|
الغارديان وقد رسمت مجموعات فلسطينية متآلفة خلال تموز 2005 مخططات لتحقيق الهدف المذكور تدعو فيها أصحاب الضمير الإنساني حول العالم لفرض مقاطعة على «إسرائيل» وإطلاق مبادرات عدة لمناهضة سياساتها الشبيهة بتلك التي تم تنفيذها في مناطق الأبارتيد الجنوب إفريقية. فبعد مرور أكثر من (15) يوماً على الاجتياح العسكري الذي شنته «إسرائيل» على غزة أرسل أكثر من 500 إسرائيلي من بينهم عشرات الفنانين البارزين وأساتذة الجامعات رسالة إلى الهيئات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة لدى «الدولة العبرية» تتضمن مطالبهم المتمثلة في تبني حكومات تلك الهيئات إجراءات لمحاصرة «إسرائيل» وفرض عقوبات مباشرة عليها وأجرت رسالة التنديد تلك مقارنة بين نضال الفلسطينيين ضد المحتل وبين كفاح الزنوج المناوىء للأبارتيد (التمييز العنصري)، فقد عمل الإسرائيليون على تصعيد ممارساتهم العنصرية ضد الفلسطينيين منذ عام 2006 بشكل مطرد مع عمليات توسيعهم للمستوطنات اليهودية وشنوا حرباً على لبنان كما فرضت القوات الإسرائيلية عقاباً جماعياً على أهالي غزة من خلال إقامتها الحواجز التي تحول دون تزود سكان الاقطاع بالمؤونة والدواء والوقود ورغم هذا التصعيد لم تواجه «إسرائيل» إجراءات تعاقب عليها وتردعها لا بل حدث عكس ذلك إذ تجاوزت قيمة الأسلحة والمساعدات العسكرية التي تقدمها سنوياً الولايات المتحدة «لإسرائيل» ثلاثة بلايين دولار، كذلك شهدت علاقات تلك الأخيرة على الصعد التجارية والثقافية والاقتصادية مع العديد من الدول المناصرة لسياساتها تطوراً كبيراً في الآونة الأخيرة، ففي عام ٢٠07 على سبيل المثال احتلت «إسرائيل» المرتبة الأولى في قائمة الدول التي توقع على اتفاقية التجارة الحرة كما ارتفع خلال الأشهر التسعة الأولى من عام ٢0٠8 حجم الصادرات الإسرائيلية إلى كندا بنسبة 45٪، كذلك الأمر بالنسبة للاتفاق الجديد المبرم بين كل من الاتحاد الأوروبي و«إسرائيل» أواخر العام الماضي ويهدف إلى مضاعفة صادراتها من الأغذية المعالجة صناعياً لدول الاتحاد. وفي كانون الأول الماضي حدّث وزراء الاتحاد اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية لتشكل مكافأة لتلك الأخيرة وانطلاقاً من تلك المعطيات شن قادة الحرب في «إسرائيل» هجوماً على غزة وهم على ثقة أنهم لن يتعرضوا لإزعاجات تذكر ولن يواجهوا خسائر مادية، أما آن الآوان لأن يتوقف المجتمع الدولي عن مساعدة «إسرائيل»؟ وقد صرح «روفي كاسرل» وهو سياسي بارز معروف في جنوب إفريقيا قائلاً: «إن ما شاهدته من ممارسات للتمييز العنصري في كل من الضفة الغربية وغزة لهو أبشع صورة بالمقارنة مع نظيراتها التي عرفتها في جنوب إفريقيا وقد جاء هذا التصريح عام 2007 أي قبل أن تعلن «إسرائيل» مؤخراً شنها الحرب الشاملة على غزة ويشبهها المراقبون بسجن مفتوح أو معتقل الهواء الطلق. فمتى سيتم تفعيل آلية مقاطعة «إسرائيل» واللجوء إلى عصا العقوبات تجاهها؟ |
|