياء المأهولة والدبابات تدوس البيوت والأشجار، والمفاجآت غير السارة متواصلة ،‏

فالصور تظهر قنابل شكلها غريب، تطلق دخانا أبيضا، وتحرق الوجه او أي جزء من الجسم ينطلق الضباب الذي يخرج منها من قربه، ويقول الخبراء :إنها قنابل فوسفورية، والصور التلفزيونية التي نردد أنها مؤذية، شكلت وثائق للمنظمات الانسانية للمطالبة بمحاكمة اسرائيل ومحاسبتها، اذ يقول ممثل منظمة هيومان رايتش كما توضح الصورة فان للقنبلة شكل السمكة البحرية عندما تنفجر تنشطر الى العشرات من الشظايا وتطلق ضبابا حارقا، وهذه الصور ستكون دليلا على جرائم اسرائيل. اذا الصور التي قد لانستطيع تحملها والتي لم يعد هناك كلمات تصف مدى ما تظهره من تعدي اسرائيل على انسانية الانسان، تقف اليوم الى جانب أهل غزة بما تنقله الى المبصرين في أصقاع الأرض من آلاماهم، فقد حمل المتظاهرون في جميع أنحاء العالم تلك الصور، وحملها النشطاء في جمعيات حقوق الانسان في مختلف دول العالم لتكون دليل للمطالبة بمحاكمة قادة اسرائيل.‏

 لينا ديوب‏

***‏

نسيج فضائي متكامل‏

بدت الفضائية السورية خلال أيام العدوان على غزة المستمرة حتى الآن تعيش حالة استنفار كاملة وبدت برامجها متصلة همها موضوع وحيد العدوان الإسرائيلي على غزة، الحوار أو اللقاء سواء أكان مع مواطن عادي أو أديب أو شاعر أو اقتصادي فإن مادته الأساسية واحدة العدوان على غزة وروح المقاومة المبثوثة في كل مكان وردود الفعل على ما يجري وحتى الفواصل بين البرامج المختلفة والاستراحات والأغاني كلها حيكت في النسيج ذاته.‏

هنا يطرح أكثر من سؤال وعلى فضائيتنا بقوة تزامنا مع هذا العدوان وهل يرقى فعلاً ما تبثه فضائيتنا إلى مستوى الحدث؟‏

الإجابة بكل ثقة نعم،لأن الحدث المستمر في غزة يشكل الوجدان العربي الحقيقي الخفي والمعلن منه،وبالتالي بات ضروريا استكشاف وإضاءة الجوانب الفاعلة في هذا الوجدان، الذي يغذي روح المقاومة والصمود.‏

الفضائية السورية اكتشفت حقا المعادلة المتوازنة فسيل الأخبار وحده لايكفي وربما الاعتماد عليه لوحده قد يأتي بردة فعل سلبية لذلك كان الاتجاه الموفق نحو خطاب متكامل يأخذ بالحسبان سياق الحدث في التاريخ والفن والاقتصاد والسياسة،مؤكدا في الوقت ذاته إن وحدة الموضوع والحدث لاتكفي بأية حال.‏

منذ ثلاثة أسابيع تحول برنامج صباح الورد وعلى الرغم من أنه برنامج ترفيهي منوع ليشكل وقفة صباحية متضامنة مع أهلنا في غزة، آخذا الجانب الأدبي والفني ليقدم آرائهم الخاصة بما تعيشه غزة من خلال استضافته لكتاب،يقدمون يوميا آرائهم الخاصة ولنلاحظ مدى ما خلفه هذا العدوان لدى الجميع الأديب والباحث زهير غزاوي حل ضيفا على البرنامج ليتحدث عن أدب المقاومة،ليؤكد الكاتب منذ البداية أن هذا النوع نما في ظل القمع والاضطهاد والظلم والعنصرية وأول من بحث في هذا الموضوع الشاعر يوسف الخطيب بكتابه أدب المقاومة وشعراء المقاومة وهم شعراء الأرض المحتلة الذين واجهوا المستعمر الصهيوني بالكلمة قبل أن يواجهوه بالسلاح.‏

وبالطبع فإن المحتل واجه الإبداع بالتعتيم، لكن عندما انتشر التلفزيون استطعنا أن نرى شعرهم كما يبين غزاوي، وان ننشره في إطار النخب المثقفة خارج الأرض المحتلة وأن ننشره في إطار النخب المثقفة خارج الأرض المحتلة ،مثل شعر محمود درويش سميح القاسم توفيق زيادة .‏

ضيوف كثر استضافهم صباح الورد مثل سهيل عرفة، الذي تحدث عن دور الموسيقا والغناء في تقوية عزيمة المقاومة،الاقتصادي د.سعد بساطة أشار بأن النفط من أهم السلع التي تشكل ضغطاً على الدول التي تدعم العدوان وأكد على التذكير بالمقاطعة للدانمرك أثناء أزمة الرسوم التي أثبتت جدواها.‏

الصحفي اليمني خالد الهروجي من صحيفة الثورة اليمنية تحدث عن أن الصحافة العربية حتى اللحظة لم تقم بدورها ،خاصة وأن الإعلام الغربي يعمل على التعتيم على الجرائم الإسرائيلية بشكل عام والإعلام الأمريكي يحاول تصوير الوضع في غزة عكس ما هو عليه.‏

 علاء الدين محمد‏

***‏

شريكة في صناعة النصر‏

لم تعد المقاومة والفعل النضالي مقتصرا على استخدام وممارسة صنوف الأسلحة والاستعداد الميداني على تخوم الجبال والوديان للزود عن الكرامة والحياض،إنما تنوعت وتشعبت سبل وطرق المقاومة لتأخذ الكلمة والصورة واللوحة والصرخة والموقف خطأ آخر يوازي الرصاص،فما شهدته أمتنا العربية وتشهده اليوم من ويلات على مر التاريخ يشكل علامة فارقة في وجدان البشرية...‏

فهاهي حرب تموز ماتزال تداعياتها شاخصة أمام أعيننا واليوم محرقة غزة التي تمارس فيها القوات الإسرائيلية أقذر أنواع الهمجية والأسلحة والقنابل التي لاترحم طفلا رضيعا ولاشيخا ولا امرأة ولاحتى حماما أو حجرا...‏

وإذا كان الإعلام المقاوم يشكل على الأرض انتصارا لنصف المعركة،ففي هذا المضمار يسجل للعديد من الفضائيات العربية موقفا مشرفا وجديرا يليق بحجم الصمود والتصدي لقدرات الشعب المظلوم في قطاع غزة الصامدة الذي يواجه النار والتحديات من كل حدب وصوب ...‏

والمتابع هنا لفضائيات سورية،الدنيا،المنار،الجزيرة العالم ،الجديد،ان بي ان .... يدرك أهمية الإعلام المقاوم في إظهار الحقائق والخفايا التي يحاول العدو التعتيم عليها.‏

منذ اللحظات الأولى للعدوان انشغلت هذه القنوات بنقل الأحداث،وهنا يسجل للتلفزيون السوري بقنواته وساما كبيرا تستحقه من حيث المتابعة السريعة والمباشرة لكل مايجري،فعدا عن أخبارها وندواتها ولقاءاتها....‏

أحضرت إلى العلن العديد من البرامج الوثائقية مراحل شتات الشعب الفلسطيني منذ النكبة وحتى الآن فكان التركيز على الواقع الجغرافي والديموغرافي والسياسي لقضية فلسطين المركزية،إذ تسابقت تلك القنوات المذكورة في إحياء الذاكرة الشعبية والرسمية بعذابات الأمهات وجور الاحتلال الذي وصل بدمويته إلى أبعد من الذروة خوفا من توضيح الصورة الحقيقة.‏

ولكي لاتبقى غزة الجريحة محاصرة في كل شيء انبرت عدسات المصورين وتحليلات الصحفيين لترصد هذا الفضاء الذي تعبث قوات الاحتلال في زواياه وتعيث خرابا فيه!!‏

 غصون سليمان‏

***‏

شهود العيان : ذاكرة تمتلئ بصور الشر الأعمى‏

إنهم أولئك الذين تتيح لهم الصدفة إطلاق أصواتهم تمزق الفضائيات بأنين ينزف الغضب،مما شاهدوه وما زالوا ،عل النجدة تأتيهم على جناح معجزة قبل أن تبيد يد الشيطان ماتبقى لهم ولسواهم من بشر وطير وزرع وحجر.‏

يتكلمون عن أوضاعهم ومعاناتهم،احتراقاتهم وبقايا أشلاء ولا أحد يسمع فيسارع لإعلان الرحمة تحوم حول أرواحهم الساهرة بانتظار المصير الذي وبمجرد اختفاء صوتهم عن الفضائية سرعان ماينثر على حياتهم دماء وأشلاء مفاجآته.‏

العدوان أعمى وبصيرته مصابة بالعطب لذا فهو الشاهد الأكثر غفلة عن تصويباته الطائشة عشوائية الأهداف والتي لاتميز شظايا غدرها وسمومها ونواياها الفاجرة بين البشر فتبيد الأطفال والشيوخ والنساء والأبرياء ومنابر الكلمة الحرة التي تطلقها فضائيات شاهدة على وحشية أفعالها مثلما تكتم أصوات المراسلين الصحفيين القابعين على فوهة القصف وأيضا أصحاب المهن الإنسانية من أطباء ومسعفين وكل ذلك خشية أن تصدر الذاكرة المشتعلة بيقظة هؤلاء الشهود نجاسة العدوان ووحشية ما يقترفه إلى كافة أنحاء العالم لتبقى اللعنة عليه برسم التكرار والاستمرار ما دام التاريخ والبشرية.فهل هناك وحشية أشد عارا على مقترفها من الوحشية التي ألحقت العار بهذا العدوان الذي ضرب بغضب العالم المستنكر لقذارة أهدافه عرض جنونه وتحالفاته الخائبة التي أرشدته إلى عمى أشد من عمى اعتقاداته.‏

(تل الهوى)المنطقة التي امتدت إليها كسواها قذائف الاحتلال القذرة قدمت شهود عيان أطلقوا أصواتا يرتج الضمير لأنين وجعها وقد كان أشدها نزيفا صوت تلك السيدة التي تحدثت عبر اتصال مع قناة الجزيرة عن القصف الذي بدا ينهال على المنطقة مستهدفا الأحياء السكنية الآمنة لنفاجأ خلال حديثها بصراخ رافقه ضجيج لم يعد يسعفنا باستيضاح ماتقول لينقطع الاتصال بعد صراخها طالبة الرحمة،ومن ثم شهادتها (بأن لا اله إلا الله ).‏

المستشفيات ا،المدارس الجوامع،المعامل،مراكز الإغاثة، وسيارات الإسعاف،بل ومقرات الفضائيات كلها تقصف وبشكل فقد حتى جنونه لتؤكد أن العدوان الأحمق قد ضل طريقه فسقط في قاع الفشل يتخبط بعشوائية حمقاء لايعرف كيف يخرج من جحيمها الذي أشعل شظاياه بيديه المغمسة بالدم والعار والوحشية والذل.‏

انه الذل الذي لامس تلك الأيدي التي صافحته بضمير ميت ودم فاسد وعناق النفاق فأغرقها بعار الخيانة باق وشماً في ذاكرة البشرية التي لن تفقدها الإبادات الظالمة ما شاهدته وحفظته من حقد شيطاني أعمى ضل طريقه فاهتدى بضلال جهنم إلى عار المصير.‏

 هفاف ميهوب‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية