|
عن الفيغارو وانتاجه المشترك من خلال تعاون ثلاثة متاحف أوروبية للعلوم الطبيعية وهي (بروكسل,لندن وباريس).تبدو جميع الطيور مهمة ومثيرة في حالة الإغراء, فطيور الضريس أو الطنّان تنقض بسرعة تصل إلى 150 كم /ساعة , ويفرد الطاووس ذيله, بينما تغني كل من طيور اليمام والقبّرة أو العندليب, وترقص النعامة, في حين يقلّد طير القيثارة كل أنواع الأصوات.. من رنين الهاتف وانذار السيارة أو الالة المقطعة, ويباعد ويطوي طائر الفردوس جناحيه بقوة , هل يكون ذلك وعداً بأن تتسلق أنثاه إلى أوراق الشجر? كلا, لأن المتعة لدى الحيوانات لم يبرهن عليها سوى عند ال (Bonbos). إذا تبخترت الحيوانات الذكور في مشيتها , فهي طريقة للتعبير للأنثى بأنها أكثر نشاطاً من منافسيها, وستعطيها ذرية أكثر جمالاً, ثمة مبدآن يتحكمان بعالم الحيوان (نزاهة الإشارات والإعاقة) إنّ جرّ الطاووس لذيله خير مثال على ذلك, فلكي تكون الإشارات مناسبة يجب أن تمثل إعاقة, وإذا تحمل الحيوان تلك الإعاقة فهذا يدل على أنه بصحة جيدة. عند الطيور تعتبر الإشارة اللونية معياراً جيداً للاختيار, ويستخدم الكارو تينوئيد (الصباغ البرتقالي الأحمر) الذي هو أصل الألوان في عمل نظام المناعة, وفي حال كونه سليماً يضمن نسلاً جيداً. تستعمل طيور البرقش الأميركية والشحرور والقرقب لون المنقار للتعرّف على الذكر الجيد. يشير الباحث مارك تيري الذي شارك بالمتابعة العلمية للمتحف إلى أن (نوعاً قريباً من طائر الفردوس يسمى طائر الساتان يبقى الأثر إثارة عند الإغواء, إذ تختار أنثى هذا الطائر شريكها (وفق ما يقوم به) بالرغم من حجمه الصغير, فيمكن له أن يبني كوخاً حقيقياً على الأرض ويزينه بأشياء زرقاء لأن هذا اللون نادر في الطبيعة . لاتغيّر طيور المانكان ذات اللحية البيضاء ريشها في فترة الإغواء , وتستخدم الضوء في الغابة في بواكير الصباح وعند مغيب الشمس, فتمنحه الإضاءة منيرة في الظهور, وليست الطيور وحدها التي تغري بالألوان إنما يتميز بذلك أيضاً الأخطبوط والحبّارة.كما تلجأ حيوانات أخرى إلى وسائل مختلفة للإغراء فتفرز قزية التوت هرمون فروز (مواد كيميائية طيارة) قابلة للكشف على مسافة 10 كم, وينشر حلزون بورغون ذي الرائحة على شريكته. والإغراء موجود في كل مكان في الطبيعة, وتثير الاهتزازات عند العنكبوت على شبكته أو في الماء عند بعض الأسماك,, هذه الاهتزازات الصادرة هي إشارات صوتية لأسماك الأعماق, إذ يمكن لنوع منها يسمى (الحفش الروسي) الاتصال على مسافة طويلة عبر أصوات فوقية, كما الحيتان والخفافيش على الأرض.ويمكن للحب أيضاً أن يتكشف عنه انحراف, فقد يلتهم خفاش ما ذكر ضفدع عند أدائه غناء الحبّ. كذلك يقلّد عنكبوت هرمون فروز فراشة الليل ليأكلها, ويستخدم نوع من القطرب شيفرة أنثى أخرى له لتأكل ذكرها, وتحاكي حشرة صغيرة السن تعيش على قنص من سمك الماء العذب أنثاها لكي تفاجئها بشكل جيد. المثال الأكثر تطوراً, يبقى زهرة الأوركيد (السحلبية) التي تقلد هرمونات فروز النحلة وبشكلها, فهل بالإمكان مقاربة شيء من سلوكيات هذه الحيوانات إلى الانسان? ربما!! |
|