|
دين ودنيا وجعلها خاصته من بلاده, وجعل أهلها خاصته من عباده, كما ورد في الحديث القدسي (( يا شام أنتي خاصتي من بلادي, وقد سقت إليك خاصتي من عبادي )) ولهذا الدور خصوصية تنبع من كونه يأتي بظروف هي الأشد في قساوتها حيث تتداعى قوى الشر والبغي لتنال من قدسية بلدنا ووحدة أرضه وشعبه, وتزعزع أمنه واستقراره. من هذا المنطلق وهذه الخصوصية لهذا الدور فإن عضوية مجلس الشعب يجب أن لا تكون مجرد وظيفة وجاهة وتشريف, بل يجب أن تكون أمانة وتكليفاً ومسؤولية. والأمانة أشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال وأبين أن يحملنها وحملها الإنسان على ضعفه وجهله بحجم هذه الأمانة, قال الله تعالى: ( إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً ). وما يميز أمانة عضوية مجلس الشعب أنها أمانة مشتركة بين الناخبين والمُنتخبين والمسؤولين. فأمانة المسؤولين تتمثل في جعل هذه الانتخابات شفافة وواقعية مراعاة لمصلحة الوطن التي ينبغي أن توضع فوق كل اعتياد ولا يتحقق ذلك إلا بالوحدة الوطنية القائمة على المحبة والإيثار والعفة, بذلك نستطيع أن نحافظ على سورية سداً منيعاً في وجه كل من يريد بها سوءاً وشراً. وأمانة الناخب تتمثل في حسن اختياره لمن يمثله علماً وعملاً وسلوكاً, فوضع هذه المعايير في الاعتبار من قبل الناخب هو إبراز لذمته أمام الله والناس والتاريخ ,وتجاهلها هو بيع النفس للهوى وأمانة المنتخب تتمثل في النظر بدقة وإمعان في حجم ما سيعهد إليه, فليس الذي يسير في الطريق المنير وكل ما حوله من أفراد يثق به ويتجاوب معه بصدق ويشاركه المسؤولية ومتعاونا معه على البر والتقوى , البر بهذا الوطن والتقوى بعمله, كالذي يسير في الطريق المظلم وكل ما حوله من خلق الله يعاديه ويصادمه. من هنا كان لزاما على كل مرشح أن يتقي الله في هذا الوطن ويخلص النية في توجهه ,وأن يحرص على شراء الناخب بأخلاقه وعمله وسلوكه لابماله, فهي غنم إن أخلص وأحسن, وغمٌّ وندامة إن أساء. وبذلك على المواطن أن يتق الله في صوته فلا يبيعه بثمن بخس ليرات معدودة عندها سيكون كمن يحتطب بليل مظلم قد يحمل أفعى لا يدري متى وأين تلدغه. فأسأل الله تعالى أن يسدد أقوالنا وأفعالنا لما فيه خير هذا البلد ورئيسه وشعبه وعلى الله قصد السبيل. كلية الشريعة - جامعة دمشق |
|