|
استراحة كما تمتد جذوره إلى اليونان والصين ويقال أنه تسمية تركية معناها العين السوداء وكان هذا المسرح منتشراً في تركيا خلال الحكم العثماني ثم انتقل إلى البلاد الخاضعة لحكمهم ويعتبر كتاب الكراكوز لمؤلفة لوبيس روشل وكتاب المسرح الإغريقي في روح مسرح خيال الظل لجوليو كاريمي من أهم الكتب التاريخية والتراثية حتى يومنا هذا. يصنف هذا الفن ضمن أسلوب الفن الساخر, وكان له اقبال كبير باعتباره متنفساً للناس, فتجري على ألسنة شخصياته انتقادات مموهة للتقاليد البالية والفساد الاجتماعي بشكل رمزي مستتر,والكراكوزاتي ناقد شعبي يقوم باسقاط ما يجري على ألسنة الناس بمختلف مستوياتهم ويرويها بطريقته الخاصة مازجاً إياها بالهزل والمبالغة. ويجب أن يتمتع بصفات نادرة كالظرف وسرعة البديهة والقدرة على تغيير صوته ولهجته حسب ما يتطلبه نوع الشخصيات الموجودة, غير أن ابتذال بعض النصوص والإسفاف فيها جعل الإقبال عليه يتضاءل وصار الآباء يمنعون أولادهم من دخول صالاتها بسبب لا أخلاقية الألفاظ المستخدمة ووصلت إلى نهايتها بعد انتشار السينما والمسرح الجاد. يعتبر كراكوز وعيواظ أهم شخصيات مسرح الكراكوز وهما شخصيتان متناقضتان وفي حال خصومة مرحة, فيمثل كراكوز الإنسان البسيط الطيب النزق الذي يصدق كل ما يقال له, وعواظ هو الشخص الخبيث المتفاضح الذي يستغل صديقه وسرعة انفعاله لينصب له المقالب ويوقعه بالمشكلات, وهناك شخصية المدلل وكرش وهو حمار يتكلم وأسماء أخرى تبعث على الضحك كقشقو وبظاظو وشم قرين وأم قاووق. هذا و يستعين الكراكوزي بقطعة من الخشب يحرك بها أقسام الجسم بخفة وبسرعة ويضع خلف الرسوم شمعة مضاءة من أجل ظهور شخصياته على الشاشة وأسلوبه قريب من القصاص الشعبي حيث ينهي عرضه بعقدة يترك نهايتها غامضة ويستكملها في اليوم التالي لتشويق المتفرجين وقدومهم إلى مسرحه ومن أشهر لاعبي الكراكوز الفنان محمد حبيب. ودمشق كانت معروفة بمقاهيها قبل الانتداب كمقهى الحكواتي ومقهى الكراكوز والمصارعة والسيف والترس والرقص وأهم الكتب العربية في هذا الفن الكراكوز لمؤلفه الليبي خليفة الفاخري وهو كتاب مثير للتأمل والضحك وأيضاً الاشمئزاز من خلال الصور التي قدمها خصوصاً فيما يتعلق بخلف الأبواب المغلقة على الحريم والجواري في قصور السلاطين. |
|