تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


من الذاكرة الكهربائية..

أبجد هوز
الخميس 25/9/2008
فواز خيو

لعل من الأشياء القليلة المفيدة التي فعلتها في حياتي, هي دراستي للكهرباء وممارستها كمهنة. حتى صرت لا أتصور كاتباً أو صحافياً لا يجيد الكهرباء.

عندها تستطيع أن تكهرب كتاباتك وتكهرب القارئ وتكهرب المسؤول الذي تنتقده.وهيئة التحرير دائماً لديها مزلاج يستطيع أن يخفف ضغط التيار وربما يقطعه عند اللزوم.‏

قبل ربع قرن أنرت الكثير من القرى والشقق. كانوا يقولون لي: الله ينوّر عليك. وكانت دعاويهم غالباً ما تصل معكوسة, فيكون وضعي (منوّر بكسر الواو بدلاً من منوّر بفتحها), وهذا نتيجة خطأ تقني في الكونترول الذي يوصل الدعوى. إضافة إلى ذلك يجب على الكاتب أن يمتلك مهنة أو مهنتين كي لا يكون رزقه تحت رحمة مسؤوليه.‏

ذات سنة نفذت الأعمال الكهربائية لجمعية الصحفيين, وحين كان الزملاء يزورون شققهم ويرونني اشتغل بالكهرباء ويتساءلون, كنت أقول لهم: أنا أمارس عملي الصحفي, أليست الكتابة ضرباً بالمطرقة والإزميل? حتى في العمل الكتابي كثيراً ما تفتل يدك وتضرب المطرقة برأسك بدل الإزميل.‏

لهذا لا مانع أن يكون لديك رأس احتياطي, حتى لا تهر الأفكار من رأسك الأصلي إذا ناطحت أحداً أو نطحك أحد.‏

نسيت الموضوع الأصلي وهو أن وزيراً جديداً للكهرباء استلم مهامه.وهنا نريد أن نلفت انتباهه لمشكلتين كبيرتين أساسيتين. وهما أن قراء العدادات لا يقرؤونها, فتأتي الفواتير مرة صفراً ومرة كبيرة, وهنا لا يستفيد المواطن من الشرائح. والمشكلة الثانية الفواتير الخيالية, إذ كيف للبيت الصغير أن تكون فاتورته 160 ألفاً, وهذه تتكرر دائما وفي مناطق كثيرة, وبدلاً من تشكيل لجنة للتحقيق وإحقاق الحق, فعلى المواطن الدفع, ويمكن مساعدته فقط من خلال تقسيط المبلغ.‏

سؤال مهم: متى تكف بعض المؤسسات عن اعتبار المواطن خصماً? اعتبروه مجرد زبون, أليس من مصلحتكم رضا الزبائن? صار الواحد بدلاً من القول: رضاك يا أمي, يقول رضاكم يا ...!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية