تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


الناب الأزرق الدنماركي .. البلوتوث يهدد العالم

استراحة
الجمعة 23/3/2007
محمد قاسم الخليل

بات معروفا لدى كل من يحمل هاتفا محمولا بأن تقنية البلوتوث تستخدم في كثير من الأحيان بشكل غير أخلاقي

وطبعا ليس العيب في التقنية عندما تستخدم بشكل سيىء بل في الأيدي التي توظف هذه التقنية في أعمال تسبب الأذى للآخرين وتعتدي على حريتهم الشخصية أو تتجسس عليهم بطريقة خفية, كما تقتحم الهاتف المحمول ببيانات أو صور تتنافى مع الذوق العام.‏

وانتشرت الاعتداءات بواسطة الهاتف المحمول في كل أنحاء العالم, وجرت حوادث كثيرة في المجتمعات العربية المحافظة ونشرت صحف الخليج الكثير منها, وكان من ضحاياها فتيات وقعن فريسة بين أيدي الذئاب البشرية, فقامت مجموعة من الشباب بالاعتداء على فتاة وتصويرها بالهاتف الجوال, ثم تتعرض الفتاة للتهديد, ويقوم هؤلاء بإرسال الصور إلى هواتف الآخرين, وظهرت أمثال هذه الحوادث في المسلسلات العربية, وفي كثير من الأحيان يجلس أحدهم مستمتعا في مكان عام وفجأة تهجم الصور ومقاطع الفيديو الإباحية على هاتفه.‏

وربما يسأل سائل ما هو أصل تسمية البلوتوث وماذا تعني, وفي الجواب نقول : تعني كلمة Bluetooth الناب الأزرق, وهي منسوبة إلى الملك هيرالد بلوتوث موحد الدانمارك والنرويج تولى الحكم بين عامي 910 و 940 م, وقد سميت باسمه لأن أغلب الشركات المبتكرة لتقنية البلوتوث من الدول الاسكندنافية مثل فنلندا والسويد.‏

وتمكن هذه التقنية مستخدميها من ربط الأجهزة الالكترونية مع بعضها البعض عن طريق موجات الراديو بدلا من الأسلاك ليرسل ويستقبل عبرها الصور ولقطات الفيديو والرسائل.‏

و المشكلة أنه تم اختراع هذه التقنية كوسيلة للاحتفاظ بملفات أو ذكريات سعيدة, لكن الأيدي والعقول الهدامة وظفتها في أعمال عدوانية, فأصبحت مصدرا للقلق, لأنها في كثير من الأحيان تستخدم في الفضائح وكشف الأسرار, وللفنانين نصيب وافر من فضائح أفلام البلوتوث ومعظمها مركب وغير حقيقي, ولا تقتصر مخاطر هذه التقنية على تبادل الصور ولقطات الفيديو لكن هناك ما هو أخطر إذ يتم استخدامها في التجسس واقتحام الحياة الخاصة.‏

و قد نجح الألماني (داغو بيرت) المختص في الحماية المعلوماتية في إلقاء الضوء على الثغرات الأمنية لتقنية البلوتوث المستخدم في الهواتف الجوالة, واستطاع من خلال جهازه المحمول التنصت على مكالمات كبار السياسيين الألمان مستخدما دراجة وحاسوبا صغيرا, وأخذ يجوب في الدائرة الحكومية حيث البرلمان, وعندما تتوقف سيارات سوداء فاخرة يقف بيرت على متن دراجته على بضعة أمتار بالقرب من هذه السيارات ويقوم بمسح الكتروني بمساعدة حاسوب صغير مخبأ في حقيبة الظهر بحثا عن أرقام هواتف شخصيات سياسية والحرس الأمني المرافق لهم, ولا تستغرق مدة التجسس على الهواتف أكثر من خمس عشرة ثانية.‏

وبعد هذه التجربة جرت محاولات في البرلمان الألماني لإصدار تشريع يمنع إدخال الهواتف الجوالة المزودة بتقنية البلوتوث إلى المباني الحكومية.‏

واتخذ البرلمان الانكليزي إجراءات تقضي بمنع استعمال هذه الأجهزة في مبنى البرلمان, كما اشترطت حكومة كوريا الجنوبية على الشركات أن يصدر الجهاز المزود بكاميرا صوتا عاليا عند التقاط الصورة, وامتدت المخاوف إلى الشركات فمنعت شركة تويوتا المنتجة للسيارات ضيوفها وزائريها من حمل الهواتف ذات الكاميرات داخل مقر الشركة.‏

ولم تقتصر الفيروسات على التنقل بين الصفحات الالكترونية في عالم الانترنت بل تكاثرت لتخرج من أجهزة الحاسب إلى الهاتف الجوال لتنتشر عن طريق تقنية البلوتوث وتقوم بمسح الملفات المخزنة على الهاتف او تصيب أوامره بالشلل.‏

وقد قامت مجموعة من القراصنة أطلقوا على أنفسهم جماعة فليكسي بعرض بندقية صممت لاختراق البلوتوث وأطلقوا عليها بلو سنبر, ويمكن لهذه البندقية استهداف أي هاتف محمول على بعد ميل ونصف وسرقة البيانات الموجودة على هاتف الضحية وإجراء اتصالات على الهواتف الأخرى دون أن يشعر صاحب الجهاز, وقد نجحت تجربة أجريت في مدينة لاس فيجاس الأمريكية وتمكن أحدهم من جمع دفتر العناوين من ثلاثمائة هاتف محمول.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية