تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


سورية... الأم الوطن

طلبة وجامعات
2012/3/28
سمى الناعم

هل أهنئك بالعيد أم أعزيك بانقطاع الوريد.. كل عام ووطننا أم ، الأم الحضن الذي يدفئنا ويغمرنا بالحب بخير.. سوريتنا الثكلى بأبنائها وأمهاتها.. قد ربتنا على الحب والحنان..

لكنها ثكلت بأبناء قتلوا أخوتهم تحت عناوين ابتدعوها ليبرروا لأنفسهم ما فعله قابيل بأخيه هابيل.. لا تحزني يا أمي لأن شقيقي غادرك دون وداع فالمطر لا يستأذن الهطول.. جففي دموعك التي حفرت أخاديد على خدودك وشدي أزرك فكلنا أبناء هذه الأرض فارقنا أشقاء وأصدقاء شربنا الماء ذاته..‏

وأنعش رئاتنا الهواء ذاته.. تلك الأرض عفرنا ترابها وعلى مقاعد مدارسها لفظنا أبجديتنا الأولى تأتأنا بالحروف ونحن نحاول تركيب كلمة وطن وكبر فينا الوطن واحتضن أحلامنا وحلق بها معنا على أثير الفرح يسعد بكل خطوة خطوناها كأم تشاهد طفلها يحبو ثم يقف وترتعد مع سقوطه رغم يقينها بوقوفه من جديد.. وهانحن الآن نتشارك ووطننا الألم الذي يعتصر قلب أم تشاهد بأم العين أبناءها يختلفون ويقتتلون على إرث أكبر منهم مجتمعاً وليس عليهم تقسيمه واقتسامه بل التشارك في بنائه ليكبر بهم ويكبروا به كل حقل أخضر وكل معمل ينتج يقدم لهم الخير لكن الغريب الذي اجتاحهم وزين لهم الفرقة والشر فرقهم والوطن الأم يدعو أن تنقشع الغشاوة عن عيونهم ويعودوا إلى رشدهم ليدركوا أن الأم الوطن سورية أجمل وأكبر من كل مطمع وترجو أن يعم الحب ويغمر قلوبهم وتندمل جراحهم ويبنوا وطنهم بسواعد متضامنة متعاضدة وينالوا رضا أمهم الكريمة ويبروا بها كما أوصاهم الرب العظيم فلندعو ونعمل معا على مسح دمعة أمنا لأن على أرضها ما يستحق الحياة وهي أم البدايات وأم النهايات كل عام وأنت بخير يا أمي وأنت بخير يا وطني..‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية