تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


متفوقون رسبوا في اختبارات القبول بمدارس الباسل ..!!

مجتمع
الخميس 25/9/2008
ميساء الجردي- براء الأحمد

مؤشرات مختلفة تدفعنا للتساؤل حول معايير القبول والتقييم بالنسبة للطلاب المتفوقين, فهل كان التفوق وهمياً, وهل كانت الامتحانات الأساسية

للطلاب المتفوقين مجرد تحصيل عددي خال من الاستنتاج أو التحليل والمحاكمات الذهنية, بحيث ظهر وكأنه قائم على أسلوب الحفظ والتبصيم, وأن الطالب يهدف من وراء تعلمه جمع العلامات وليس التفكير البحثي النوعي.‏

كل ذلك الجدل يدخل ضمن دائرة المقارنة بين نسب التفوق في الامتحانات الأساسية (للصف السادس, والصف التاسع) وبين امتحانات القبول في مدارس المتفوقين, حيث كانت نسبة الناجحين هي 13% فقط على مستوى القطر, رغم الأعداد الكبيرة للطلاب المتفوقين الحاصلين على 90% من مجموع العلامات.‏

مقاييس القدرات‏

تواصلنا مع العديد من أهالي الطلاب, وهم يستغربون أن أولادهم حصلوا على علامات مرتفعة في الامتحانات الأساسية منهم (307 , 209 , 302) من أصل 310, ولم ينجحوا باختبار القبول ولم يحصلوا على درجة ال 70% فهل المشكلة في امتحانات الاختبار, أم في نوعية المعلومات والقدرات المعرفية التي يمتلكها طلابنا بحيث لا يمضي سوى شهرين ونصف الشهر على انتهاء المدارس فنجدهم قد نسوا كل المعلومات التي درسوها خلال العام الدراسي.‏

وبالعودة إلى شروط قبول الطلاب في مدارس المتفوقين تبين أنه يجب أن يحصل الطالب على 90% من مجموع العلامات في الامتحان الأساسي وأن يحصل على 70% في اختبار القبول.‏

عودة إلى معدلات ال 60%‏

وبعد الاطلاع على نتائج القبول في بعض المحافظات وجدنا أن عدد الناجحين 77 طالباً من أصل 470 متقدماً, وفي دمشق 59 طالباً من أصل 380 متقدماً وفي حماة 7 طلاب من أصل 95 وفي حمص 27 من أصل 200 طالب وهذه النتائج كانت غير كافية لتزويد مدارس المتفوقين بالطلاب بحيث يصل العدد من 60 إلى 90 طالباً في كل محافظة وفي كل مدرسة تفوق يجب قبول بما يعادل افتتاح شعبتين عدد طلابها يتراوح بين 20-30 طالباً وعليه أعادت وزارة التربية النظر في نسبة القبول, وعادت إلى البلاغ القديم حول معدلات المتفوقين وهو ال 60% وبذلك أوصلت المدارس إلى الأعداد المطلوبة.‏

وهذا يعيدنا للسؤال الذي طرحناه في بداية الموضوع, كيف لطالب حصل على 308 علامات من أصل 310 أن يرسب في امتحان القبول لمدارس المتفوقين, فهل يعني أنه اعتمد على الحفظ والبصم حتى كانت قدراته العقلية ضئيلة في اختبار المتفوقين, وبالتالي من المنتج البشري الذي نريده? فالمشكلة إذاً ليست في الطالب فقط بل في أقنية مختلفة وهي ماذا عن البرامج التعليمية والمناهج وأساليب التدريس ونظام الامتحانات فهل تغير كل ذلك لنحصل على إمكانيات حقيقية?‏

معايير القبول‏

وبهدف إعطاء الأهالي فكرة عن مدارس المتفوقين بشكل عام, من حيث شروط القبول وطبيعة المواد التي تعطى, والدوام, وانتقاء المدرسين, تحدثنا إلى السيد /نعمة مسوح/ مدير مدرسة الباسل للمتفوقين فقال:‏

لا يقبل أي طالب في الصف السابع والأول الثانوي ما لم يخضع لامتحان القبول. ولا بد أن تكون محصلة الطالب في الصف السابع 90% (علامة الجلاء في الصف السادس) لكي يتقدم لامتحان القبول الذي تجريه وزارة التربية لكل مدارس المتفوقين في القطر. حيث تقسم درجة الجلاء على (2) وتحسب 50% فقط ويضاف إليها درجة امتحان القبول التي تضرب ب (4) وتؤخذ النتيجة حسب الأفضلية ويحدد عدد المقبولين ب (60) طالباً من أصل (200-300) متقدم.‏

- أما بالنسبة للأول الثانوي فشرط التقدم لامتحان القبول أن تكون محصلة علامة امتحان الصف التاسع 280 علامة من 310, ولا تجرى العملية السابقة التي تطبق على امتحان الصف السابع وإنما فقط علامة امتحان القبول مع علامة الصف التاسع ويؤخذ عدد الطلاب حسب الأفضلية والعدد قابل للزيادة إلى /90/ حسب الإمكانيات المادية والكادر التدريسي المتاح بالمدرسة.‏

في هذا العام‏

ويتابع: تم قبول (40) طالباً فقط في الصف السابع لهذا العام والسبب أن درجة امتحان القبول كانت 60% ولم يقبل أي طالب علامته أنقص من ذلك وفي الصف العاشر تم تخفيض درجة نجاح القبول إلى 60 علامة أسوة بالسنوات السابقة وكان عدد الطلاب المقبولين 90 طالباً للصف العاشر.‏

-أما الطلاب الحاصلون على 310 العلامة الكاملة فيتم قبولهم دون امتحان وذلك للأول الثانوي فقط ويعتبر هذا تكريماً لهم.‏

-أما نسبة الطلاب الذين حصلوا على 230 درجة فكانت 60% في العام الماضي بمعنى أن 35 طالباً من أصل 59 حصلوا على 230 علامة من 240 وهذه النسبة تختلف من مدرسة لأخرى وتوجد مدارس متميزة في دمشق وحلب وحمص.‏

نركز على البحث العلمي‏

تختلف مدارس المتفوقين عن المدارس العامة بأنها تركز أكثر على النواحي التحصيلية والتركيز على موضوع البحث العلمي بشكل خاص والمواد العلمية التي تحتاج إلى دراسة وتأسيس وإلى قدرات ومحاكاة وتوجيه للطلاب ولهذا يكون الاهتمام بالمواد العلمية أكثر منه بالمواد الأدبية والاجتماعية والتي لا تحتاج إلى ذلك ليتمكن الطالب من الإبداع والتميز ولا إلى وجوده بمدارس المتفوقين حتى يتفوق فهناك الكثيرون منهم في المدارس العامة.‏

وتتميز مدارس المتفوقين عن غيرها بوجود المنافسة بين الطلاب إضافة إلى أن بيئة الطلاب تكون متكافئة وتوجه الطلاب واحد هو التفوق والتحصيل العلمي وهذا كله يحتاج إلى انتقاء مدرسين متميزين ويجب أن يتمتع المدرس بالخبرة الكافية ولديه المؤهلات التربوية ويحمل إجازة جامعية وأن تكون لديه القدرة على التفاعل والتعامل مع الطلاب المتفوقين ويحترم جو المنافسة الموجودة بينهم ولا يوجد أي امتياز للمدرس سوى مؤهلاته وقدراته.‏

- أما عن سبب حبهم في تعليم الطلاب المتفوقين فلأن التعامل مع المتفوقين أكثر سهولة من النواحي التعليمية إذ لا يحتاج للتكرار والشرح إضافة إلى سهولة التعامل معهم من النواحي التربوية أيضاً.‏

تطوير المناهج‏

وبالنسبة للكراسات والمنهاج فهو خاص بالمدارس ولكن يحتاج إلى تطوير وإعادة تأهيل للمدرسين ولا بد من وضع مناهج جديدة وقد سبق أن وضعت مقترحات ودراسة لتطوير المناهج.‏

أما المناهج الإثرائية فهي تعود بالنفع الكبير في حال تم تطبيق المقترح السابق لتطويرها فهي تحقق الهدف منها وتزيد الرغبة لدى الطالب (ولا سيما المواد التطبيقية والعملية العلوم والفيزياء والكيمياء) ونلاحظ ثمارها في مادة العلوم إذ يقوم الطلاب بصناعة الصابون والمنظفات وفي التشريح وغيره إضافة إلى المواد الأخرى مثل الرياضيات وهذا كله يغني قدرات الطالب العملية والعقلية.‏

لا نتدخل بالأسئلة‏

وعن رأيه في بعض الأخطاء التي وردت في امتحان القبول لهذا العام قال:‏

لا نتدخل بالأسئلة وهذه مهمة اللجنة المشرفة على الامتحان وهي تنفذ تعليمات وزارة التربية وهي بدورها مسؤولة عن إجراءات الامتحان من بدايته من وضع الأسئلة إلى التصحيح وإعلان النتائج وقوائم الناجحين فيه وعملنا نحن كمدارس متفوقين يبدأ من قدوم الطالب إلينا.‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية