|
الدراسات يبدأ الكتاب مناقشته لموضع الدرع الأميركية بالإشارة إلى أن هذه الموضوع يحظى بمساحة كبيرة في الخلاف فبينما يلقى الدرع الصاروخي المزمع إقامته في تشيكيا وبولندا معارضة كبيرة من جانب موسكو التي ترى فيه نقضاً لمعاهدة عام 1972 ويفتح باب سباق التسلح من جديد، ويعد من وجهة نظرها بمثابة إعلان حرب وعودة حرب النجوم، إلا أن واشنطن تراه من متطلبات أمنها القومي، وتصر على المضي فيه على الرغم من المعارضة الروسية المعلنة والأوروبية والعالمية الواسعة، ولايزال البلدان يتبادلان التهديدات في حال أصر كل جانب على موقفه، فأميركا على ما يبدو ماضية في هذا الموضوع، ولا تعتبر روسيا عدواً، على حين أن روسيا ترى أن الاستمرار في هذا الموضوع سيؤثر على توازن القوى الاستراتيجي في أوروبا وسيلغي اتفاقية «ستارت» ويدفع روسيا إلى تطوير صواريخها. وإذا كانت واشنطن تسوق مبررات لإقامة مثل هذه الدرع تتعلق بحماية أوروبا من تهديد محتمل من دول مثل إيران أو كوريا الشمالية، إلا أن الأوروبيين غير مقنعين بذلك، ويرون أن روسيا والصين هما اللتان تشغلان الحيز الأكبر في التفكير الاستراتيجي الأميركي، ويعتقد الكثيرون أن مثل هذه الادعاءات والمسوغات غير دقيقة، وخاصة إذا علمنا أن الدول المحاذية لأوروبا وخاصة التي تقع في الشرق الأوسط لا تملك صواريخ يصل مداها إلى تلك الدول، وبالتالي فهي غير قادرة على تهديد أوروبا الأمر الذي يشير إلى عدم الحاجة إلى مثل هذا الدرع الصاروخي. وترى الدراسة بأن سبل مواجهة الدرع الصاروخي الأميركي تتمثل بضرورة تفعيل التكتلات العالمية الكبرى الصاعدة مثل منظمة شنغهاي والدول المطلة على بحر قزوين والسعي إلى إنشاء أقطاب أخرى في وقت غدت فيه الحاجة إلىالقطب الآخر حتمية وذلك لقطع الطريق على الولايات المتحدة التي تسعى إلى فرض سيطرتها على العالم وعلى موارده النفطية وخاصة في محيط بحر قزوين. كما أن تفعيل هذه التكتلات سيكون بمثابة رسائل واضحة للولايات المتحدة حول صعوبة تحجيم دور روسيا وتطويقها ورفض الدرع الذي تحاول استكماله في أوروبا الشرقية. وبعد أن يلقي الكتاب الضوء على الدرع الصاروخي وأهدافه وآلية عمله وانعكاساته على الأمن العالمي وردود الأفعال الإستراتيجية ومستقبل العلاقات الدولية فإنه ينشر تفاصيل الوثيقة الاستراتيجية للأمن القومي الأميركي وتقرير البنتاغون حول قدرات الصين وفرنسا وبريطانيا فضلاً عن المصالح الأميركية في آسيا الوسطى ليقدم للقارئ معلومات هامة جداً وقيمة حول الإستراتيجية الأميركية في العالم، فكان الكتاب وثيقة هامة أحوج ما نكون لها في مكتبتنا العربية. |
|