|
حـــدث وتعــليـق ورغم حجم الدمار الهائل الذي تركته آلة الحرب البربرية في غزة، لكنها لم تنجح حتى عسكريا في تحقيق أي اختراق لموقف المقاومة، وظلت قوات الاحتلال وآلياته خارج التجمعات السكانية الرئيسية ،بينما كان المقاومون هم الذين يبادرون الى مهاجمة جنود الاحتلال في مواقعهم على اطراف المدن . والاهم أن هذه الحرب رغم همجيتها، لم تغير شيئا في المعادلة القائمة قبل الحرب بين المقاومة واسرائيل. بل على العكس اعطت زخما جديدا لثقافة المقاومة داخل فلسطين وخارجها، ولم تعد كلمة مقاومة مثار شبهة ، بل مصدر اعتزاز بعد ان ثبت أنها الوسيلة الوحيدة التي تصلح لمخاطبة عدو لا يقيم وزنا لأي اعتبار آخر. وقد رأينا كيف تجاهل هذا العدو قرار مجلس الامن وكل النداءات الدولية لوقف الحرب، بل أهمل وتعمد اهانة دور بعض الاطراف التي حاولت التوسط لوقف العدوان. ان هذه الحرب التي شكلت امتحانا اخلاقيا جديدا رسبت به الحكومات الغربية، أوضحت حجم التعاطف العالمي مع قضية فلسطين وحجم البغض لاسرائيل حتى ان دولا وشعوبا بعيدة كانت لها مواقف أكثر جرأة وأكثر أخلاقية من الغرب ومن بعض العرب بكل أسف . ان صمود غزة هو مدعاة للعرب، كل العرب، ان يستخلصوا العبر وأن يعيدوا الاعتبار لخيار المقاومة، بكل أشكالها ودرجاتها، باعتباره خيارا شديد الواقعية ، وحاجة أساسية للتخاطب مع عدو ثبت لهم مرات ومرات أنه لا يستجيب الا لمنطق القوة والضغط . |
|