تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الإعلام غاضب على اسرائيل

لوفيعارو
ترجمة
الأثنين 19-1-2009م
ترجمة مها محفوض محمد

الإستراتيجية التي تتعامل بها إسرائيل مع وسائل الإعلام في غزة سوف تنقلب عليها تحت هذا العنوان كتب مراسل صحيفة الـ «فيغارو،، في القدس يقول:

لقد أصبحت غزة أكثر ساحات المعارك غموضاً حيث أغلقت في وجه وسائل الإعلام وخاصة الصحافة الأجنبية التي منعت من الاقتراب من مسرح العمليات وهذا ما يفخر به الإسرائيليون الذين يعتقدون أن حساباتهم مدروسة بشكل ممتاز .. ذلك لأن العسكريين في إسرائيل ساد لديهم الاعتقاد خاصة بعد حرب لبنان بأن إسرائيل تخسر حروبها بسبب التغطية الإعلامية وقد عزوا فشلهم في جنوب لبنان عام 2006 إلى المراسلين الذين كانوا يغطون العمليات بشكل مباشر ويظن أنهم في تقاريرهم خدموا حزب الله كما يدعي الإسرائيليون ، أما الحكومة الإسرائيلية فهي تغضب لأي تعليق أو نقد من الخارج وهي اليوم تبدي ارتياحاً كاملاً لغياب الصحافة الأجنبية عن التغطية الإعلامية لكنها تدعو المراسلين الأجانب فقط لتغطية وجهة النظر الإسرائيلية وخاصة الإزعاج الذي لحق بالمناطق القريبة من غزة إثر قذائف حماس عليها ولاتسمح لهم بالكلام عما تفعله القوات الإسرائيلية كما كانت تسمح بالماضي كأيام مذبحة قانا في جنوب لبنان عام 1996 كذلك في حرب تموز عام 2006 حيث تبين للحكومة الإسرائيلية أن التقارير أثارت التعاطف الدولي.‏

إذاً الأخبار والصور الوحيدة الآتية من غزة مصدرها من الصحفيين الفلسطينيين العاملين في وسائل الإعلام المحلية والعالمية أو من قنوات التلفزيونات العربية، وإسرائيل لا تأبه لذلك لكن هذا الموقف الذي يريح إسرائيل سوف ينقلب عليها وبعكس ما يتصور الإسرائيليون الحروب لا تخسر بسبب الإعلام أي لم يكن الإعلام سبباً في خسارة الحروب يوماً وعندما يخسر العسكريون الحرب فبالأصل هي حروب خاسرة، ولو كان لدى الإسرائيليين انتصارات لصوّروها، أما الصحفيون الفلسطينيون الذين في معظمهم مهنيون شجعان وأكفاء فمن حقهم أن يكونوا منحازين إلى معسكرهم في الصراع لأنهم يسكنون ويعيشون في غزة، وما حدث في عام 2002 في مخيم جنين برهن بشكل واضح ما يمكن أن ينتج عن هذه الرقابة العسكرية للإعلام ووقتئذ منعت السلطات الإسرائيلية كل المراسلين الأجانب من الدخول إلى الضفة الغربية عندما كان الجيش الإسرائيلي يشن معارك عنيفة ضد المقاومين الفلسطينيين في الداخل ، وكانت الأخبار الوحيدة تأتي من مصادر فلسطينية وتتحدث عن المجزرة المرتكبة داخل المخيم حينها، ولم يكن هناك أي مصادر أخرى محايدة قادرة على الإدلاء بشهاداتها عما يحصل وعلى عكس ما هو شائع لدى العسكريين عندما تغلق مناطق العمليات العسكرية بوجه وسائل الإعلام يعني ذلك أن الخسارة أكبر بكثير من الربح، ولم يكن القصف الإسرائيلي للمحطات الإعلامية إلا بهدف إبعاد وسائل الإعلام، يجب أن يعلم المسؤولون الإسرائيليون أن وسائل الإعلام تلعب اليوم دوراً كبيراً خلال المعارك وقد تعادل أهمية المعركة ذاتها وسوف تعلم إسرائيل لاحقاً أن قرارها الناتج عن نظرتها المحدودة وإبعادها وسائل الإعلام سوف يكلفها الكثير في المستقبل.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية