تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المطلوب.. طحين!!

أروقة محلية
الأربعاء 28-3-2012
عبير ونوس

لا يكفي أن ننشد للوطن كي نكون عشاقاً له، وأن نحمل رايته لنكون بارين به، ولا أن نتصيد هفوات هنا وهنات هناك لنصبح دعاة إصلاح وبناء..

بل علينا أن نكون فاعلين كي لا نصنف مدعين وما أكثرهم في هذه الأيام والظروف.. فهم من يجيدون استغلالها، ويتلونون حسب ما تقتضيه الحاجة.‏

فمن يتلطى بعطلة نهاية الأسبوع لقطع أشجار كانت علامةً فارقةً لربوة دمشق ومقصداً لعشاقها لا يمكن أن يكون دمشقي الهوى سوري الهوية... ومن يتاجر بقوت الآخرين واحتياجاتهم لا يمكن أن يكون بريء الذمة ولا يقبل من المال إلا حلاله... ومن ألحق أرصفة المدينة بمتجره وأحال ما تيسر من شوارعها إلى محال متنقلة لن يقنعنا بأنه يقتات من عرق جبينه حتى ولو استظل بعلم الوطن وهو ما يزيد الأسى في قلب كل شريف عاجز عن ردع هؤلاء المدعين المنتشرين كالفطر السام في كل حي ومهنة ومؤسسة.‏

وربما أخطر كل من سبق أولئك الذين نأتمنهم على تربية أبنائنا لغرس الفضائل والمحبة في نفوسهم، والتاريخ المشرق لحضارة بلادنا ورموزنا في ذاكرتهم لتكون النتيجة خيانة البعض لقدسية عمل بناة الأجيال بزرع أفكار، وتشويه حقائق، وتفسير وقائع حسب أهوائهم متناسين بل ربما مستغلين حقيقة أن العلم في الصغر كالنقش في الحجر.‏

فلنصحوا جميعاً، وليدرك كل منا مسؤوليته ولاسيما أصحاب الشأن في مواقع القرار المطلوب منهم أن يكونوا أكثر حزماً وحسماً في التعاطي مع كل تجاوز وخطأ مهما صغر شأنه بدءاً من احتلال الأرصفة وليس انتهاء بالعبث في عقول أطفالنا وفتيتنا ممن استباح البعض طفولتهم وبراءتهم ليحرفوا اهتماماتهم وطاقاتهم باتجاهات لا تخدم في النهاية إلا من يتربص بالوطن شراً.‏

ولنعي بأن الوفاء للوطن ليس أغنية ننشدها، ولا رايةً نحملها، ولا أهزوجة نرددها... بل فكراً بناء ننشره، وسلوكاً قويماً ننتهجه، وعملاً منتجاً نتقنه، وخلقاً كريماً نتمثله.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية