تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


عشقها طهر كوضح الرصاص

رسم بالكلمات
الأثنين 19-1-2009م
سليمان محمود نحيلي

(آخر ما كتبه غزّاوي على جدار العروبة قبل استشهاده)

لأن الفضاء صغير عليّ‏

هبطت‏

لأني كما خبرّ السّامرون‏

تضيق الورود بعطري‏

ذبلت‏

لأن البلاد تضنّ عليّ بخبر الصغار‏

وقد جرجرتني بدرب الضياع‏

وقد روّعتني بذلٍ السؤال‏

بكيت‏

انفجرت‏

كفرت‏

بكلّ السلاطين‏

كلّ العروش‏

وكلّ القوانين‏

رميت الأماني ببئر السراب‏

دفنت الشموع بجوف الظلام‏

وفصلاً من الزهر‏

فصلاً من الحب‏

ماء المنافي.. رويت‏

فخبّر وصاة الزمان‏

وخبر ملوك البنوك..‏

«بأنّ الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها»‏

وأن نهور البلاد وليست تصاريف طقسٍ وربحٍٍٍ‏

تجفّ.. تموت‏

وأن الجياع‏

وأن الحفاة الثكالى العراة بشعبي‏

تزيد.. تزيد.. تزيد‏

وأن الفساد جراد بأرضي‏

يعيث خراباً.. يبيد‏

وأن جيوش البلاد العديدة‏

حُماة عروش عتية..‏

عتيدة‏

فخبر ملوك الطوائف‏

أن جهنم تغلي بأحداقنا‏

وأن رؤوساً‏

وأن عروشاً‏

وأن قصوراً‏

وأن حدوداً‏

ستمسي لدينا.. وقوداً‏

لأن الجميلة تبكي دماءً‏

بسجن اللئام‏

حديد القيود تآكل في معصميها‏

تآكل في معصميها الحديد‏

لأن الدروب‏

لأن القلوب إليك تحج‏

وفي راحتيك.. تصلي الورود‏

يقوم الشهيد.. الشهيد‏

لأنك شمس‏

وعشقك طهر كوضح الرّصاص‏

وكلّ هوى دون لحظك رجسٌ‏

رياءٌ‏

وعود‏

لأن الكلام بشرع الطّغاة حرامٌ علينا‏

حرام بشرع الشّعوب السّكوت‏

أنا لا أبالي‏

أنا لا أبالي فإمّا أموت‏

وإما أموت..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية