تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


بمشاركة رسمية وشعبية ودينية واسعة.. تشييع الشيخ الهجري إلى مثواه الاخير في السويداء... حسون: حمل راية التوحيد فكراً ومعنى.. ونادى بالوحدة الوطنية

السويداء
الصفحة الأولى
الأربعاء 28-3-2012
منهال الشوفي - رفيق الكفيري - عصام الأعور

في موكب رسمي وشعبي وديني مهيب شيع الآلاف من أبناء الوطن أمس في مدينة السويداء جثمان الشيخ أحمد سلمان الهجري شيخ العقل الاول لطائفة المسلمين الموحدين في سورية والذي توفي السبت الماضي اثر حادث سير أليم على طريق عام مردك - شهبا القديم.

وألقى سماحة الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية كلمة خاطب فيها ابناء الوطن وأبناء جبل العرب الاشم أبناء من أثبتوا حبهم لله والوطن وقال ان الراية التي حملها الراحل هي راية التوحيد فكراً ومعنى راية توحيد الأمة في قلوبها وتوحيد الأمة بفكرها وتوحيد الأمة في رسالتها ها هو يسلم الراية لمن يحملها من أسرته لأخيه لنقول للتاريخ لا يستشهد منا رجل إلا ويسلم الراية لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.‏

واضاف حسون لقد رحلت ايها الشيخ العظيم في لحظة تحتاجك فيها سورية حيث يسعى اعداؤها لتقسيمها ونحن نريدها أرضا واحدة بذل أجدادنا فيها دماءهم واليوم نحن نبذل دماءنا لتبقى نموذجا للعالم العربي والاسلامي والانساني داعيا دول العالم إلى مشاهدة الوحدة الوطنية التي تجمع كل ابناء سورية والذين عبروا عن اخوتهم ووحدتهم ولحمتهم وحبهم لبعضهم بعضاً في محافظة السويداء اليوم.‏

وخاطب حسون الراحل الهجري قائلا أيها الراحل الحبيب جئنا لنعزي أنفسنا باستشهادك لانك أبيت أن تموت على فراشك انما خرجت لتخدم أهلك ووطنك وأبناءك واذا بالحق يختارك وأنت تعمل في خدمة الانسان التي فيها رضوان الله عز وجل مبينا ان سورية ستبقى تمثل الامة العربية بأبنائها وتوحد العقائد برسالتها الخالدة. وتوجه المفتي حسون إلى اهل الفقيد في سورية ولبنان وفلسطين وبلاد المهجر بالعزاء قائلا لا تخافوا على عقائدكم ولا على دينكم فسورية هي مهد السماء في النور والايمان.‏

ودعا المفتي العام للجمهورية كل من يحمل سلاحا لدمار بلده ان يكف عن ذلك ويعود إلى جادة الحق والصواب إلى امه الطيبة سورية التي باركها الله وحماها مبينا ان قلوب السوريين مفتوحة للجميع وليس من عاداتهم الطعن في ظهر احد.‏

كما دعا الدول العربية والاسلامية التي تدعم الارهاب والقتل في سورية ان تعود عن تنفيذ مخططات اعداء الامة الرامية إلى تدمير سورية لان الله تكفل برعايتها مستشهدا بحديث النبي محمد عليه الصلاة والسلام لا تزال ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها على الشام.‏

وقال حسون نم قرير العين أيها الشيخ الراحل وستبقى محافظة السويداء وأبناؤها في سويداء قلب سورية فكما كنت تحب أن تكون رمزا للوطن وها هي جنازتك رمز للوطن من كل أبنائه الذين جاؤوا ليقولوا لك لقد غرست في القلوب آثارا فالمال والملك يفنى ولكن العلم والايمان والحب لا يفنى أبدا.‏

وتوجه المفتي حسون بالدعاء لله ان يرحم الفقيد وان يعوض سورية خيرا في مصابها وان يجعل فيها من يحمل الرسالة ليقود الامة إلى توحيد كلمتها وفكرها ورسالتها.‏

الشيخ الحناوي: تميز بحسن المناقب وجلائل الأعمال‏

كما ألقى الشيخ حمود الحناوي شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين كلمة قال فيها: نودع اليوم ركنا من اركان التقى وعلما من أعلام التوحيد والعرفان واليقين سماحة الشيخ المرحوم أحمد سلمان الهجري شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين سليل الأطهار والمشايخ الأبرار.‏

مضيفا: لقد عرفنا الشيخ الجليل بحسن المناقب وجلائل الأعمال وفضائل الأخلاق وعايشناه بصدقه وقوة يقينه فكان خير جليس ونعم أنيس وإن أهل الهبة والعفاف في درجات اعتصامهم يأخذون بالعروة الوثقى ويتمسكون بحبل الله المتين فهنيئاً لمن أحسن عبوره وصلحت أموره، وان الفقيد الشيخ الجليل يثير في قلبي الوجيع الهمة وهو يحث الخطا ساعياً للخير قائماً بالواجبات على كافة الصعد الدينية والوطنية والاجتماعية ووجه الشيخ الحناوي الشكر الجزيل للسيد الرئيس بشار الأسد على مواساته بهذا المصاب الجلل ولكل من شاركنا وواسانا في مصابنا الجلل متمنياً الحياة الصالحة الآمنة لوطننا.‏

المطران إسبر: زاوج الحكمة بالمحبة‏

وألقى المطران سابا اسبر مطران حوران وجبل العرب والجولان للروم الأرثوذكس كلمة قال فيها: يستحضر شخص الشيخ أحمد عندي كلمة الانجيل المقدس: (طوبى للودعاء فإنهم يرثون الأرض) والأرض التي يرثها الودعاء، هي تلك التي بأمثال شيخنا تصير صورة عن الملكوت السماوي والشيخ الجليل تميز بسمتين خصوصيتين لقد زاوج الحكمة بالمحبة وكانت عنده رؤية عقلية متحننة سمحاً للمتألمين من ضيقات هذه الدنيا وشرورها والعقل عنده كان مستقراً في القلب وهذا ما يفسر قدرته على تقريب المتباعدين ومصالحة المتخاصمين وكان حديثه دائماً حول كيفية الحفاظ على وحدتنا الوطنية وسبل مساعدة الناس ليواجهوا المخطط الشرير الذي يتعرض له الوطن بكل شهامة وصلابة التي عرف بها أهل الجبل الأشم فالفقيد أتى من بيت عريق في هذه الروحانية الكبيرة المنفتحة على الخير وأعماله وما هذا بغريب عن بني معروف الذين اخذوا هذه التسمية بحق لكونهم جعلوا المعروف وأحكامه مسلكهم منذ نشأتهم.‏

جنود: شخصية وطنية بامتياز‏

وألقى السيد شبلي جنود أمين فرع حزب البعث في السويداء كلمة قال فيها ان الفقيد سماحة الشيخ الجليل أحمد سلمان الهجري واحد من الراحلين الكبار وأن الوطن يودع اليوم شيخاً فاضلاً ملأ قلبه الايمان وتقوى الخالق وانساناً نبيلاً متواضعا كريم النفس سامي الاخلاق وشخصية وطنية بامتياز فالهم الوطني كان شغله الشاغل وبخاصة خلال العام الماضي بعد أن توضحت خيوط المؤامرة الشرسة وغير المسبوقة التي يتعرض لها الوطن فقد كان يرى أعداء الوطن والمتعاملين معهم من الأعراب والمتآمرين الذين يستهدفون وحدة الوطن وأمنه واستقراره محذراً من الفتنة ودعياً لدفنها في مهدها ويذكر شباب الوطن بخطرها وآثارها المدمرة وبالشعار الذي رفعه الآباء والأجداد بقيادة المغفور له سلطان باشا الأطرش القائد العام للثورة السورية الكبرى «الدين لله والوطن للجميع».‏

وأكد جنود أن الفقيد الشيخ الجليل آمن بالحوار سبيلاً وحيداً للخلاص مما يعاني منه أبناء الوطن الواحد وأن القتل والاجرام والتخريب الذي تمارسه العصابات المسلحة والقوى الداعمة لها مدانة بكل الشرائع والأديان رافضاً التدخل الأجنبي في شؤؤن الوطن مؤمناً أن الاصلاح ضرورة وطنية وأنه كان مقتنعاً أن مسيرة الاصلاح التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد مستمرة بهدف بناء دولة ديمقراطية تعددية يمارس فيها المواطنون دورهم في بناء الوطن وتعزيز صموده والحفاظ على النهج الوطني والقومي والتمسك بالثوابت والحقوق.‏

ولفت جنود الى دور الفقيد المتميز في المجتمع من خلال رأب الصدع وحل المشكلات الاجتماعية والصلح الذي يوثق عراه يكتسب صفة الديمومة يساعده في ذلك إرثه من عمل السلف الصالح فهو سليل اسرة عريقة عرفت بالايمان والتقوى والزهد في متاع الحياة الدنيا وايثار الحياة الأبقى.‏

نجل الفقيد يتوجه بالشكر للمشاركين‏

وقد ألقى نجل الشيخ المرحوم أحمد الهجري كلمة آل الفقيد قال فيها ان الشيخ المرحوم عاش حياته مقتديا بالرسل الكرام أئمة الهدى ومصابيح الظلام ومهتديا بالصحابة الاطهار والسلف الاخيار جامعاً المؤمنين على بساط الحب الانساني النبيل و كان كالأولين سمواً والعارفين عرفاً وزهداً وتواضعاً واهتمام الشيخ المرحوم كان مميزا باهلنا واخواننا في الجولان الحبيب وفلسطين العربية مضيفا ان قيمنا التوحيدية وأصولنا المعروفية تحتم علينا أن نشكر الجميع لجميل عزائهم ونبل مشاعرهم ونخص بالشكر السيد الرئيس بشار الأسد حفظه الله الذي أحاط المرحوم بالتكريم والتقدير والحفاوة بحياته وخلال مرضه وأحاط عائلته برعايته الكريمة وطيب مواساته الصادقة في وفاته.‏

المشيعون: رحيله خسارة وطنية كبيرة‏

«الثورة » التقت عدداً من المشيعيين:‏

الشيخ محمد النمر إمام جامع علي بن أبي طالب قال: إن رحيل الشيخ أحمد الهجري هو خسارة فادحة للوطن بأكمله فالشيخ الجليل كان يدعو للمحبة والاخاء والصدق والوفاء وضد كل ما يحاك من مؤامرات ضد هذا الوطن وقد كان الشيخ المرحوم يجمع ولا يفرق وهو سليل بيت عريق بيت تقوى وصدق وأمانة.‏

الشيخ منجد أبو حسون قال: إن فقد الشيخ أحمد الهجري خسارة وطنية ودينية فهو علم من أعلام الورع والتقوى تحلى بالصفات والسجايا الحميدة والتواضع والكرم والمحبة يسعى دائماً الى الصلح ونشر الفضائل بين أبناء الوطن.‏

الشيخ أحمد شيخو- رئيس لجنة حماية الوطن قال: إن فقدان الشيخ الهجري هو خسارة وطنية كبيرة فقد كان شيخاً فاضلاً عرف بمواقفه الوطنية والاجتماعية والانسانية النبيلة منفتحاً على جميع الطوائف مجاهداً من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وضد كل من يضمر الشر للوطن.‏

الشيخ عبد الوهاب أبو فخر قال: لقد كان الشيخ الهجري تقياً نقياً كريماً خدوماً لكل الناس أدى دوره الاجتماعي والوطني والديني بكل أمانة واخلاص وان فقده خسارة كبيرة لجميع أبناء الوطن.‏

عصام الشعلان - مختار الجولان العربي السوري المحتل قال: إن الفقيد الراحل هو مرجعية روحية وطنية لاهالي الجولان العربي السوري المحتل كما هي مرجعيتهم إلى وطنهم الام سورية وقيادتها الحكيمة وان فقدان سماحة الشيخ المرحوم أحمد الهجري هو خسارة وطنية كبيرة.‏

الداعية الاسلامي الشيخ عبد الرحمن علي الضلع قال: إننا نقف في وسط مدينة السويداء ندعو بالرحمة الواسعة لمن فقدناه ونسأل الله ان يجعل قبره روضة من رياض الجنة فقد فقدنا عموداً فقرياً من الوطنية والإخاء والمحبة، نطلق رسالة في هذه اللحظات الى العالم ان هذه سورية بمآذنها ومساجدها وجوامعها وكنائسها وجامعاتها الوطنية التي توحدها وها هم أبناء التوحيد يرفعون أكفهم الى الله تعالى بأن يرحم فقيدنا وينصر بلدنا ويحفظ جيشنا وقائدنا.‏

وكانت مراسم التأبين بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بمشاركة ممثل السيد الرئيس بشار الأسد وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام وممثل السيد رئيس مجلس الوزراء وزير الأوقاف الدكتور محمد عبد الستار السيد وعدد من أعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المنهية وسفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في دمشق وحشود شعبية من سورية ولبنان.‏

وقد تم اختيار الشيخ حكمت الهجري شيخاً لطائفة الموحدين خلفاً لشقيقه الشيخ أحمد، والشيخ حكمت الهجري في العقد الخامس من عمره ويحمل اجازة في الحقوق.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية