|
شؤون سياسية هذا الكلام قاله آفي شلايم أستاذ القانون الدولي في جامعة اوكسفورد، وهو يهودي بريطاني يحمل الجنسيتين البريطانية والإسرائيلية وخدم في جيش الحرب الصهيوني. إن ما كتبه شلايم يعيدنا بالذاكرة إلى الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية منذ قيام كيانها وإلى اليوم، باستخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً. فمن مجزرة دير ياسين عام 1948 ومجزرة قبية عام 1953 وصولاً إلى عدوان عام 1967 والذي استخدمت فيه (إسرائيل) قنابل النابالم المحرمة دولياً، واحتلت فيه الضفة والقطاع إضافة إلى الجولان وسيناء. أما في غزوها للبنان في العام 1982 فقد استشهد في عدوانها آنذاك 17 ألف مدني، ولا ننسى مذابحها في صبرا وشاتيلا وفي عام 2006 في عدوانها الأخير على لبنان سقط ألف شهيد معظمهم من المدنيين وبطبيعة الحال لا ننسى مجزرة قانا الثانية في هذا العدوان. وهذه أمثلة على ما تقوم به عصابات الاجرام الصهيونية، واليوم في غزة الصامدة تتوارد الأنباء والمعلومات الموثقة عن استخدام «إسرائيل» لأسلحة وذخائر تستهدف القتل الأكيد وهي أسلحة أطلق عليها الباحث المستقل جيمس بروكر «أسلحة الإبادة الكيميائية والجينية». وتتمثل في القنبلة المعروفة باسم «الانفجار المعدني الداخلي الكثيف» وتدعى اختصاراً «دي ام ام اي». وهو كما يؤكد بروكر سلاح سري للغاية وغريب يحدث إصابات مروعة ومهلكة وتستخدمها القطعان الصهيونية ضد الأطفال والنساء المرضعات والحوامل. وقد أثبتت الدراسات العلمية أن ما تحويه هذه القنبلة من مواد سامة، تدمر نظام المناعة في الجسم، وفي حال لم يمت المصاب فوراً، فإنه يصاب بالسرطان الذي لا شفاء منه بعد فترة وجيزة من الإصابة. شهادات الاطباء الفلسطينيين في مشفى الشفاء بغزة وكذلك أطباء نرويجيين تؤكد أن الفلسطينيين وعددهم بالمئات، الذين تعرضوا لهذا النوع من القنابل لا يمكن أن يتصور عقل حجم وحشية الصهاينة الذين يستخدمون هذا السلاح الفتاك. أما الصحف الإيطالية فقد كشفت من جانبها أن قنبلة «دي.ام.اي» التي طورها سلاح الجو الأميركي وبدأ تجريبها خلال عام 2008 قد استخدمت في غزة ورفح ضد المدنيين العزل. وإذا كانت هذه القنبلة هي رأس صاروخ مغلف بالكربون فإنها عندما تنفجر تطلق مئات القنيبلات الصغيرة لتنفجر بدورها وتطلق مواد معدنية ثقيلة بها أنصال حادة تساعدها على التوغل في الجسم البشري. والمواد الموجودة فيها تهاجم الحمض النووي، أي أن هذا السلاح يمثل «سماً للإبادة الجينية». فهل يبقى أمامنا نحن العرب سوى أن نقاوم هذا العدو الهمجي المسلح حتى الأنياب بأحدث ما أنتجته مصانع الدمار الأميركية والإسرائيلية؟. ومن الأسلحة الأخرى المستخدمة ضد سكان غزة ما يعرف باسم القنبلة النتنة «ستينك بومب» وقد غطت أجزاء واسعة من غزة ورفح أدخنة كثيفة وثقيلة، جراء انفجار قذائف أطلقتها القطعان الصهيونية وجعلت التنفس معها صعباً ومثيراً للغثيان، ناشرة روائح كريهة بين أهالي غزة. وإذا أضفنا إلى ذلك القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً والتي تستخدمها القطعان الصهيونية في قصفها الجوي على سكان غزة باستخدام طائرات إف 16، إذاً تكتمل الصورة لدينا لنتأكد بالبراهين والأدلة الدامغة أن البنتاغون يزود «إسرائيل» بأسلحة أميركية محظورة في حرب الإبادة ضد سكان غزة. فهل هناك مجال للحديث عن سلام وتسوية مع مثل اولئك المجرمين الصهاينة؟ نحن العرب المستهدفين من هذا العدو المتوحش، وأقول: لا يمكن لعدو من هذا النوع أن يستثني أحداً منا مهما حاول بعض العرب استرضاءه وطأطأة الرأس أمامه. لقد رفضت اليونان السماح بخروج الذخائر المحرمة دولياً من مستودعات الجيش الأميركي على أراضيها لإيصالها إلى المعتدين الإسرائيليين، وطردت فنزويلا السفير الصهيوني من أراضيها وتبعتها في هذا الإجراء بوليفيا. وانتفضت شعوب العالم ضد الهمجية الصهيونية، فهل يقف الزعماء العرب إلى جانب شعوبهم ويلتقون لإنقاذ غزة.. وأنفسهم أيضاً ؟ |
|