|
طلبة وجامعات وخاصة عندما نجد أنفسنا في لحظة ما أننا لا نعرف ما نريد أو أين نحن، أو إلى أين يجب أن نتجه، أو ما الذي يدور حولنا، أو ما هو المفيد لنا لكي نتفاعل مع محيطنا ومجتمعنا، وأن نلقى الاستقرار في بيتنا وأسرتنا الصغيرة. إن مجرد طرح مثل هذه الأسئلة مفيد لنا، فهي تدفعنا نحو التفكير ملياً للبحث عن طرق وأفكار لتحسين واقعنا وإرضاء ذاتنا ومحيطنا الاجتماعي، وهذا مهم جداً. فنحن بشر نعيش في مجتمع، كبر هذا المجتمع أم صغر، ولسنا معزولين عن الآخرين ولا نعيش في جزيرة معزولة. إن ما يحركنا هي دوافعنا واحتياجاتنا الأساسية، وهذا بالتأكيد عامل مهم في تحفيزنا للبحث بطريقة آمنة وقانونية لتلبية تلك الاحتياجات البشرية. فالضروريات تجعل من كل منا يجتهد من أجل الحصول عليها، بالتعليم والعمل والترقي والبحث العلمي والعمل المهني أيضاً، لا فرق بين هذه الطرق إلا في الميول والاتجاهات التي تلبي رغباتنا بطرق شرعية. من المهم أولاً أن نعرف ماذا نريد من هذه الحياة لكي نحدد الهدف ونتجه لتحقيقه وأن نقصد السبل لتحقيقه والوصول إليه. حيث إننا لن نستطيع التحرك خطوة واحدة إلى الأمام دون وجود محرك وسبب لذلك فهذا السبب هو الدافع لننتقل من حالة الجمود إلى حالة الحركة والعمل والإنتاج، وهو ما يجعل لحياتنا معنى وطعماً. ما يحرك أحدنا بالتأكيد يختلف عما يحرك الآخر، هذا على وجه الخصوص أو بالمعنى الضيق لذلك. أما بالمعنى الأوسع والأشمل فإن هناك ما يحركنا جميعاً نحن البشر نحو الترقي والبناء المجتمعي، وهي دوافع عامة ومشتركة تفرضها علينا أساسيات الحياة والعيش في المجتمع الذي نحيا به، وما يوجه ذلك هو منظومة القيم التي يرتب أولوياتها المجتمع والقانون ويزودنا بها من أجل العمل والبناء والتنمية، وهذا واحد من أهم ما يجعلنا نعمل ونبتكر ونتقدم ونعيش حياتنا بطريقة سليمة. |
|