تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


معاً.. لن تذبل أكاليل غارهم..إعلاميون سوريون.. في الميدان وفاءً للشهداء وبناء سورية الغد

طلبة وجامعات
2012/3/28
شادية اسبر

سوريون تمسكوا بانتمائهم لسورية الوطن الكبير في زمن حاول أعداء الحضارة تشويه هذا الانتماء, وإيماناً بسورية الماضي والحاضر والمستقبل, وتجسيداً لهاجس رافقهم على مدى عام مضى قرروا أن يخطوا الخطوة الأولى على طريق العمل الفعلي كرمى للدماء السورية التي روت تراب الوطن الغالي.

ولدت الفكرة خلال جلسة حوار وعصف ذهني ضمت عدداً من الإعلاميين والمصورين الصحفيين في الوكالة العربية السورية للأنباء /سانا/ حيث خرجوا بمبادرة تطوعية وفاء لدماء الشهداء ومساهمة منهم في بناء سورية التي حلم بها شهداؤها ويحلم بها أحباؤهم.‏

وتحت اسم «معاً.. لن تذبل أكاليل غارهم» أطلق هؤلاء الإعلاميون مبادرتهم الهادفة إلى تقديم ما لديهم من معلومات في مجال مهنتهم من خلال ورشات عمل ميدانية تدريبية لمطلقي صفحات أحباء الشهداء على مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف المدن والقرى السورية لتكون محصلة عملهم الارتقاء بمحتوى الصفحات الالكترونية وتقديم مادة إعلامية نوعية مترافقة مع صورة احترافية.‏

من دمشق إلى طرطوس انطلق فريق العمل قاطعاً مئات الكيلومترات لتكون محطته الأولى ورشة عمل في ناحية جنينة رسلان بمنطقة الدريكيش استمرت لثلاثة أيام تفاعل خلالها الإعلاميون مع الشباب واليافعين من أبناء الناحية بالتعاون مع جمعية /أحباء الشهيد حيان ابراهيم/ الخيرية, وتضمنت الورشة جلسات حوارية تعليمية شملت التعريف بالأنواع الصحفية وركزت على الخبر الصحفي وقيمه الخبرية وطرق صياغته من خلال أسئلة وأجوبة تبادلية تفاعلية وتدريب عملي مفترشين الأرض في أحضان طبيعة رائعة أضافت قيمة جمالية للجلسة ومادة تعليمية تطبيقية عندما قام المشاركون بالتقاط صور متعددة من زوايا مختلفة أنتجت صورة نوعية من حيث الدقة والتركيز والكادر وما إلى ذلك من أبواب احترافية في مجال التصوير الضوئي لتكون الصور مع الأخبار المحررة بمثابة الجانب العملي لما تم شرحه نظرياً في جلسات الورشة.‏

واللافت في نتاج ورشة العمل تلك أن فوائدها لم تقتصر على ما اكتسبه المشاركون من معلومات ومواضيع جديدة إنما انعكس تأثيرها الايجابي على الفريق الإعلامي المبادر حيث عبر أعضاؤه عن اندهاشهم لقدرة الشباب واليافعين على تلقي المعلومات واختزانها وتوظيفها بسرعة وإتقان.‏

وحول أهداف المبادرة بين الإعلاميون المبادرون أن هدفهم الأساسي واضح من خلال الاسم وهو «معاً.. لن تذبل أكاليل غارهم» حيث تمثلت غايتهم في الحفاظ على أكاليل الغار التي تحتضن جثامين الشهداء كل يوم, لذا يجب أن نعمل يداً بيد لبناء سورية المستقبل النموذج ولأن الإعلام المضلل وظف بقوة في الهجمة العدوانية التي تتعرض لها سورية فعلينا أن نرد عليهم من خلال الإعلام بصورته النظيفة الواقعية الصادقة والموضوعية على لسان كل مواطن سوري في كل قرية ومنزل.‏

وعن الجانب الإنساني لعمل الورشة مع أهالي وأحباء الشهداء أكد أعضاء الفريق أنهم أمضوا لحظات في أعلى درجات الحس الإنساني ورسموا صوراً نبيلة من خلال جلسات أقيمت على هامش أعمال الورشة لما يقوم به أبناء المنطقة تقديراً ووفاء لتضحيات الشهداء وحفاظاً على اخضرار غارهم, واستمعوا إلى قصص حسية عالية عن حياة الشهداء وآمالهم وتقديسهم للوطن الذي قدموا أنفسهم قرابين على محرابه, والمميز في تلك القصص والتي حفرت عميقاً في الوجدان كانت رواية /أم سليمان/ المحطة الأخيرة التي استوقفت الفريق على طريق العودة وقدمت له سفرة إفطار وفنجان قهوة.‏

بهذا اختتم فريق الإعلاميين السوريين الشباب ورشة عملهم التطوعية عائدين إلى دمشق تحضيراً للخطوة القادمة مع أحباء شهيد سوري آخر مؤكدين استمرارهم بما بدؤوه قاطعين العهد على أنفسهم أن يعملوا مع أحباء الشهداء في كل قرية ومدينة ومنزل فاتحين الباب لكل متطوع يشترك معهم في الرؤية لنكون معاً استمراراً لصمود سورية ومساهمة في بناء شباب الغد السوري.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية