تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر


المجالس المحلية والأعياد

اقتصاديات
الخميس 25/9/2008
عبد القادر حصرية

هناك لدى أي شعب من الشعوب مناسبات مخصصة للأعياد الدينية او الوطنية وهي التي يجمع غالبية أفراد المجتمع على الاحتفال بها كجزء من تقاليدهم.

بينما توفر هذه الأعياد فرصة للشعوب للاحتفال بمناسبات دينية أو وطنية تجمع عليها مجتمعاتها لكن أثرها أبعد من مناسبة دينية أو وطنية, إنها مناسبة للاقتصاد الوطني وللنشاط الاقتصادي في المدن والقرى.‏

لذلك فإننا نرى أن الكثير من الشعوب تجعل لهذه الأعياد طقوساً مرتبطة بها سواء في الطعام أو الملبس أو تبادل الهدايا أو إقامة الكرنفالات وكلها تؤدي إلى تنشيط الحركة الاقتصادية. توفر الأعياد والمناسبات فرصة اقتصادية غنية للأسواق والمدن من خلال إنفاق المواطنين وزوار البلاد بمدنها وقراها, كما أنها توفر فرصة هامة للناس لتتلاقى وتجتمع. وبالتالي فللأعياد أثر يمتد حتى إلى أبعد من الأثر المالي ليصل إلى نوعية الحياة في المدن حيث تؤدي إلى تقوية الروابط الاجتماعية.‏

تغيب البيانات الإحصائية لدينا عن أثر الأعياد والمناسبات على الإنفاق وعلى النمط الاستهلاكي للأسر على الرغم من أن وجود هذه الإحصائيات يساعد الأطراف المختلفة على الاستفادة من هذه الأعياد والتخطيط لها. كما أن هناك لدينا دوراً غائباً لمجالس المدن والقرى لاغتنام فرصة الأعياد والمناسبات لتحريك النشاط الاقتصادي المحلي عبر الإنفاق على التحضيرات والنشاطات الترفيهية في هذه الأعياد والمناسبات ومن ثم الاستفادة من هذا الإنفاق لتوليد النشاط الاقتصادي المحلي بمناسبة هذه الأعياد ولزيادة الإيرادات الضريبية من هذا النشاط الاقتصادي المتولد.‏

لذلك نرى أن المزيد من الناس يغادرون البلاد خلال الأعياد لقضاء عطلة الأعياد في الخارج وفي ذلك خسارة اقتصادية واجتماعية لبلدنا. تستطيع هذه الأعياد فيما لو قامت مجالس المدن بإقامة نشاطات ترفيهية فيها أن تجتذب المزيد من الزوار لمختلف المدن والمناطق وتستطيع أن توفر لها موارد ضريبية إضافية وأن تزيد من عدد فرص العمل خلال الأعياد. إذاً ليست الأعياد عطلة عادية كباقي عطل المناسبات الوطنية, بل هي فرصة للاحتفال والتلاقي من جهة وفرصة لتنشيط الحركة الاقتصادية ليس فقط في المدن الرئيسية بل حتى في القرى والأرياف.‏

يمتد أثر الأعياد والمناسبات ليشمل قطاعات هامة انتاجية وخدمية عديدة بدءاً بمصانع الأغذية مروراً بقطاع النقل حيث يقضي الكثير من الناس عطلاتهم بين أهاليهم. كما يلعب المجتمع الأهلي دوراً هاماً في الأعياد والمناسبات خاصة تلك الدينية منها حيث يخفف انفاق ومساعدات مؤسسات هذا المجتمع من شعور البعض بالحرمان ويشكل قوة شرائية إضافية تشكل إعادةً لتوزيع الدخل من جهة وتعزز الطلب على المنتجات والخدمات. لابد من إدراك الأثر الاقتصادي والاجتماعي للأعياد لنستطيع الاستفادة القصوى منها من الناحية الاقتصادية والاجتماعية على السواء.‏

هذا الإدراك يجب أن يكون على مستوى قياداتنا الاقتصادية الرسمية المركزية والمحلية ومؤسساتنا الاجتماعية ودون هذا الإدراك لن نرى من هذه الأعياد سوى الشكوى من ارتفاع الأسعار!‏

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية